رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات يوسف شاهين مع طولة اللسان: «تعود أن يشتم ولا يُشتم»

يوسف شاهين
يوسف شاهين

لم يكن يوسف شاهين موهبة فنية أو إخراجية عادية، وإنما هو من المخرجين الذين أصابهم جنون الفن منذ بداية أعماله الفنية.

جنون المخرج العالمي يوسف شاهين ابن محافظة الإسكندرية المولودفي 1926، جعله يتردد في اختيار نجومه للعديد من الاعمال الفنية وهو ما جعله عرضة لـ"طولة لسان" النجوم، بل والمنتجين أيضًا نتيجة لتصرفاته، فقد كان شاهين من هواة خروج الأعمال الفنية على أكمل وجه بحسب رؤيته الشخصية وفقط، ما عرضه لانتقادات وصلت حد التطاول من قبل بعض الفنانين.

إلا أن بعض تلك المواقف كان كوميديًا مثل ما حدث مع كوكب الشرق أم كلثوم، ففي حوار تليفزيوني نادر، أذاعته إحدى القنوات المصرية، أنه فوجئ في أحد الأيام بالعديد من الاتصالات التليفونية، تخبره بأن أم كلثوم تبحث عنه وتريد مقابلته بشكل عاجل، وهو ما جعله في حالة من التوتر، خاصة أنها المرة الأولى، ولم يكن قد جمعهما أي لقاءات سابقة.

وذهب شاهين فورا إلى فيلا أم كلثوم بالزمالك، لينتظرها مع فنجان القهوة والسيجارة، حتى جاءت لتطلب منه أن يخرج لها أغنية "طوف وشوف".

ويقول شاهين: "لقيتها بتقولي أنا اخترتك أنت اللي تخرجلي أغنيتي الجديدة، ودردشنا بعد كده شوية وقالتلي عاوزاك تخرجلي أغنية (طوف وشوف)، فقعدت أسمع وحسيت إن أسلوب الأغنية مش عاجبني".

وتابع شاهين قائلًا: "كان دمها خفيف جدًا، لقيتها بتقول كلمات الأغنية منها والمصانع لعلطت وحاجات غريبة، فسكت وقالتلي مالك، قولتلها إنتِ عاوزاني أعملك إيه، دي تجيبي أي حمار يعملهالك، فقالتلي "يا ابن المجنونة" ده إنت باين عليك مرووش زي ما بيقولوا عنك".

أما الموقف الطريف الآخر الذى تعرض فيه يوسف شاهين للشتيمة كان من نصيب المنتجة المتميزة آسيا خلال تصوير فيلم الناصر صلاح الدين.

ففي أحد اللقاءات التلفزيونية روى يوسف شاهين أنه خلال تصوير كلما سمعت المنتجة طلباته، تصفها بالمبالغ فيها، ولكنه كان يبحث عن التميز، وفى إحدى المرات التى تواجدت فيها آسيا فى موقع التصوير وكان مشهد معركة حطين والذى تكلف تصويره مبالغ مالية طائلة، فما كان عليها سوى أن قامت بربط دماغها بإيشارب وظلت تصرخ قائلة: "شيلولى المجنون ده من هنا" وكان الحديث عن يوسف شاهين.

أما المواقف الجادة كان ما حدث بينه وبين الفنانة فردوس عبدالحميد، التي شمته، بسبب إسناد دورها للمطربة داليدا، وهو ما قالته في أحد البرامج التلفزيونية حينما سألها المحاور عن علاقتها بيوسف شاهين، فقالت: "في أحد المرات أرسل لي يوسف شاهين سيناريو فيلم إسكندرية ليه ولكن الدور كان صغيرا جدًا ورفضت الدور، لكنه كان مصرا أن أعمل معه فأرسل إلى سيناريو فيلم "اليوم السادس" كان من المفترض أن ألعب دور البطولة في الفيلم وبعد أداء البروفات والملابس وتيست الكاميرا، فوجئت به يتصل معتذرا وأخبرني أن داليدا هي من ستلعب دور الفلاحة صديقة، فتمالكت أعصابي وقلت له إنت الخسران ليس أنا وطظ فيك"، وتعجبت فردوس عبدالحميد من هذا الاختيار وبعد مشاهدتها للفيلم لاحظت اللكنة الفرنسية لدى داليدا، وأنها كانت غير مقنعة في شخصية الفلاحة المصرية.

وهو ما تكرر مع الفنانة سناء جميل ففي لقاء تليفزيوني للفنانة سناء جميل، تحدثت خلاله عن علاقتها بالمخرج يوسف شاهين، قائلة: "علاقتي بيه مكنتش كويسة".

وأوضحت جميل أسباب توتر العلاقة بينهما، قائلة: "ذات مرة كان في أحد النوادي طلب عرض فيلمها فجر يوم جديد، وهو من بطولتي وإخراجه، لكنه لم يعرض وعرض فيلم إسكندرية ليه بدلا منه دون سبب"، وأشارت إلى أنه في مرة أخرى كان يستعد لعمل فيلم "وداعًا بونابرت" وطلب منها المشاركة فيه، وبالفعل طلبت سناء السيناريو للاطلاع عليه، لكنه لم يرسله لها، ولم يتصل بها بعد ذلك وقالت: "اكتشفت أنه كان عايزني أتحرك من رصيف إلى آخر فقط وهو ما أغضبني".

وأضافت أنها خلال مقابلتها معه بعد ذلك الموقف قالت له: "أما إنك بجح صحيح.. كيف تجرؤ؟"، مشيرة إلى كون الزمن أثبت أن أفلامه تفشل، وقالت إنها لا تفهمها ولا تحبها والحال نفسه بالنسبة لرجل الشارع والجمهور أيضًا، خصوصًا أنه يقوم بعمل "غلوشة" على عقل المشاهد ويعتقد أن هذه عبقرية، على حد وصفها.