رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كورونا بدون أعراض.. مصابون: «علمنا بالإصابة صدفة»

كورونا بدون أعراض
كورونا بدون أعراض

يمرّ فيروس كورونا كل فترة بأشكال جديدة، فلم يعد هناك حالة ثابتة له، جميع الحالات تختلف من واحدة إلى أخرى، وكذلك الأعراض التي تظهر كل يوم بعرض جديد، لكن المفاجأة الآن أن فيروس كورونا أصبح في بعض الحالات يأتي بدون أعراض.

بعض الحالات التي أصيبت بالفيروس لم تظهر عليها أعراض أو حتى أعراض بسيطة، ويأتي وينتهي بدون ظهور الأعراض الأساسية مثل السعال الشديد أو ارتفاع درجة الحرارة والتي تعد أساس فيروس كورونا.

واتساقًا مع ذلك، فقد أعلن الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إن 80 أو 90% من مرضى كورونا الآن هو بدون أعراض أو بأعراض بسيطة، مضيفًا أن المواطنين فهموا البروتوكول العلاجي ويتعاملون بالعزل المنزلي في الحالات البسيطة.

وبالفعل هناك حالات ودراسات تعزز من ذلك الطرح، بأن الفيروس قد يصيب أشخاصا دون أن يظهر عليهم أي أعراض، ويعرفون بإصابتهم صدفة عبر التحاليل، والتي تظهر حملهم للمرض دون أن تظهر عليهم أعراض.

كان من بين مصابي الفيروس دون ظهور أعراض عليهم، عبدالرحمن سعيد، أحد مواطني قرية دملو بالقليوبية، والذي علم بالصدفة إصابته بالمرض، يقول: "أمي اتصابت بسبب نزولها يوميًا للسوق لشراء احتياجات البيت، وعملت تحليل وطلعت إيجابي".

وأضاف: "ووقتها طلبوا من كل المخالطين يعملوا تحليل وأنا بسبب انشغالي بأمي معملتش خصوصًا أن مظهرش عليا أعراض وقتها، وقرب شفاء أمي عملت تحليل ليا أنا وأبويا وطلعت إيجابي وحامل للمرض بدون أي أعراض".

وأوضح: "واتعزلت وخدت نفس الأدوية والبروتوكول رغم أن مفيش أي أعراض ظهرت عليا، لكني كنت إيجابي كورونا، ولحد ما تماثلت للشفاء مظهرش عليا أي أعراض غير ارتفاع نادر في درجة الحرارة وكان بسيط".

يؤيد ذلك الطرح الدكتور هاني مهنى، استشاري أمراض الصدر، موضحًا أن 85% من المواطنين أصيبوا أو سوف يصابون بالفيروس بدون أعراض أو أعراض بسيطة تتمثل في تكسير الجسد والشعور بالوجع في مختلف أنحائه.

وأضاف: "لذلك نصحنا أن يرتدي الجميع الكمامات سواء مصابا أم لا، لأنه من الممكن أن تكون مصابًا دون أن تظهر عليك أي أعراض، وتكون حاملا للعدوى وأنت لا تعلم وتساهم بذلك في نشر المرض".

يفسر مهنى تلك الحالة على حسب مناعة الشخص المصاب، فإن كان ذو مناعة قوية تستطيع صد الفيروس فلا يظهر عليه أعراض، وذلك لا ينفي أنه ينقل العدوى لمن يخالطه، أما إذا كانت مناعته ضعيفة تظهر عليه الأعراض سريعًا.

لم يختلف الحال مع رضا طارق، سيدة أربعينية، تعمل في معمل تحاليل بأحد المستشفيات الحكومية، والتي علمت صدفة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، بعدما أعلن عن إصابة أحد زملائها في المعمل بالفيروس.

تقول: "صدر قرار بعمل مسحة للجميع لكن اتأخرت وفيه بعض الزملاء ظهر عليهم أعراض، والباقي لما مظهرش عليه أعراض شكينا أنهم غير مصابين، لكن المسحة بعد ما اتعملت لاقيت نفسي إيجابية ضمن المصابين".

توضح: "مظهرتش عليا أي أعراض، حتى الأعراض الرئيسية زي السخونية والكحة مظهرتش عليا، وكنت بتعامل عادي كأني غير مصابة، لكن اتضح أن ممكن المرض ييجي من غير ظهور أي أعراض على الشخص".

واتساقًا مع ذلك، فإن دراسة من جامعة "سونتشونهيانغ" في الصين، أن ثلث الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد لم تظهر لديهم أي أعراض، لكنهم كانوا يحملون شحنة فيروسية موازية لأولئك الذين ظهرت عليهم أعراض مرض كورونا.

وتناولت دراسة علمية أخرى في جامعة بريطانية ذات الطرح، بأن المرضى الذين لا يعانون من أعراض الإصابة بفيروس كورونا يمكنهم نشر الفيروس داخل الغرفة التي يتواجدون فيها، وإذا خالطوا أشخاص ممكن أن ينتقل إليهم المرض دون أن تظهر أي أعراض.