رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤرخ الفني كمال النجمي يرصد فلكلوريات «بليغ» مع «شادية»

كمال النجمي
كمال النجمي

يذهب المؤرخ الفني الراحل كمال النجمي٬ إلي أن فلكلوريات بليغ حمدي التي صنعها لــ"شادية" وحرص علي الحديث عنها والتنبيه إليها٬ قبل سفره في رحلة علاجية٬ كانت بدايتها مع أغنية "آه يا أسمراني اللون" ولحنها بليغ عام 1966، وأكد في كتابه الغناء المصري..مطربون ومستمعون" علي أن هذه الأغنية من الفلكلور الشامي الذي يتردد في مصر منذ مطلع القرن العشرين، حتى ظنها البعض من الفلكلور المصري.

وأضاف "النجمي": وربما كانت أغنية "ياللي زرعتوا البرتقان" التي غنتها رئيسة عفيفي في فيلم يحيا الحب من تلحين محمد عبد الوهاب سنة 1936، هي التي أوحت إلي بليغ حمدي لحنه الشعبي "زفة البرتقان" وغنته شادية عام 1968 إلا أنه لا تشابه بين لحن بليغ ولحن عبد الوهاب٬ علي الرغم من أنهما في موضوع واحد٬ هو تحية محصول البرتقال في موسمه عندما كان للبرتقال زفة في موسمه.

كما غنت شادية من فلكلوريات بليغ حمدي لحن "الحنة يا قطر الندي" وهي من الفلكلوريات التي تتردد في مصر منذ أكثر من ألف سنة٬ عندما زفت قطر الندى ابنة "خمارويه" إلى الخليفة المعتضد٬ وكانت ليلة الحناء من أخلد الليالي التي خلدتها الأغاني الفلكلورية لقطر الندى وبنات مصر علي مر الأجيال.

و يلفت "النجمي" إلي أن شادية في بداية السبعينيات غنت أيضا من ألحان بليغ أغنية "أسمر وطيب يا عنب" من كلمات الأبنودي٬ ثم أغنية "قولوا لعين الشمس ما تحماشي" من كلمات مجدي نجيب٬ والذي استوحاها من الأغاني الفلكلورية التي انتشرت في مصر بعدما خلع الإنجليز الخديوي عباس حلمي الثاني وحرموا عليه دخول مصر، وغنت شادية أيضا "خدني معاك ياللي مسافر..خدني معاك" من الفلكلور الصعيدي الذي بني عليه بليغ لحنا من أحسن ألحانه الفلكلورية، ثم غنت "ناويين خلاص علي السفر" من كلمات محمد حمزة، وغنت "يا طيرة طيري" من تلحين فليمون وهبة٬ من فيلم خياط السيدات٬ وفيه ظهرت شادية مع الفنان السوري دريد لحام.

ويختتم "النجمي" مؤكدا علي أن بليغ حمدي كان يعتز بفلكلورياته لشادية كما يعتز بشوامخ ألحانه التي غنتها أم كلثوم، وعبد الحليم، ونجاة الصغيرة وآخرون. فهذه الفلكلوريات هي من صميم الغناء العربي المتقن في صورته التلقائية الرائعة العزيزة المنال. ومما جعل لفلكلورياته لشادية أهمية فنية خاصة٬ إنها كانت علامة مرحلة ناضجة من مراحل شادية في الغناء المتقن بعدما فارقت مرحلتها الأولي في الأغاني السينمائية الخفيفة.