رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانحرافات الأخلاقية داخل الجماعة الإرهابية


نعم قد يخدعك بعض الناس بعض الوقت، ولكن ليس فى إمكان أحد أن يخدعك كل الوقت، وحين ظهرت جماعة الإخوان على ظهر الأرض ظن كثيرٌ من الناس أنهم من أهل الله وخاصته، فالمظهر قد يخفى حقيقة الجوهر، ومعظمنا ينظر للوهلة الأولى إلى الشعارات دون أن يبحث عن المحتوى، فيظن أن فئة من الفئات أو طائفة من الطوائف هم من أولياء الله، فنقول كما قال أجدادنا «تحت القبة شيخ» وما هو بشيخ ولكن مسخ مشوه.
وسبحان الله، أولئك الذين يتاجرون بالدين إذا بهم يسقطون الواحد وراء الآخر، يسقطون وينتهى تأثيرهم تمامًا، ففى ذات يوم كان وجدى غنيم صاحب تأثير كبير على الإخوان، ثم على عوام المسلمين، وبعد أن مرت الأيام وتوالت بذاءات وجدى، وظهر للناس سلاطة لسانه، واتضح أن وراء هذا اللسان عقلًا تكفيريًا مريضًا، انفض الناس من حوله، وأصبحت مصداقيته تحت الصفر، وشيوخ الإخوان هربوا إلى تركيا وقطر وأظهروا صراحة فكرهم التكفيرى، ويوسف القرضاوى الذى كانت له وهو الشيخ الهرم غزواته الغرامية التى فضحتها إحدى زوجاته الجزائرية أسماء بن قادة.
هذه هى قصة أفراد وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وقصة كل من يرتدى ثوب الدين، والله يكشفهم جميعًا، فمن خدعنا بالدين كشف الله ستره، وأظنكم تتذكرون قصة عبدالحكيم عابدين الذى أصبح أقرب ما يكون إلى «راسبوتين الجماعة» حيث تحرش ببعض نساء الإخوان وتقدمت مجموعة كبيرة منهن بشكوى جماعية لحسن البنا، وتم إجراء تحقيق على أعلى مستوى فى هذه الوقائع، ونقل بعض الإخوان فى مذكراتهم أن عابدين كان يتمرغ فى الأرض ويبكى وينهار وهو يواجه التهم البشعة الموجهة إليه، وانتهت التحقيقات بإدانة صريحة له، إلا أن البنا رأى أن توجيه الاتهام من شأنه أن يضر الجماعة فى سمعتها خاصة أن المتهم لم يكن أخًا عاديًا بل يعتبر ثانى أعلى منصب فى الجماعة بعد المرشد، فضلًا عن كونه صهره فاختار البنا التكتم على الأمر مع حل نظام الأسر وتصفيته، وأجرى تحقيقًا آخر كان هو المسئول عنه لينتهى التحقيق الثانى ببراءة عبدالحكيم عابدين!! وحتى الآن ما زالت أوراق التحقيق مع عابدين طى الكتمان والجماعة الغامضة لا تريد الكشف عن الحقائق فى فضيحة الملتحى الراسبوتينى الأخلاقية صهر الإمام البنا.
وعبر وجودى فى تلك الجماعة عرفت، وللمعرفة وجع، ورأيت وشاهدت وشهدت، رأيت شيوخًا ودعاة من الإخوان يعتلون المنابر وينصحون الناس بالحلال، وهم يمارسون الحرام، وكنت أظن أن تلك الممارسات المحرمة إنما تعود لانفلات نفسى من هذا الداعية الإخوانى الكبير أو ذاك الذى يصفونه بالعالم، أو هذا الذى يقولون عنه العابد الزاهد! ثم إذا بالمسألة تتكاثر، ولم يكشف هذا التكاثر إلا الزوجات المخدوعات فى أزواجهن، فواحدة من كبريات الأخوات تشكو لأحد المرشدين أن زوجها القيادى الإخوانى الكبير تزوج عليها امرأة متزوجة من آخر لم يتم طلاقها منه بعد!! وأخرى تشكو زوجها الداعية الإخوانى بأشياء يندى لها الجبين الإخوانى إن كان لهم جبين، وأشياء أخرى كثيرة لا يمكن حصرها، وقد كانت رحلتى فى تلك الجماعة كاشفة عن أن الأفكار المخزية قد تملكتها وامتلكتها، ورغم أننى تعففت كثيرًا عن الكتابة فى هذا الشأن إلا أن من تسربل بمسوح الزاهدين العابدين ليخدع الناس وجب علينا كشف سرابيله التى امتلأت بالنجاسات، وها هى السرابيل النجسة التى نسبوها للإسلام.
إلى أن ظهر علينا منذ عدة أشهر شاب إخوانى اسمه عبدالله الشريف، كان يعمل محارًا أو نقاشًا، وكان قد فر هاربًا من مصر إلى قطر مثل باقى الإخوان الذين كتب الله عليهم أن يتيهوا فى الأرض، كان هذا الشخص الإخوانى شخصية باهتة لا قيمة لها، ثم تبدلت الأحوال، وأصبح فجأة إعلاميًا يبث الأكاذيب والشائعات ضد مصر، يتكلم بطريقة فجة وكأنه يبث فيديوهاته من المراحيض العمومية، ولكن اتضح أنه تلقى تدريبات إعلامية مكثفة، وتدريبات أخرى على التمثيل المسرحى، وأصبحت له قناة على اليوتيوب زاد مشاهدوها يومًا بعد يوم، إذ كانت فيديوهاته تُدار بطريقة احترافية وبشكل ساخر، ومن خلفه فريق إعداد مخابراتى، وأصبح من يشاهد هذا الشخص ملايين، وكأنما أراد الله له هذه الشهرة لتكون فضيحته بعد ذلك مدوية، وليسقط هذا النمط الإعلامى المضلل، فقد اتضح من خلال عدة تسريبات أن هذا الشخص يمارس علاقات جنسية من خلال «الشات» مع سيدات عربيات من أقطار مختلفة، ويرسل لهن صوره وهو عار من ملابسه، حتى أصبح اسمه المتداول على تريندات وهاشتاكات وسائل التواصل الاجتماعى هو: عبدالله ترتر، وبلبوصة، وغيرهما من التعبيرات التى تفضحه.
وإذا كان من حق أى إنسان أن يمارس حياته الخاصة كما يشاء، إلا أن ما فعله هذا الشخص البذىء يسقط مصداقيته تمامًا، ويكشف عن أن هذه الجماعة لا علاقة لها بالدين، وقد سبقه فى هذا الانحراف طارق رمضان حفيد حسن البنا، وقصصه الجنسية التى أصبحت منظرة أمام القضاء الفرنسى بسبب اغتصابه للعديد من النساء، وقد كان طارق رمضان أحد القيادات الكبيرة للتنظيم الدولى للإخوان خلال سنوات طويلة، ولكن ما هو أثر فضيحة عبدالله الشريف الشهير بترتر على الإخوان؟
أعضاء التنظيم لا تعنيهم تلك الفضائح، فهم ينظرون لهذا الدعى الساقط على أنه أداة من الأدوات التى يستخدمونها لمحاربة مصر، وسواء كان هذا الدعى مؤمنًا حقًا، أو فاسقًا، مسلمًا، أو يهوديًا، أو ماسونيًا، أو لصًا، أو قاتلًا، فإن هذا كله لا قيمة له، أما ما يرجونه فهو مدى تأثير هذا الشخص فى العوام والبسطاء من الناس، فإذا ما انتشرت أخبار فضائح هذا الشخص المأجور العميل بين الناس، وظهر تيار رافض له وسط الذين كانوا يصدقونه، وقتئذ سيتخلى عنه الإخوان ويستبدلونه بآخر، ولنا فى الممثل الكومبارس محمد على مثالًا واضحًا، فقد انتشرت فيديوهات محمد على بشكل كبير لفترة، ثم أخذت سقطاته تتوالى، إلى أن أصبح موضوعًا خارج القائمة، لذلك لا يعنينى أن يسقط هذا الدعى طالما أن غيره سيظهر، ولكن الذى يعنينى هو أن نخلق نحن حالة إعلامية يكون لها المبادأة، تكون هى الفعل، ويكون الإخوان فيها هم رد الفعل، ولذلك أعود إلى أصل الفكرة وهى ضرورة مواجهة الإخوان، فكريًا، وإعلاميًا، وفنيًا، وتعليميًا، وأظن- وبعض الظن حق- أن هذا الأمر يحتاج إلى كيان قوى لديه منظومة فكرية مستنيرة وإلى رأس يقود تلك المنظومة، وفى مصر عباقرة يمكن أن يقدموا الكثير فى هذا الأمر، بعضهم من إعلاميين عباقرة بحق لا يستفيد أحد من أفكارهم، ولدينا أيضًا فلاسفة وأدباء ومفكرون لديهم القدرة على وضع منظومة يكون لها عشرات الأيادى، ومئات العيون، وآلاف الآذان، وملايين الأصوات، تكون هى صاحبة الضربة الإعلامية الأولى، المهم أن نبدأ لأننا تأخرنا كثيرًا، ونحن فى سباق، فإما أن يسبقنا فكر الإرهاب ويسيطر على عقول الناس العاديين، وإما أن نسبقه ونطهر عقول الناس منه.