رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

برايل السوشيال.. كيف يتفاعل المكفوفين على مواقع التواصل؟ (فيديو وصور)

مكفوفين
مكفوفين

في عشرينات القرن التاسع عشر، كان المكفوفين على موعد مع اختراع طريقة برايل، باستخدام حاسة اللمس في القراءة والكتابة ما فتح الطريق للخروج من الدائرة الضيقة التي كانوا يعيشون بداخلها، إلا أن تسارع التطور التكنولوجي في الآونة الأخيرة دفع الكثيرين منهم لمحاولة اللحاق بركب التكنولوجيا الحديثة واستخدام السوشيال ميديا والتواصل مع الآخرين بكل سهولة، ما أثار تساؤل البعض حول كيفية استخدام المكفوفين لأجهزة المحمول والحاسب الآلي.

"في ناس بتستغرب إن إزاي كفيف وبرد عليهم وأكلمهم زي أي حد ببعتلهم إيموشن وإشارات في المنشورات وأتفاعل معهم" هكذا يعلق سامح محمد، حاصل على ليسانس آداب من جامعة القاهرة، ومدرس لغة عربية وبرايل للمكفوفين، على استخدامه للسوشيال ميديا، موضحًا أنه يتعامل بصورة طبيعية من خلال استخدام برامج ناطقة عبارة عن قارئ للشاشة.

وأوضح أن مشاركته في التريندات المتداولة والتفاعل على السوشيال ميديا، يثير دهشتهم في بعض الأحيان، مضيفًا: "لا أظن أن أحد في الوقت الحالي لا يستخدم السوشيال ميديا لأنها أصبحت أساسية في حياة الجميع ولا يمكن الاستغناء عنها لأنها تربط الشخص بالعالم الخارجي ويتابع من خلالها الأخبار وما يدور حوله من أحداث.. لم يعد صعبًا".

وأشار إلى أن الكفيف يعتمد في استخدام الهاتف الذكي على لمس الشاشة وسماع كل ما يلمسه عليها، عن طريق خاصية قارئ الشاشة المتوفر في أجهزة المحمول أو الكومبيوتر، وهي خدمة مدمجة تأتي مع نظام التشغيل، تقوم بتوجيه فاقدي البصر عند استخدامهم للجهاز ونطق ما يُلمس على الشاشة.

وعن أكثر التطبيقات التي يستخدمها أوضح أنه يتصفح جميع وسائل التواصل الاجتماعي سواء فيسبوك أو ماسنجر وواتس آب والمشاركة في الاجتماعات الأونلاين عبر تطبيق زووم، موضحًا أنه سيشارك خلال الشهر المقبل في المؤتمر الدولي الثامن عشر للمكفوفين المنعقد في بولندا عبر تطبيق زووم بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.

ومن أجهزة المحمول إلى الكومبيوتر، يقول عادل كفاكي، الذي يعمل مدربًا للكومبيوتر بجمعية نور البصيرة لرعاية المكفوفين، إنه يستخدم الكومبيوتر مثل أي مستخدم طبيعي من تصفح للإنترنت والدخول على مواقع التواصل الاجتماعي بكل سهولة والتفاعل مع الأصدقاء بالتعليق والإعجاب وكتابة المنشورات وقراءة وكتابة ملفات الوورد، بالإضافة إلى إمكانية التعلم الإلكتروني، بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية الخاصة بالمكفوفين.

وأوضح أنه يدرب المكفوفين على استخدام أجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة الأندرويد والأيفون، بعد إعداد أجهزتهم وضبطها للعمل بنظام الناطق الصوتي وتعريبها في الأجهزة التي لا تدعم اللغة العربية، موضحًا أن استخدام الكومبيوتر واللاب توب يتطلب في البداية حفظ لوحة المفاتيح بشكل كامل وبعدها يتم التدريب على استخدامه بواسطة البرنامج الصوتي الناطق وتعلم كل شيء بسهولة سواء تصفح للإنترنت أو الاستماع للأفلام والأغاني والقرآن الكريم، أو اللعب.

وأشار إلى أن المكفوفين لديهم ألعاب خاصة تعتمد على الصوت بشكل كبير مثل لعبة الكرة للمكفوفين والتي تشبه لعبة البنج بونج إلى حد كبير، ويعتمد اللاعب فيها على تحديد حركة الكرة من خلال صوتها المميز عن الأخر والتحرك نحوها من خلال الأسهم الموجودة في لوحة المفاتيح.

وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد المعاقين بصريًا على الصعيد العالمي وذلك بناءً على أحدث الدراسات، بأن هناك نحو 285 مليون نسمة ممن يعانون من الإعاقة البصرية (العمى + ضعف البصر) في جميع أنحاء العالم، منهم 246 مليون نسمة مصابون بضعف البصر و39 مليون نسمة مصابون بالعمى. كما وقدرت بأن إقليم شرق المتوسط يشكّل 12.6% من نسبة العمى في العالم.

وفي مصر يقدر عدد المكفوفين في مصر بنحو 3.5 مليون كفيف مصري، ويصل عدد المكفوفين الملتحقين بمراحل التعليم المختلفة نحو 37 ألف كفيف.