رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسام صورة مقتل طفلة يمنية على يد الحوثيين: «جزء من مخها خرج»

صورة مقتل طفلة يمنية
صورة مقتل طفلة يمنية

من رحم المعاناة تخرج المواهب، يحاول الفرد أن يرسم خطوط همومه بالقلم والريشة، فقد استطاعت الحروب أن تخرج كل ما هو مخبوء من مكنونات الفن وجمالياته التي لا تخفى على ذائقة المتلقي.

رشاد السامعي، رسام كاريكاتير يمني جسد الصورة الأشهر خلال الأيام الماضية للطفلة رويدا التي أطلق الحوثيون الرصاص عليها، وسحبها شقيقها لمكان آمن.

وقال "السامعي"للدستور:" رويدا تسكن في مدينة تعز المحاصرة من الحوثيين وسكنها في منطقة خطرة وقريبة من خط النار الفاصل بين المناطق الخاضعة للمقاومة والمناطق الخاضعة للحوثيين.
تعرضت "رويدا" للقنص، وكانت إصابتها في مؤخرة الرأس".

وأضاف:" تسبب القنص في خروج جزء من المخ، فقد خرجت يوم الاثنين الساعة الخامسة عصرًا لجلب الماء كالمعتاد كل يوم من خزانات السبيل، حيث المدينة تعاني من انقطاع الماء، وكانت بندقية القناص تترصدها في تلك اللحظة، سمع الأطفال طلقة واحدة ورأوا رويدا ملقاة على الأرض، وساعدها شقيقها ومن ثم الكبار".

وأشار إلى انه سقط في هذا الشارع كثير من النساء والأطفال خلال فترة الحصار، لكن الناس مضطرون للتعايش بسبب الفقر، وبحسب ما قاله إن الحوثيين يكررون نفس الجرم.

وتابع:"رسمت رسمة أحاكي فيها مشاعر الناس وحاولت الوصول لأقصى درجات الألم، فجمعت قضية جريمة القنص ومشكلة الماء وبراءة الطفلة التي لا تدري ماذا جرى، كما عبرت عن الفقر والاحتياج".

رشاد السامعي من مواليد ١٩٧٥ بمدينة تعز، بدأ رسم الكاريكاتير على صفحات الجرائد من عام تقريبًا في ١٩٩٨، ثم عمل في مؤسسة الجمهورية للصحافة والنشر عام ٢٠٠٣، ورئيس تحرير لمجلة المثقف الصغير، لم يستمر طويلًا فقد اندلعت الحرب واضطر للنزوح إلى الريف هروبًا من اعتقال الحوثيين، ذاق المر خلال ثلاث سنوات ثم عاد إلى تعز، وعمل كرسام لبعض المواقع.

فاز بعدة جوائز دولية، جائزتين من فلسطين في عامين متتالين وجائزة من تونس وجائزة من الأردن، وجوائز محلية، وفاز بالجائزة الأولى التي نضمها مكتب الامم المتحدة في اليمن عام ٢٠١٠.
بدأ مشواره برسم القضايا الاجتماعية، مضيفًا:"ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي كنت أجد فرصة في نشر بعض المواضيع السياسية، حتى بدأت أحداث الربيع العربي في اليمن عام ٢٠١١ تخلصت من كل القيود والخطوط الحمراء والمخاوف، فرسمت الكثير عن النظام السابق وعن الفساد، ثم عن الحوثيين، وهذا ما اضطرني لترك المدينة والانتقال إلى أحد الأرياف".

واختتم:" حاليًا مهتم بكل القضايا الإنسانية، ارسم عن الجميع، انتقدت الحوثيين، ليس لي أي حسابات سياسية، أينما وجد الانتهاك أكون حاضرًا للتغطية.