رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سلوى بكر: «الخرباوى» قدم التصوف كبديل للعنف فى التعامل مع الدين

ندوة مولانا الجوسقى
ندوة مولانا الجوسقى

قالت الكاتبة الروائية سلوى بكر، خلال الندوة التي عقدت منتدى بتانة الأدبي والثقافي، لمناقشة رواية "مولانا الجوسقي" والصادرة عن دار بتانة للنشر، للكاتب ثروت الخرباوي: "أن الفلسفة عبر تاريخها طرحت سؤال كيف نعرف أننا نعرف؟، وكل الفلاسفة عبر التاريخ قدموا منهج المعرفة ومن بينهم المتصوفة الذين قالوا بأننا نعرف الله بالقلب".

وخلال العصر الروماني ومع ظهور الديانة المسيحية التي أخذت تتصارع مع الديانات المصرية القديمة، برزت "الغنوصية" والتي نادت بأن العارف يعرف بالمعرفة، وهي الطريقة التي استندت إلى أفلاطون.

وتابعت "بكر": "أننا نعرف المتصوفة بأنه "سيدي العارف" من نظرية المعرفة، فما يدفعنا إلي تأمل المتصوفة وما قدموه من منجز إنساني، قدموه في شكل حكم أو أمثال أو أقوال مأثورة. ولقد عرفت المسيحية نوع من التصوف في شكل "الغنوصية" وهو نوع من الفلسفة المخالطة للدين، وعندما تأزمت المسيحية كدين جديد وخاضت صراعها مع الدولة الرومانية، كان بسبب أنها أرادت أن تكون الدين الوحيد وتلغي ما سبقها من أديان مصرية متعددة قديمة، وهي الإشكالية التي طرحها الإسلام فيما بعد، بأنه الدين الوحيد الأحد، وإلغاء بقية الأديان كعبادة حورس أو إيزيس أو آمون..ألخ".

أوضحت أنه تولدت عن حركة المقاومة العنيفة بين المسيحية والدولة الرومانية إلي حركة انسحابات جماعية من مصر كلها، والهروب إلي الصحراء وأسس الراهب "باخوم" الحركة "الديرانية" وتذكر الباحثة سناء المصري أن 70 ألف راهب مصري هربوا ليتعبدوا في الصحراء. في هذه الأجواء الثقافية ليس من المستغرب أن يكون ذو النون المصري من أخميم والتي عرفت بالكيمياء والسحر، كل هذه الاتصالات نتجت عنها ظاهرة المتصوفة والتي لا يمكن قراءتها بمعزل عما سبقها.

رواية "مولانا الجوسقي" تتحدث بشكل أساسي عن الطريقة الشاذلية ورموزها وشيوخها، من خلال التعامل مع السياق التاريخي الذي ظهر فيه هؤلاء المتصوفة، وكان لظهور ابن عربي في فترة اضطراب العلاقة بين السياسية والدين.

كما شددت "بكر" على أن ما قدمه ثروت الخرباوي من رؤية وجهد في كشف حقيقة الإخوان، رؤية متكاملة وجهد بحثي يقوم عليه فريق بحثي بأكمله وليس فردًا واحدًا فقط بمفرده، وهو دور بالغ الأهمية تابعه في روايته مولانا الجوسقي، عن التصوف الإسلامي، لافتة إلى أنه في خطابه لا يقل أهمية عن الدور الذي قام به لمواجهة الإخوان، فالرواية مكتوبة بسلاسة وطريقة شيقة، قدم خلالها التصوف كبديل يتعلق بالتعامل مع الدين بدلًا من العنف، كما أبرز لنا تاريخًا قد لا يعرفه كثير من الناس عن ظاهرة التصوف الإسلامي في حياتنا والممتدة خلال تاريخنا.

واختتمت مؤكدة: "مولانا الجوسقي يمكن أن نطلق عليها مروية المرويات، يروي فيها الكاتب عن هؤلاء المتصوفة٬ بطريقة أكثر اقترابًا من طبيعة هذا النص المهم الممتع في قراءته".