رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القادرية البودشيشية» تنظم لقاءات «أونلاين» بدل الاعتكاف الصيفي

القادرية البودشيشية
القادرية البودشيشية

انطلقت المحاضرات واللقاءات العلمية التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بشراكة مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال، في إطار الاعتكاف الصيفي لشهر أغسطس 2020، ويتم بثها افتراضيًّا "أونلاين" عبر وسائل التواصل الحديثة انسجامًا مع التدابير الاحترازية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد.

تناول الكلمة في الدرس الأول الدكتور سعيد بيهي، رئيس المجلس العلمي لعمالة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، وأستاذ التعليم العالي بكلية الآداب عين الشق بالمدينة ذاتها، حول موضوع "العلوم الشرعية، المفهوم والمنهج"، وأوضح في مستهل محاضرته أن المراد من هذه الدروس هو تقريب المعرفة الشرعية في السياقات المعاصرة تحقيقًا للبصيرة العلمية المطلوبة، وبلوغ الرشد المطلوب التعاطي الصحيح مع العلوم الشرعية.

وأرجع رئيس المجلس العلمي لعمالة الحي الحسني، الفوضى العلمية المنتشرة في عصرنا الحالي إلى الإخلال بهذه البصيرة، موضحًا أن هذه البصيرة تنشأ عن معرفة مقدمات ضرورية قبل الخوض في أي علم شرعي، من أجل تجنب العوارض التي تعيق التعامل السليم مع العلوم الشرعية، وتتجلى هذه العوارض حسب الأستاذ المحاضر في الجهالة والعبث، وأوضح أن الجهالة تنقسم إلى جهالة محضة وجهالة عرفية؛ فالجهالة المحضة تتمثل في أن صاحبها لا يعرف العلم من أي جهة من جهاته، أما الجهالة العرفية ففسرها بعدم معرفة ما جرى به عرف ذوي الاختصاص.

وأبرز "بيهي"، المبادئ العشرة الضرورية التي يكتمل بها تصور أي علم من العلوم الشرعية، وتتمثل في الحد، والموضوع، والثمرة، والنسبة، والفضل، والواضع، والاسم، الاستمداد، وحكم الشارع، وبين المقصود بالعلوم الشرعية، وذكر معناها العام المتمثل في "ما شرع الشارع تحصيله من العلوم النافعة"، أما المعنى الخاص فهو المعنى العرفي "الذي يعلم بواسطة الشارع من القضايا التي جاء بها".

وأضاف أن الشرع كتاب وسنة، قامت حوله علوم العقيدة والتزكية والفقه، مؤكدًا أن الرسالة النبوية تشتمل على التذكير والتزكية والتعليم، مستدلًا بقوله تعالى "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين".

وتطرق الدكتور عبدالسلام الغرميني، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، في المحاضرة الثانية، إلى موضوع "مواصفات من طريق اليقين"، أكد فيه أن الحق سبحانه وتعالى هو مطلوب أهل الإيمان والإيقان، موضحًا أن أهل الإيمان منشغلون بذات الحق سبحانه وتعالى بدءًا باعتقاد التوحيد وصولا الى تلمس آثار وجود الحق سبحانه في حياتهم، وأضاف أنه يمكن تسمية دائرة أهل المعنى بطريق اليقين أو طريق الروح، فالإنسان بقلبه وبمعناه يبحث عن الحق سبحانه وتعالى.

وذكر "الغرميني" مواصفات الإنسان الذي يسلك طريق اليقين، فهو لا يقتصر على الماديات بل يبحث عما ورائها، ويهتم بالمعاني، والبحث عن المعنى من وراء كل شيء هو سمة من سمات أهل الإيمان الراسخ، فهم لا يقتصرون على الظواهر بل يتجاوزونها إلى ما وراءها.

وتدخل في الدرس الثالث الدكتور محمد مشان، أستاذ كرسي الحديث، ورئيس المجلس العلمي الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، حول موضوع "فقه السنة ومنهجية التعامل مع الحديث النبوي الشريف"، وتحدث في محاضراته عن أهلية المتكلم في علوم الشريعة، وأضاف أن التعامل مع الحديث النبوي الشريف يقتضي التأكد من سلامة النص وحسن فهمه ثم حسن تنزيله وحسن الدعوة إليه، ونبه الأستاذ المحاضر إلى أن علوم الشريعة ومن بينها الحديث والسنة النبوية تحتاج إلى علم ورصيد معرفي وإلى آليات وخبراء ليتكلموا فيها، وأبرز ضرورة التأكد من سلامة الحديث وتمييز الصحيح من الضعيف والموضوع والمكذوب، موضحًا قواعد وضوابط الحديث الصحيح، التي تتمثل في اتصال السند وعدالة وضبط الرواة وانتفاء الشذوذ والعلة.

وأكد أن حسن فهم الحديث يتطلب فهم مدلولات مفردات الحديث، وفهمه في ضوء القرآن الكريم، وجمع الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد، ومعرفة أسباب وروده، والتمييز بين أنواع تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم، وغيرها من الإعتبارات، وأضاف أن حسن تنزيل النص الحديثي وربطه بواقع الناس يحتاج إلى دراية بمقاصد الشريعة ومعرفة واقع الناس.