رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كل نساء الـ«بك».. زوجة ثانية وراء إفلاس يوسف وهبي.. وهذه صفات يرفضها في المرأة

 يوسف وهبي.
يوسف وهبي.

على مر تاريخ الفن في مصر، سيظل الفنان يوسف وهبي واحدًا من العلامات البارزة في أذهان الجمهور المصري والعربي، له عشرات الأدوار الفكهايّة التي كان يحاول من خلالها مغازلة النساء بخفة دمه المعهودة، إلا أن هذا ليس ببعيد عن واقع الفنان المحب للنساء.

ولد علي بحر يوسف بمدينة الفيوم، جنوب القاهرة 1898 لعائلة ارستقراطية من علية القوم ذوي الشأن المادي والأدبي في مصر.. فوالده «عبد الله وهبي» كان يحمل لقب «الباشا» ويَعمل مفتشًا للرّي بالفيوم.

تضاربت أقوال ومواقف يوسف مع النساء وعنه، ففي أحد الحوارات الصحفية التي أجراها مع مجلة آخر ساعة قال حينما سُأل عن المرأة أنه يرى أن أشيك امرأة هي الفرنسية وأكثر النساء جاذبية هي الإيطالية، أما المرأة التي تمتاز بشخصيتها فهي المرأة الإنجليزية، ولخّص آرائه في المرأة بقوله إنها مخلوق لطيف وطيب، وهي بطبيعتها أشد حساسية وأكثر رقة من الرجل، وأما الفنانات فمنهن مخلصات ذات ضمير يقظ، وعندما تنجح في عملها تصل لآفاق لا يدركها الرجل:"إن المرأة يجب أن تبدو دائمًا أنيقة ورشيقة علي المسرح وفي الحياة معًا، فـ أناقة المرأة بمثابة الدعاية عن بضاعتها من الجمال والأنوثة، والدعاية مهمة جدًا في حياة المرأة؛ لأن مهمتها اجتذاب الجماهير سواء كانت ممثلة أو غير ممثلة".

بينما كتب يوسف وهبي في مجلة أهل الفن في 1948 عن ما وصفه بالنوع الذي يجب احتقاره من النساء: «جرت العادة أن يسأل نجوم المسرح والسينما عن الحب والمشاعر والمرأة الجميلة إلا أنني فضلت الكتابة عن المرأة التي احتقرها لكثرة ما قابلت منهن، فهناك عدة أنواع وأشكال من النساء الواجب على أي رجل أن يحتقرهنّ ومنهن من تتحدث في أمور هي أجهل بها وتفتي وتعيد وتزيد، ومن تهمل زوجها وشؤون بيتها من أجل الانغماس في الحياة الاجتماعية، والثالثة مَن تحاول أن توهم الناس أنها أعلى شأنا من حقيقتها، ومن تسرف في الادعاء أن كثيرين يتوددون إليها ويرتمون تحت أقدامها وهي ترفض وتمتنع، ومن تؤنب زوجها أمام الحاضرين من الضيوف وتجعل منه مادة للسخرية، ومن تكثر من الثرثرة في حق الغير بمناسبة ودون مناسبة، والسابعة مَن تخرج من بيتها دون إذن زوجها أو ولي أمرها بحجة الحرية، وأخيرًا من لا يمكنها عمل أي شيء في بيتها من طبخ أو غسيل أو غيره دون الخدم".

بعيدًا عن ما كتبه أو قاله فكان لأرض الواقع في حياة يوسف وهبي مع النساء أمر آخر فقد جمعته صداقة كبيرة بالفنانة أمينة رزق، منذ المرة الأولى التي عملت بها مع فرقته المسرحية الشهيرة رمسيس، فكان لها أستاذًا وصديقًا ومعلمًا، طيلة فترة عملها معه، وانتشرت الشائعات، التي أشارت لحبها الشديد له، وكان لها تأثيرًا كبيرًا في إنقاذه فيما بعد.

إيطاليا والنساء
على مسرح "إيدن"، في ميلانو الإيطالية، كانت قصة الحب الأولى في حياة يوسف وهبي خلال 1922، أثناء فترة دراسته بمعهد التمثيل في روما، حينما التقى الممثلة إلينا لوندا، والتي وقع في غرامها وعاش معها قصة حب كبيرة تكللت بالزواج، وكان حينها في عامه الـ24، فاستطاعت أن تصقل مواهبه السينمائية وانتقل من أدوار الكومبارس إلى الأدوار الثانوية، حتى عاد إلى القاهرة واستمر زواجهما لمدة 4 سنوات إلى أن انفصلا 1925، فكانت الغيرة الشديدة سببًا في انتهاء قصة الحب التي جمعت بين يوسف ولوندا، لارتباطه بعزيزة أمير التي تقاسمت معه أدوار البطولة وظهرت معه في الموسم الرابع في فرقة رمسيس.

ومن المواقف التي قد تبدوا طريفة إلاّ أنها كانت قاسية، حينما حاولت لوندا إرهاب يوسف وعزيزة، بعدما دخلت عليهم المسرح ممسكة مسدسها، في محاولة منها لإبعادها عنه، لتقرر الأخرى الهروب والابتعاد عن المسرح بلا رجعة، لذلك سافرت زوجة يوسف وهبي إلى جنوة، ومن هناك أرسلت إليه محاميًا يطالبه بنفقة فلم يتردد في أن يرسل إليها وثيقة الطلاق.

عائشة فهمي والنفوذ

وخلال أحد الحفلات التي كان يقيمها في منزله تعرف يوسف وهبي على السيدة عائشة فهمي، وظلت العلاقة تتطور فيما بينهما وسط رفض شديد من قبله بإعلان أى شيء عن تلك العلاقة، بل كان يقدمها كصديقة للعائلة، مستغلًا الصداقة المعروفة بين والده عبدالله باشا وهبي وَوالدها علي باشا فهمي، حتي تزوجها رغم أنها كُنت تكبره في السن بحوالي 16 عامًا، إلاّ أن فارق السن جعلها تشعر بغيرة شديدة بعد ذلك لتبدأ في مراقبته، وبعدما كانت تؤازره في إبداعاته الفنية أصبحت مصدر شقاء له، فأرادت أن تستحوذ عليه دون منازع مما جعله يهجر قصرها الموجود على النيل في الزمالك، وحاولت إرضائه فأرسلت إليه تعرض أن يعود إليها على أن تقتطع من أرضها في الصعيد 500 فدان تكتبها باسمه، ورفض يوسف وهبي وسافر خارج البلاد وحينما عاد وجدها قد رفعت عليه دعوى نفقة وأوقع محاميها الحجز على مدينة رمسيس وظلت تلاحقه حتى استطاعت أن تُشهر إفلاسه.

حاولت صديقته المخلصة أمينة رزق التدخل لدى عائشة فهمي طالبة منها أن تترفق به وتوقف الدعوات القضائية المرفوعة ضده، لكن الأمر كان قد خرج من يدها فقد تولى أهلها مهمة الانتقام من يوسف وهبي، لكنها وعدتها بعدم تقديم الكمبيالات التي وقعها يوسف لها بشكل شخصي إلى المحكمة، وأحضرت تلك الكمبيالات ومزقتها وهي تبكي أمام أمينة رزق التي انهارت هي الأخرى بالبكاء.

سعيدة منصور.. مساعدة تنتهى بالزواج

لم تكن أمينة رزق، فقط، من حاولت التدخل لمساعدة يوسف وهبي في محنته، وإنما تدخلت السيدة سعيدة منصور، لمحاولة الصلح بين يوسف وعائشة فهمي، إلا أنه وبعد طلاقه من عائشة، نشأت قصة حب بينه وبين سعيدة على الرغم من أنها كانت متزوجة من عبد الشافي المغازي وكانت من عائلة ثرية، ومع ذلك أحبته، وسافرت معه إلى الإسكندرية وتلقى يوسف تهديدات من زوجها وإخوتها، ولكن لم يتخلَ عنها، فكان لهما ما أرادا وتم طلاقها من زوجها، وتزوجها يوسف وهبي، وعرف معها الاستقرار فاستمر معها حتى وفاته عام 1982.