رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب الدروس الخصوصية.. المواجهة مستمرة والمنصات التعليمية البديل الشرعي

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

في خطوة جديدة لمحاربة الدروس الخصوصية وما تثقل به على كاهل أولياء الأمور، وفّرت وزارة التربية والتعليم منصات تعليمية إلكترونية للطلبة، خاصة من أبناء الثانوية العامة بشكل مجاني، حرصًا منها على أولياء الأمور والطلبة، ولتكون بديلًا تعليميًا جيدًا هدفه الفهم وليس التلقين والحفظ.

«الدستور» استطلعت آراء خبراء تربويين في معايير تفعيل هذه المنصات ومدى الاستفادة المرجوة منها كبديل للدروس الخصوصية، خاصة أن أزمة كورونا وما فرضته من إجراءات احترازية وقائية كان منها إغلاق المدارس والاعتماد على التعليم عن بعد أو التعليم الأونلاين أثبت إمكانية تطبيق هذه الخطوة.

◘ خبير تربوي: الدروس الخصوصية عرض لمرض

قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إن المنصات التعليمية هي البديل الشرعي للدروس الخصوصية والمراكز التعليمية، فالدروس هي عرض لمرض، والمرض هو أن نظام التعليم الحالي القائم على التلقين والحفظ لذلك عند تغيير هذه السياسة وتحويلها إلى التفكير والتحصيل والابداع، يؤدي إلى خلق جيل جديد مبدع قادر على الإنتاج بشكل واع، فالمنصات التعليمية هي مدرس خصوصي مجاني، وخدمة تعليمية تقدمها الوزارة للطلاب ولأولياء الأمور.

أكد أن هذه المنصات خطوة جديدة للقضاء على الدروس الخصوصية، وأنها يجب أن تهتم بتدريب الطلاب على تنمية مهارات التفكير وليس التحصيل فقط، وأن تكون امتحانات نهاية العام صورة من هذه المنصات أي بالاعتماد على القدرات العقلية العليا من التفكير والفهم والابداع وإبداء الرأي وليس التلقين والحفظ، مضيفًا أنه لا بدّ أن يتم إخبار الطلاب أن الامتحانات ستأتي من هذه المنصات التعليمية لضمان دخولهم عليها.

ونوه شحاتة أن تواصل الطلاب مع هذه المنصات لابد أن يكون متاحًا في أي وقت خلال اليوم، أي يتفاعل معها في أي وقت دون وقت محدد، وأن يتم التفاعل بين الطلاب والمدرسين، وإعطاء تكليفات للطلاب وأسئلة للإجابة عنها، فكلما زاد عدد الأسئلة التي تتيح التفكير والإبداع كلما زادت فرص الفهم ومعها يتم القضاء على الدروس الخصوصية.

◘ عبدالتواب: المنصات التعليمية بديل كاف للدروس
قال محمد عبدالتواب، مدير عام التعليم العام والتجريبيات بمديرية التربية والتعليم، إن هذه المنصات التعليمية تُعد بديل كافي للدروس الخصوصية وإعادة الشرح، لأن المدرس القائم بالشرح هو مدرس المدرسة الذي تم تدريبه على هذه المنصات وتدريبه على الاستراتيجيات الحديثة للتدريس وسبل التطوير والتعليم وتم ثقله من خلال التدريب الالكتروني والتدريب الحي وجهًا لوجه لاستخدام المنصة، على عكس ما نجده في بعض المراكز المخصصة لهذه الدروس والتي يكون معظم العاملين فيها ليس معلمين.

أوضح عبدالتواب أن من فوائد هذه المنصات، أيضًا، تسجيل الشرح الخاص بمادة معينة، أي أن الطلب يصبح قادرًا على مراجعة الدرس عدة مرات وليس مرة واحدة فقط، كما يحدث في الدروس الخصوصية: "الطالب ياخد الحصة بتكون ساعة ساعتين وخلاص على كده فهم فهم، مفهمش خلاص اتحسبت عليه"، بجانب مكتبة المنصات التي يوجد بها مصادر للمادة العلمية التي يدرسها، ففي التاريخ يتم دعم الشخصيات التاريخية بصور وفيديوهات وثائقية وأفلام تسجيلية، تبث ما تشعر الطالب أنه يعيش في هذا العصر الذي يتم شرحه.

وتابع: أن إمكانية استخدام المنصة في أي وقت متاح للطالب يساعده في تنظيم وقته بشكل جيد، على عكس الأوقات المفروضة إجبارًا على الطالب وعليه أن يبحث عن الوقت لمذاكرة الدروس، وكذلك فتحها في أي مكان مريح للطالب، لذلك فهي وسيلة لمحاربة الدروس الخصوصية التي أصبحت عائقًا أساسيًا على أولياء الأمور.

وذكر «عبدالتواب» أن المقاومين لهذه العملية التعليمية الجديدة والمفيدة والتغيير من أجل التطوير هم فئتان، الفئة الأولى أصحاب المصالح وتأثيرهم على أولياء الأمور وهم المدرسون الذين يعملون في المراكز بعد إيقاف مراكزهم، وبداية الاعتماد على الانترنت في التدريس في ظل ازمة كورونا، وبداية شكواهم عن فشل الوزارة وفشل العملية التعليمية لأن مصالحهم توقفت، لكن تأثيرهم على أولياء الأمور كبير وتبدأ تعطي انطباعات خاطئة لأولياء الأمور من وجهة نظرهم هم، والفئة الأخرى هو ولي الأمر الذي يأخذ المعلومة ليس من مصدرها وإنما من مصدر آخر هدفه تحطيم التغيير التعليمي.

أضاف: أن أكبر دليل على مقاومة فكرة التغيير التعليمي الذي يحدث، كان المهاجمة الشرسة التي حدثت عندما تقرر أن يقدم طلاب المراحل المختلفة النقل أبحاث، وتعرضت الدروس للعديد من الهجمات من أولياء الأمور وبدأوا في اللجوء إلى آخرين لعمل هذه الأبحاث سواء بشرائها أو قام أولياء الأمور بكتابتها بأنفسهم من أجل أولادهم، وإنما هذه الخطوة تعد خطوة جيدة لم يدركوا أهميتها، فمع دخول الطالب للمرحلة الجامعية وطلب الأبحاث منه ويبدأ في معرفة ما هي هذه الأبحاث وطريقة تنفيذها يكون لديه الخلفية الاستباقية عنها منذ مراحله التعليمية الأساسية فيصبح التعليم مكملًا لبعضه.

مع بداية تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) بدأت الحكومة في اتخاذ إجراءات احترازية وقائية للحد من انتشاره، وكان منها إغلاق المدارس ووقف العملية التعليمية واستكمالها عن طريق الانترنت، لذلك لجأ العديد من المدرسين في الاعتماد على وسائل التواصل «فيسبوك» و«يوتيوب» في شرح المادة العلمية الخاصة به، خاصة لطلبة الثانوية العامة الذين أدوا امتحاناتهم في يوليو الماضي.

◘ مدرّس: لا غنى عن 3 أشياء في التعليم
قبل بداية تفشي فيروس كورونا المستجد، وجد عمر أبوسيف، مدرس اللغة العربية، مدى اهتمام طلابه بوسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وواتس آب وتويتر وغيرها من الوسائل، لذلك فضل أن يكون معهم في ذات الوسائل وليس فقط في الحصص التي يقوم بشرحها، لذلك كون مجموعة خاصة على الواتس اب للرد على أي سؤال يوجهه له الطلبة في مادته والرد عليهم سواء صوتيًا أو بالصورة أيضًا "باضمن أن في تواصل مستمر مع الطالب".

يقول أبوسيف: "مع تفشي الفيروس ووقف المدارس كانت هذه المجموعة هي البديل الوحيد للطلبة لاستكمال دروسهم ودراستهم، وبدأت أفكر في تقديم شرح للمادة من خلال الفيديو لاستكمال المنهج مع الطلبة، وبالفعل أنهيت منهج النحو والبلاغة والأدب بهذا الشكل، وكانت امكانياتي المتاحة هو الموبايل فقط، واعتمدت عليه في التصوير بحيث يكون الطالب شايف ايدي وهي بتكتب وسامع صوتي وأنا بشرح".

يرى أن هذه الطريقة أدت الغرض إلى حد ما ولكن ليس مع كافة الطلاب فأغلب الطلبة كانت شكوتهم أنه لا يوجد متابعة وجهًا لوجه لمزيد من الفهم، "بيبقى حاسس إن في إلزام انه يشتغل ويذاكر"، لذلك فالفصل الدراسي يفرق كثيرًا في أهميته فاستخدام لغة الجسد أثناء الشرح والتأكد من انتباه الكل للدرس دون وجود عوائق أو ما يلفت انتباه، ويمكن الاعتماد على الفيديوهات كمكمل للشرح فقط.

وأوضح أن المنصات التعليمية التي أطلقتها وزارة التعليم هي دروس خصوصية، لكن حكومية، مؤكدًا أنها لعدم وجود تفاعل فيها بين الطالب والمعلم فتكون أقل جودة وتكون المادة بها صماء، وأنها لن تكون كافية وبديلًا عن الفصل الدراسي، لذلك فلا غنى عن الكتاب والكراسة والسبورة وعملية الشرح التي يتم الشرح عليها.