رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تمثال «نوبار باشا».. 55 عامًا من الجدل

نوبار باشا
نوبار باشا

أثار تمثال "نوبار باشا" الموضوع فى دار الأوبرا بالإسكندرية، جدلًا واسعًا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أصدر فنانو الإسكندرية وعدد من المثقفين قبل أسبوع بيانًا غاضبًا، طالبوا فيه وزارة الثقافة المصرية، برفع تمثال نوبار باشا من دار أوبرا الإسكندرية، وضرورة وضع تمثال لسيد درويش مكانه، وبالفعل أعلنت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة فى تصريحات صحفية، أنه يتم حاليا ترميم تمثال نادر لسيد درويش، ليوضع بعد ذلك فى الأوبرا لكنها لم تصرح بإمكانية رفع تمثال نوبار باشا من مدخل الأوبرا، وهو ما يدفعنا للسؤال عن اللجنة الفنية العليا، التي سبق أن شكلتها وزيرة الثقافة قبل عامين أو أكثر، بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري، لمتابعة وتنسيق واختيار تماثيل الشوارع والميادين فى محافظات مصر المختلفة.

- تمثال نوبار باشا صمم منذ عام 1901

"نوبار باشا" أول رئيس وزراء فى مصر خلال العصر الحديث شغل هذا المنصب 3 مرات في الفترة بين 1878 و1895 وتوفى عام 1899، ويوجد تمثاله حاليا في مدخل دار أوبرا الإسكندرية من أجمل التماثيل التي صممها المثال الفرنسي بوشيه ونفذه في باريس عام 1901، خلال فترة حكم الخديو عباس حلمي الثاني.

- وضع بحدائق الشلالات بالإسكندرية ثم نقل للمخازن

لم يكن مدخل دار أوبرا الإسكندرية هو الموضع الرئيسي لتمثال نوبار باشا حيث تم وضعه في مطلع القرن العشرين داخل حدائق الشلالات المطلة على الحي اللاتيني بالإسكندرية عند بداية تنسيقها، وظل مواجهًا لمقر مجلس الدولة القديم حتى عام 1965 ليصدر بعد ذلك قرار غير معروفة مبرراته بإزالته من موضع ونقله إلى أحد المخازن، وجرى إعادة استخدام قاعدة التمثال ووضع عليها نموذج مقلد لتمثال "كاتمة الأسرار" للنحات محمود مختار، إلا أن القاعدة ظلت محتفظة ببعض الكلمات الإيطالية والعربية التي تشير إلى نوبار باشا من بينها كلمة العدل أساس الملك في إشارة لتأسيسه المحاكم المختلطة.
- التمثال ظل 40 عامًا فى المخازن

ظل تمثال نوبار باشا حبيس المخازن لمدة بلغت نحو 40 عاما منذ عام 1965 حتى 2005 حتى تقرر إعادة تطوير وافتتاح دار أوبرا الإسكندرية الشهير بمسرح سيد درويش مع بداية الألفية الثالثة ووضع التمثال عند مدخل الدار، وهو ما أثار دهشة الوسط الثقافي والفني لعدم وجود علاقة بين تاريخ صاحب التمثال ودار الأوبرا أو الفنون بشكل عام، وناشد بعض الفنانين وزير الثقافة فاروق حسني آنذاك بضرورة أن يكون التمثال فى المكان اللائق به حتى لا يزيف التاريخ، وطلبوا أن يتم وضع تمثال للشيخ سيد درويش أمام مدخل الأوبرا ليكون مناسبًا للمكان إلا أن ذلك لم يتحقق حتى كتابة هذه السطور.