رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيدة المعونة.. صلوات العرب فى «صوم العذراء»: «أَبْعِد الحروب واجلب السلام يا الله ببركة أم النور»

العذراء
العذراء

انطلاقًا من كونها «سيدة المعونة» و«فائقة القداسة»، يكرس العديد من الكنائس بمختلف دول العالم صلواته وصومه لطلب شفاعة السيدة العذراء مريم، لأجل رخاء وطنها وحل أى أزمات تواجهه. ونظرًا لمعاناة منطقة الشرق الأوسط، خاصة الوطن العربى، من انقسامات وصراعات وحروب، خصصت كنائس هذه الدول، سواء الأرثوذكسية وتوابعها من سريان وروم، أو الكاثوليكية وتوابعها من أرمن ومارونية، صلواتها للطلب والدعاء بإنهاء الحروب فى بلدانها، وعودة السلام والاستقرار إليها، وحل ما تواجهه من أزمات سياسية واقتصادية.
«الدستور» ترصد فى السطور التالية بعض رسائل هذه الكنائس إلى الله، خلال صلواتها فى فترة صوم السيدة العذراء، التى بدأت أول أغسطس الجارى، وتستمر حتى منتصف الشهر.


سوريا:عودة الاستقرار إلى بلادنا مجددًا.. ورفع الوباء عن العالم

عبَّر الأب دمسكينوس، راعى دير «الحميراء» للروم الأرثوذكس فى سوريا، عن محبة واعتزاز الكنيسة بالسيدة العذراء مريم، باعتبارها القديسة الأقرب لمختلف طوائف المسيحيين حول العالم وتحتل مكانة كبيرة بينهم.
وقال راعى دير «الحمراء» إن اللقب الأشهر للعذراء فى كنائس سوريا التابعة لطائفة الروم الأرثوذكس هو «العذراء فائقة القداسة»، فهى السيدة الأكثر قداسة لدى الكنيسة، والتى تعبر لها عن جزيل امتنانها لشفاعتها من خلال الصلوات المستمرة.
وأوضح أن كنيسة الروم الأرثوذكس تؤدى صلوات يومية لأجل السيدة العذراء، خلال فترة صومها، التى بدأت مطلع أغسطس الجارى، مبينًا أن هذه الصلوات من كتاب «الباركليسى»، الذى يعنى «طلب شفاعة العذراء»، ويضم تراتيل وصلوات روحية جميعها مكرسة لـ«أم النور» وتُقال بشكل يومى فى فترة صومها.
وأضاف الأب دمسكينوس: «جميع صلواتنا للعذراء فى سوريا، خلال فترة صومها الحالية، نكرسها لطلب رفع الوباء عن بلادنا وعن العالم أجمع، ومنحنا سلامًا فى وطننا ليعود مستقرًا من جديد، بيد الله التى تستطيع تغيير معالم العالم فى لحظة».
واختتم: «نثق بشفاعة العذراء فى أن يعم السلام مجددًا فى سوريا، لتعود آمنة ومستقرة كما عهدناها منذ سنوات طويلة».


العراق: أنقذنا يا رب من الأزمات بحق شفاعتها


قال الأب مينا الأورشليمى، راعى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى العراق، إن السيدة العذراء مريم هى الشفيعة المؤتمنة دائمًا لطلباتنا عند الله، لذلك تكثف الكنيسة الصلوات لطلب شفاعتها، خاصة خلال فترة صومها من ٧ لـ٢١ أغسطس من كل عام، وذلك فى جميع الكنائس القبطية الأرثوذكسية حول العالم، وليس فى دولة العراق فقط. وكشف عن أن طقوس صوم السيدة العذراء مختلفة نسبيًا خلال العام الحالى، حيث تقصر الكنائس القبطية الأرثوذكسية فى العراق صومها الحالى على صلوات القداسات بدون «نهضات روحية»، وبأعداد محدودة جدًا، نظرًا لانتشار فيروس «كورونا المستجد».
وأشار إلى أن أبناء الكنائس القبطية دائمًا ما يطلبون شفاعة السيدة العذراء فى كل تفاصيل حياتهم، ولأجل بلادهم، ويكثفون معظم صلواتهم إلى الله، ليكون عونًا وسندًا لكنائس وشعب العراق، بشفاعة من «أم النور». وعن الطلب الأبرز للكنائس القبطية فى العراق، خلال تلك الصلوات، بيَّن الأب مينا أنهم يقولون: «يا رب تحنن على شعبك بشفاعة أم النور من أجل العراق واستقراره، ومن أجل سلام وأمن كل العالم وشفائه من الوباء وإنقاذه من الأزمات والحروب، ببركة الشفيعة الأمينة والمؤتمنة فى جنس البشرية».

لبنان: العزاء لأسر ضحايا «مرفأ بيروت» وتضميد جراح المصابين

«سيدة المعونة» هو لقب السيدة العذراء المحبب لدى كنائس مختلف الطوائف فى لبنان، سواء الكنيسة المارونية أو الكلدانية، أو غيرهما من الكنائس التى تحتل «أم النور» مكانة كبيرة بينهم. وعقب انفجار «مرفأ بيروت» فى لبنان، الذى وقع قبل أيام، كرَّس جميع كنائس لبنان صلواته لطلب شفاعة «سيدة المعونة» لأجل الوطن الجريح، الذى سقط المئات من أبنائه فى ذلك الحادث غير المسبوق.
وأعلن المركز الإعلامى الكاثوليكى فى لبنان، عن تنظيم عدد من دعوات الصلاة لطلب شفاعة العذراء من أجل تضميد جراح مصابى الانفجار، وذلك فى عدد من الكنائس المارونية وغيرها من الطوائف الكاثوليكية فى البلاد. وأشار المركز الإعلامى إلى أن جميع كنائس لبنان يكثف صلواته لطلب الاستقرار فى البلاد وعودة الأمان من جديد، وشفاء مصابى حادث «مرفأ بيروت»، وأن يمنح الله أسر الضحايا العزاء، بشفاعة وصلوات «سيدة المعونة» السيدة العذراء مريم. وكذلك كرس المعهد المسكونى فى الشرق الأوسط صلواته، خلال الأسبوع الجارى، لأجل الوطن لبنان، ليتخطى أزمته الأخيرة عقب تفجير المرفأ، وذلك بمشاركة عدد من المسيحيين بدول الشرق الأوسط، مثل مصر وسوريا والأردن وفلسطين والسودان.
من جانبها، قالت ميرا جورج، عضو الاتحاد العالمى المسيحى للطلبة، إن جميع الكنائس اللبنانية تكن كل التقدير للقديسة العذراء مريم، التى «نطلب فى صلواتنا شفاعتها لحل أزماتنا فى لبنان، وعودة الاستقرار إليه». وأضافت: «السيدة العذراء هى القديسة الأقرب لجميع كنائسنا فى لبنان، والتى نطلب منها دائمًا دعم صلواتنا إلى الله، ليمنحنا سلامًا واستقرارًا فى بلادنا».


عمان: أمان الأشقاء اللبنانيين وتجاوز مشكلاتهم السياسية والاقتصادية سريعًا

لم تقتصر الصلوات لأجل لبنان على كنائسه فقط، بل تضامن جميع كنائس العالم مع الشعب اللبنانى، عقب تفجير «مرفأ بيروت»، وكرس صلواته للطلب من الله تضميد جراح اللبنانيين عقب هذا الحادث الأليم.
ودعت «رعية مارشربل» فى عمان، التابعة للكنيسة الكاثوليكية، إلى تنظيم العديد من الصلوات للسيدة العذراء، طلبًا لشفاعتها عند الله لأجل ضحايا حادث لبنان الأخير.
ونظمت صلوات بالشموع مع صور السيدة العذراء، لأجل أن يمنح الله العزاء لأسر ضحايا الحادث، وشفاء المصابين، وأن يعود السلام والأمن والاستقرار لدولة لبنان، ويحل جميع أزماتها السياسية والاقتصادية التى تمر بها الدولة فى الوقت الراهن بشكل عاجل.