رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتاب يوضحون أسباب عزوف الجمهور عن حضور الملتقيات الثقافية

الجمهور
الجمهور

شهدت الفترة الماضية إقبالًا ضعيفًا على الملتقيات الثقافية والأدبية، خاصة بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، مرورًا بجائحة كورونا التي تسببت في توقف الأنشطة الثقاقية لمدة ثلاثة شهور، مما أدي لعزوف الجمهور بشكل ملحوظ.

«الدستور» تحدثت مع بعض الكتاب لمعرفة الأسباب التي أدت إلى عزوف الجمهور عن حضور الملتقيات الفكرية والثقافية خلال الفترة الأخيرة.

من جهته، كشف الشاعر والكاتب محمد الشربيني، أسباب عزوف الجمهور عن التواجد فى الفعاليات الأدبية والثقافية، قائًلا: «كانت تتميز الفعاليات الأدبية خلال حقبة الستينيات والسبعينبات، بل والثمانينيات بحضور كثيف وازدحام شديد، حتي إن بعض الجمهور يظل وقوفًا حتي يفرغ مقعد هنا أو هناك فما الذى طرأ على الساحة حتي نصل إلي ألا يزيد الحضور على عشرين متلقيًا».

وأضاف أن أسباب العزوف ترجع إلى اهتمام الهيئات الرسمية عن دورها الحقيقي في احتضان الفعاليات والأدباء الحقيقيين فقد حاولت منذ الحقبة الساداتية باستقطاب شعراء وأدباء مغايرين للمرحلة الناصرية بمبادئها وثقافتها ولم يكن لهؤلاء الجدد نفس الحضور الجماهيري أو حتي التوافق الشعبي علي أفكارهم الراغبة فى تمرير كامب ديڤيد.

وتابع: «شهد منتصف السبعينيات بزوغ تيار شعري لا يلامس أحلام الجمهور العربي من خلال انكفاء الشاعر على ذاته والتهويم النفسي والفني أدي ذلك لانقطاع الحبل السرى بين الشعر وبين المتلقي وعدم قدرة المتلقي علي فهم مراد الشاعر ولا حتى التجاوب النفسي، إضافة إلي تركيز وسائل الإعلام على الاهتمام بفنون أخرى مما أدى إلى تراجع فنون القول عن بؤرة الضوء الساطعة التي توافرت فترة الستينيات ومطلع السبعينيات، وتفتت الظهير الشعبي الذى كان سندًا قويًا للشعراء أمثال أمل دنقل».

وأشار إلى أنه من ضمن الأسباب التي أدت لعزوفهم أيضًا اكتفاء جمهور اليوم بما يرفع علي مواقع التواصل الاجتماعي من مواد أدبية، مما أدى لعدم التمييز بين الغث والسمين وانتشار ظواهر لا يمكن أن تجد طريقها إلا في مثل هذا، ولذلك لا بد من عودة الدولة لاستعادة قوتها الناعمة، فقناة النيل الثقافية لا تكفي، بل يجب إلزام القنوات الخاصة بوجود برامح هادفة في خرائطها البرامجية واضحة الهدف مثالية التوقيت.

وأوضح  أن هناك عدة حلول لتفادي ذلك العزوف وعودة المشاركة في الملتقيات الثقافية والإقبال عليها مرة أخرى بصورة شديدة، تتضمن في قيام أهل النقد بتبصير الأدباء والجمهور وإنارة الدرب أمام سالكيه، وإتاحة التواصل بين أهل الفكر وطلاب الجامعات فهم الفئة المستهدفة بهذه الأنشطة حتى وإن كان لهؤلاء المبدعين بعض النقد لأسلوب إدارة الدولة لبعض الملفات حتى يستطيع الشباب القدرة علي المحاورة وتقبل الرأي والرأي الآخر.

بينما يرى الأديب والروائي هاني داوود، أن الملتقيات الفكرية بكل أشكالها وأنواعها تشكل رافدًا أساسيا وهامًا في انتشار الثقافة والعلوم المختلفة لدى سائر فئات الجماهير، بمعنى أنها ليست لهوًا أو متعة وقت، لكنها أحد أسس الحياة لتطوير العقول وتطهير النفوس والوصول للمستوى المنشود من الأخلاق والتقدم وحتى الحصول على معلومات تسهم في التنمية الفكرية للإنسان عقلًا وروحًا وتجاوبًا مع المجتمع.

وأضاف: «ما نراه من عزوف للجماهير عن حضور هذه الملتقيات ظاهرة تدعو للقلق وتبعث على الخوف على المجتمع وثقافته بكل طوائفه، لذا يجب البحث بجدية وعمق عن هذه الأسباب وتلافيها فى أسرع وقت حرصًا على استمرار مسيرة التطور والحفاظ على الهوية».