رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف عبدالهادي: كورونا ساهم في إعادة انتشار أدب الرسائل

الروائي شريف عبدالهادي
الروائي شريف عبدالهادي

قال الروائي شريف عبدالهادي إن أزمة كورونا ساهمت في إعادة انتشار أدب الرسائل بعد أن تراجع هذا اللون لفترة طويلة في زمن البريد الإلكتروني والسوشيال ميديا والرسائل النصية السريعة التي تصل في الحال.

أضاف عبدالهادي لـ"الدستور": "بالرغم من أن هذه النوعية من الأدب، لا يقترب منها كثيرون لا سيما في زمن انتشار الرواية والكتابات الساخرة الخفيفة وظاهرة البيست سيلر والشعر العامي، فضلًا عن وجود وسائل وتقنيات حديثة، جعلت الرسائل تصل بشكل فوري من خلال شبكة الإنترنت إلا أن الكلمة الإلكترونية «فوَّارة» سرعان ما تخبو وتفقد بريقها كما قال الراحل محمد حسنين هيكل، وأن كل من يشرع في قراءة أدب الرسائل يُصبح بلا تردد من عشّاقه، نظرًا لما يتمتع به من خصوصية شديدة، تمزج بين روعة وثراء اللغة من جانب، والتوغل في أعماق كاتب الرسائل واستقراء مشاعره ودرجة ثقافته وخبراته الحياتية وفصاحته من جانب آخر، لتكون الرسائل التي يتم تجميعها بين دفتيّ كتاب بمثابة وجبة أدبية متكاملة مهما اختلف مضمونها، سواء كان عاطفيًّا من كاتب إلى حبيبته والعكس، أو سياسيًّا بين الملوك والقادة أو إنسانيًّا بين كاتب وأمه، وكاتبة ووالدها، أو حتى رسائل وهمية يتخيل فيها الكاتب أنه يراسل شخصًا بعينه، للتعبير عن حالة يمر بها ويود إخراجها على الورق".

وأشار إلى أنه من الملاحظ أن أزمة كورونا تسببت في عودة هذه النوعية من الأدب، لتبرز من جديد في الساحة الأدبية بعد أن شعر الناس في فترة الحجر المنزلي وحظر التجوال بالحاجة إلى التعبير عن ذواتهم وشجنهم وهواجسهم، وإعادة ترتيب أوراق العمر في مرحلة توقفت فيها الحياة وهدأ الضجيج والصخب بشكل كبير في ظل غلق معظم المحلات والأنشطة التجارية والترفيهية.

تابع: "شهدنا على سبيل المثال مؤخرًا صدور كتاب (صباح الخير يا منى)، ويضم الرسائل المتبادلة بين زوجين كاتبين، هما منى الشيمي وأسامة الرحيمي خلال فترة الحظر بسبب كورونا، وعن نفسي شرعت في كتابة كتاب رسائل يحمل عنوان (حبيبتي التي لا يعرفها أحد)، ويعبر عن حالة رومانسية حالمة من كاتب إلى حبيبته التي أعادت تغيير نظرته للحياة في كل شيء، بعد مرحلة من التخبط واليأس والألم، على غرار رسائل غسان كنفاني لغادة السمان، ورسائل جبران خليل جبران إلى مي زيادة، الذين عشت معهم أجمل حالة حب تمنيت لو خضت تجربة شبيهة لها في يوم من الأيام، وحان وقت خروجها في نوعية جديدة لم أكتبها من قبل، وقد شجعني على ذلك أني قمت بنشر بعض هذه الرسائل على السوشيال ميديا، والحمد لله ردود الأفعال من القراء فاقت توقعاتي".