رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تمثالها يزين العاصمة الإدارية الجديدة.. من هي «هيباتيا»؟

تمثال هيباتيا
تمثال هيباتيا

زين تمثال هيباتيا العاصمة الإدراية الجديدة، وهو أول تمثال يتم تنصيبه هناك، كما أن تلك المرأة هي أول شهيدة للعلم والفلسفة، مثلت نقطة تحول بين ثقافة التفكير اليوناني والظلامية في العصور الوسطى بعد مقتلها على يد متعصبين.

ولدت هيباتيا عام 370 للميلاد فى الإسكندرية، وكانت ابنة أستاذ الرياضيات الشهير بجامعة الإسكندرية ثيون، وكانت أول عالمة في الفلك والرياضيات، درست فى جامعة الإسكندرية بسن الخامسة والعشرين على نفقة الدولة في فترة الحكم الرومانى، وكان ذلك استثناء لعبقريتها.

رفض والدها، ثيون أن يفرض عليها الدور التقليدي الخاص بالمرأة، وجعلها تخوض تجربتها الخاصة فى الحياة، فى الوقت الذى كانت فيه جميع النساء اليونانيات مشغولات بالاحتياجات المنزلية للأسرة.

من ناحية أخرى، عاشت هيباتيا حياة أكاديمية مرموقة في جامعة الإسكندرية، وحصلت على منصب كان يحق للذكور فقط في السابق، كما أنها تفوقت على والدها لم تتزوج قط وظلت عازبة طوال حياتها، وكرست نفسها للتعلم والتعليم، ويتفق الكتاب القدامى على أنها كانت امرأة ذات قوة فكرية هائلة.

كان لها الفضل فى ابتكار طريقة جديدة فى «القسمة الستينية»، ونقحت شروح أبيها فى علم الفلك، وكتبت تفسيرات لقوانين بطليموس الفلكية، وكانت تنتمي إلى المدرسة الأفلاطونية.

عينت أستاذة للفلسفة في متحف الإسكندرية، هرع لسماع محاضراتها عدد كبير من الناس من شتى الأقطار النائية، وهام بعض الطلاب بحبها، وقد بلغ من حبها للفلسفة أنها كانت تقف في الشوارع وتشرح لكل من يسألها النقاط الصعبة في كتب أفلاطون أو أرسطو.


- مقتل الفاتنة هيباتيا

عام 415 م وهى في طريقها إلى منزلها عائدة من تقديم المحاضرات اليومية في الجامعة، تعرضت لهجوم، سجله المؤرخون القدماء كالتالى: «فى صباح يوم، عندما ظهرت هيباتيا في عربتها أمام منزلها، فجأة ظهر خمسمائة رجل، جميعهم يرتدون ملابس سوداء، وخمسمائة راهب انقضوا عليها في الشارع، واستقلوا عربتها، وسحبوها من شعر رأسها إلى الكنيسة، أشار بعض المؤرخين إلى أن الرهبان طلبوا منها أن تصبح مسيحية وتنضم إلى الدير، إذا رغبت في إنقاذ حياتها، وقاموا بتجريدها من ثيابها بشكل مخجل، ثم تقدم أحدهم لذبحها، وتم احراقها، وكانت تهمتها هى تمسكها بوثنيتها، والخروج على مفاهيم الكنيسة بابتكار نظريات علمية تضلل البشر، وممارسة الفلسفة التى اعتبرت «سحرا» فى ذلك الوقت.