رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلمة سر صباح ووديع الصافي ونور الهدى.. هكذا صنعت مصر أشهر نجوم لبنان

 نجوم لبنان
نجوم لبنان

تظل العلاقة بين مصر ولبنان واحدة من أهم العلاقات العربية العربية في كافة المجالات، إلا أن مجال الفن واحد من أبرز العلاقات بين البلدين فمصر عبر تاريخها كانت حاضنة للمواهب الفنية من كافة الوطن العربي إلا أن عدد كبير من الفنانين اللبنانيين كانت مصر إما محطة البداية أو محطة مركزية في شهرتهم.

ـ الشحرورة
تعد الفنانة اللبنانية صباح، أو الشحرورة كما لقبها النقاد الفنيون والجمهور، واحدة من أهم الفنانين اللبنانيين في الوطن العربي، وكانت البداية الفنية لصباح هي القاهرة، ولدت جانيت جرجي فغالي المعروفة باسم صباح في العاشر نوفمبر عام 1927 في بلدة بدادون قرب منطقة وادي شحرور القريبة من بيروت، وهي المولودة الثالثة في أسرة جرجي فغالي بعد جولييت ولمياء، كانت بداية صباح الفنية حينما قررت مدرسة الراهبات التي كانت تدرس بها تقديم مسرحية، لم يتقبل والدها فكرة أن تقف أبنته على المسرح إلا أنه وافق لإن المسرحية كانت تحت إشراف الراهبات، حتى لعب القدر دوره فقد حضر المسرحية صهر المنتجة اللبنانية أسيا داغر، والتي كانت واحدة من أهم المنتجين في مصر، ونصح والدها بأن يذهب بها إلى مصر.

ومن هنا كانت البداية؛ وصلت الأسرة إلى مصر، وفي مقهى بشارع فؤاد الأول ولد اسمها الفني "صباح" وأطلقه عليها الشاعر صلاح جودت، أحضرت آسيا داغر كبار الملحنين للاستماع إلى صوتها، وأخذها المخرج هنري بركات في فيلم "القلب له أحكام" وتوالت الأعمال الفنية والغنائية لصباح لتصبح الشحرورة واحدة من أهم الأصوات في مصر والوطن العربي.

ـ صوت الجبل
هو الفنان والمطرب اللبناني الشهير وواحد من نجوم الطرب العربي وديع الصافي، لم تكن مصر بدايته الفنية لكنها كانت واحدة من أهم المحطات الفنية في حياته ولجأ إليها مرة أخرى بعدما ساءت الأوضاع في لبنان خلال الحرب الأهلية.

ولد وديع الصافي في عام 1921، في إحدى قرى لبنان ورحل مع أسرته إلى بيروت في عام 1930، وانضم إلى فرقة الانشاد في مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، واستهوته الموسيقى وقرر ترك الدراسة وفي عام 1938، فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناءً وعزفًا، من بين أربعين متسابقًا، في مسابقة للإذاعة اللبنانية أيام الانتداب الفرنسي، في أغنية "يا مرسل النغم الحنون".

كانت إذاعة الشرق الأدنى بمثابة معهدٍ موسيقي تتلمذ فيه وديع الصافي، وحضر وديع الصافي إلي مصر في عام 1944، ليلتقي بالملحن المصري محمد عبدالوهاب، وأثنى عبدالوهاب على موهبة وديع الصافي الفنية متوقعُا له مستقبل باهر، ليخرج وديع الصافي إلى البرازيل، ويعود إلى لبنان مرة أخرى.

ومع بداية الحرب الأهلية اللبنانية، ترك وديع لبنان وسافر لمصر سنة 1976، ومن مصر إلى بريطانيا، ليستقر سنة 1978 فى باريس، وقد حصل وديع الصافي على الجنسية المصرية كتكريم له من قبل الرئيس الأسبق حسني مبارك عقب غنائه أغنية عظيمة يا مصر يا أرض النعم، خلال أحد الاحتفالات بحرب أكتوبر.


ـ وليد توفيق
الحرب الأهلية في لبنان كان لها تأثيرها على كافة المجالات، ما جعل الفنان اللبناني وليد توفيق ينتقل إلى سوريا ومنها إلى مصر لتكن بداية مشواره الفني.

ولد في عام 1954 في طرابلس، لم يكمل تعليمه حيث توجه للعمل من أجل مساعدة أسرته، شارك بالحفلات الشعبية في طرابلس، وانتقل إلى بيروت الغربية، كان شغوفًا بالموسيقى منذ صغره فبدأ يتعلم الموسيقى والعزف على العود، وفي عام 1974، في سن السابعة عشر تقدم وليد توفيق لاستديو الفن وأبهر اللجنة بأغنية بهية وحصل على الميدالية الذهبية، أصبح معروفًا في لبنان إلا أنه اضطر أن ينتقل إلى سوريا بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان.

وبدأ مشواره الفني في سوريا وأصدر عدد من الأغاني إلا أنه قرر الانتقال لمصر لتصبح أهم محطاته الفنية، ونال قبول الموسيقيين والملحنين المصريين، ثم شارك بعدها في عدة أعمال فنية كانت سبب في شهرته.


ـ نور الهدي
نور الهدي ألكسندرا ممثلة ومغنية لبنانية ولدت في تركيا عام 1924، واحدة من أبناء الجيل الذهبي للسينما المصرية، وكانت بدايتها الفنية على يد عميد المسرح العربي يوسف وهبي.

كانت تغني في المدرسة منذ صغرها وأطلق عليها اللبنانيون أم كلثوم لبنان، وكان والدها متبنيًا لموهبتها الفنية باحثًا لها عن فرصة، حتى جاءتها خلال العام 1942، حينما زار يوسف وهبي لبنان خلال زيارتها لبلاد الشام، واستمع إليها وأعجب بصوتها، فطلب منها المجيء إلى مصر وبالفعل حضرت وأسند إليها بطولة فيلم جوهرة.

وعملت مع عدد كبير من الفنانين مثل فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي، كما تعرفت على الملك فاروق وعلى النحاس باشا، وغنت للملك فاروق في حفل بالسفارة السورية بالقاهرة، وفي الخمسينات اعتزلت الفن وعادت إلى بلادها.

ـ ماري كويني
من الوجوه المحفورة في ذاكرة الفن المصري، ولدت في إحدي قري لبنان ووالده كان يعمل مزارع وعقب وفاته جاءت إلى مصر بصحبة شقيقتها لتقيم مع خالتها المنتجة الكبيرة آسيا داغر وعمها الصحفي بجريدة الاهرام أسعد داغر، بدأت العمل في السينما عام 1929 في فيلم غادة الصحراء عندما رشحها المخرج وداد عرفي للتمثيل في الفيلم لأول مرة أمام خالتها آسيا وكانت لا تزال في الثانية عشرة من عمرها.

واستأنفت كويني العمل السينمائي عام 1933 في قطاع المونتاج حيث شاركت كمونتيرة في فيلم عندما تحب المرأة من إخراج أحمد جلال ثم اتجهت إلى التمثيل والإنتاج مع خالتها آسيا قبل أن تستقل عنها عام 1942. وإلى جانب مزاولتها التمثيل غير أن ماري كويني تفردت أيضا في العمل كمركبة أفلام في الأربعينات.

عشرات الأسماء اللبنانية التي تربط بين الماضي غير البعيد والحاضر تؤكد على مدى ترابط الفن اللبناني بالمصري ومن الصعب التفريق فيما بينها.