رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«والدته لا تعلم حتى الآن».. «الدستور» داخل منزل أحد المتوفين فى أحداث لبنان

جريدة الدستور

قبل ثلاث سنوات كان حلم إبراهيم أبوقصبة حدوده السماء، نظر إلى جواز سفره والتأشيرة التي بين يديه إلى لبنان، وقال لأسرته "لن تشقوا بعد اليوم"، سأذهب وأعمل وأكون السند الذي تمنيتم، تحدث مع والدته البسيطة التي تبيع الخضروات وأكد لها أنه حان الموعد لتستريح.

أحلام إبراهيم الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره، والقاطن في إحدى قرى مركز سمنود التابع لمحافظة الغربية، تحطمت بعد حادث الانفجار الذي شهدته لبنان بالأمس، والذي راح ضحيته عشرات الأرواح، كان هو من بينهم ومعه اثنان آخران مصريان من نفس المركز -حسبما تم الإعلان حتى موعد النشر- وأصيب الآلاف بجروح بالغة وطفيفة على إثر قربهم من مكان الانفجار.

"الدستور" زارت منزل الشاب العشيريني الذي بدا أن والدته البسيطة لم تعلم حتى الآن بوفاته، وقيل لها إنه أصيب وسيعاود الاتصال قريبًا لطمئنتها، ودخل الأب في حالة هياج عصبي لم يقو على مواجهة صدمة الفراق.

التقينا ذويه الذين عانوا كثيرا في الساعات القليلة الماضية بعد معرفتهم بالحادث، الجيمع في صدمة، رحل الشاب العشريني ورحلت أحلامه، وبقيت الهموم ومتاعب الفراق، ففي البداية يقول عم الشاب المتوفي إن والدته لا تعرف حقيقة وفاة ابنها حتى وقتنا هذا حتى لا تتعرض لنوبة مرض شديدة قد تفقد فيها حياتها، مشيرًا إلى أنها تمكث في غرفتها الخاصة دون مقابلة أحد بعد تردد أخبار في القرية عن تعرض إبراهيم لحادث أليم في انفجارات أمس.

"فهمناها أن إبراهيم رجله اتكسرت عشان متتعبش مننا"، استكمل عم الشاب حديثه، موضحًا أن هناك شابا آخر من العائلة موجود بالفعل مع الجثة ويشرف على رحلتها الأخيرة من المستشفى إلى الطب الشرعي ثم أخيرا إلى مرحلة النقل إلى مصر.

أضاف: "السفارة هناك تتواصل معنا باستمرار حول الأحداث الجديدة لأمر ابننا المتوفى، وطمأنونا حول اقتراب موعد نقل جثة إبراهيم إلى مصر بعد الكشف عليه في مصلحة الطب الشرعي".

اختتم حديثه آملا أن يحتسبه الله شهيدا كونه كان يعمل طوال السنوات الماضية في لبنان، وعن تفاصيل الحادثة: "السفارة أبلغتنا بأنه كان متواجدا داخل شقته السكنية في وقت الحادث، ثم انهار الجدار عليه ما أصياب الجمجمة على الفور ولقى حتفه".

في الوقت نفسه تشير إحدى الجيران، إلي أن إبراهيم كان معروفا عنه خُلقه الرفيع، فكان يساعد والدته ووالده منذ صغره، والجميع في القرية يحبونه بسبب مواقفه الإنسانية النبيلة، بجانب أخلاقه الرفيعة.

وأضافت أنّ الراحل كان مثالًا يحتذى به في بر الوالدين، فلم يترك والديه وأخواته البنات، وكان دومًا بجانبهم، يعمل أي شيء يطلب منه في سبيل أن يجني المال الحال، منوهة إلي أن الجميع في القرية في صدمة على رحيله، متمنية أن يتم التسريع في إجراءات عودة الجثمان لكي يتم دفنه سريعًا.