رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

216 ألف واجهوا الموت.. حكايات الصيادلة مع فيروس كورونا

اطباء كورونا
اطباء كورونا

الصيادلة جنود لا تقل أهميتهم عن أبطال الجيش الأبيض، رغم أنهم لم يلق عليهم الضوء كما يجب مثل الأطباء والممرضين، إلا إنهم أدوا أدوارًا هامة للغاية في مواجهة فيروس كورونا المستجد« كوفيد-19»، منذ بداية الجائحة حتى الآن.

الصيادلة يعملون في صيدليات المستشفيات الحكومية والصيدليات الخاصة ويتعاملون يوميًا مع آلاف المرضى، سواء حاملين الفيروس التاجي أو غيره من الأمراض، والتي نقلت لهم أثناء تأدية عملهم، بل وقضت على حياة البعض منهم.

لعل آخر تلك الوقائع، وفاة الصيدلي محمد حمزة، المقيم بقرية منشأة سلطان، التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، إثر تدهور حالته الصحية، بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد واحتجازه داخل العناية المركزة بقسم العزل بمستشفى منوف، وفشل كل محاولات إنقاذه.

وعانى «حمزة» بعد صراع قوي مع فيروس كورونا، والذي التقطه من أحد المرضى داخل صيدليته، إلا أنه لم يكن الضحية الوحيدة من قطاع الصيادلة، فهناك بطولات كثيرة لهم بعدما أصروا على استكمال المعركة من قلب الميدان، سواء التابعين للقطاع الحكومي أو الخاص.

محمد خالد، صيدلي يعمل في إحدى سلاسل الصيدليات الخاصة الشهيرة بمنطقة حلوان، يقول: «من بداية انتشار فيروس كورونا، كتير من الصيادلة قدموا طلبات إجازة مفتوحة غير مدفوعة الثمن؛ بسبب خوفهم من انتقال العدوى ليهم من المرضى بالصيدلية، مما يعد هروبًا من المعركة».

وأضاف «خالد»: «الإقبال على الصيدلية زاد عن الأيام العادية، والمريض اللي داخل محدش عارف هو حامل الفيروس ولا لا، وفي نفس الوقت منقدرش نمنع حد من الدخول أو طلب المساعدة».

وأصيب «خالد» منذ فترة بأعراض تشبه فيروس كورونا، إلا أنه لم يقم بعمل مسحة للتأكد من أجل توفيرها لمرضى آخرين، فقام بعزل نفسه في منزله قائلًا: «عزلت نفسي 14 يوما في البيت، وبعديها رجعت تاني الشغل عشان أكمل عملي، ومكنتش خايف إني أتعدي تاني لأن دي مهمتي».

لم يكن الصيدلي «حمزة» هو الوحيد الذي فقد حياته في قطاع الصيادلة جراء الإصابة بفيروس كورونا، ففي 3 يوليو الماضي توفى الصيدلي إميل ماهر، صاحب صيدلية بشارع البشرى بمدينة بني سويف العاصمة، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».

وفي مايو الماضي، أعلنت نقابة الصيادلة بالشرقية، وفاة الصيدلي محمد فتحي خليل، ابن قرية «تلبانة» التابعة لمركز منيا القمح، بالشرقية؛ متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المُستجد، بعد صراع مع المرض دام أشهر انتهى بفقدان الصيدلي حياته.

الحال أصعب في صيدليات المستشفيات، والتي يتوافد عليها الكثير من المرضى، وكان منهم «عامر. ل»، أحد صيادلة مستشفى «آمان» بمنطقة حلوان، يقول: «الكثير من زملائي أصيبوا بفيروس كورونا أثناء عملهم في المستشفى، رغم اتخاذنا الإجراءات الوقائية كاملة».

يضيف: «لكن لم يتوان أحد فينا عن تأدية عمله كما يجب، والاستمرار في العمل داخل صيدلية المستشفى، حتى الذين أصيبوا بالفيروس بعد أيام من العزل الصحي في المنزل عادوا مرة أخرى إلى عملهم»، موضحًا أن الصيدلية تستقبل ما يقرب من ألف مريض يوميًا يبحثون عن الدواء.

وأكد أن الصيادلة في الوقت الحالي يقومون بدور بطولي لا يقل أهمية عن أي فرد آخر متلامس مع القطاع الصحي في مصر كالأطباء والممرضين والمسعفين، مشيرًا إلى أن هناك نماذج مُشرفة من الصيادلة كان لا بد من إلقاء الضوء عليهم.

يذكر أن عدد كليات الصيدلة في مصر 43 كلية، منها 22 كلية تابعة لجامعات حكومية، و21 كلية تابعة لجامعات خاصة، وبلغ إجمالي خريجي كليات الصيدلة في مصر نحو 14573 خريجًا وفق إحصاء نقابة الصيادلة عام 2019 الماضي.

فيما يبلغ عدد الصيادلة في مصر 216 ألفًا و72 صيدليًا، بمعدل صيدلي لكل 438 مواطنًا، بزيادة أربعة أضعاف على المعدل العالمي، فيما يزيد عدد الصيدليات في مصر على 75 ألفًا و165 صيدلية، بمعدل صيدلية واحدة لكل 1261 مواطنًا، وهو بما يقترب من ثلاثة أضعاف المعدلات العالمية.