رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تكثر قضايا التحرش في الأعياد؟ (انفوجراف)

التحرش
التحرش

بالأمس، كانت آخر أيام عيد الأضحى المبارك، وبحلوله تم تخفيف الكثير من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار فيروس "كورونا"، حيث تقرر غلق المحال التجارية والحرفية، بما فيها محال بيع السلع وتقديم الخدمات، و«المولات» في الـ10 مساء، أيضًا السماح باستقبال الجمهور بالمقاهي والكافيتريات والمطاعم، وما يماثلها من المحال والمنشآت، ومحال الحلويات ووحدات الطعام المتنقلة، حتى الساعة 12 منتصف الليل، مع استمرار غلق الشواطئ العامة، والحدائق العامة والمتنزهات، وأن ينتهي تجول المواصلات العامة عند منتصف الليل.

ورغم ما تمر به البلاد، لا تزال معدلات التحرش مستمرة في معدلاتها خلال أيام المناسبات والأعياد، فقد أعلن مكتب شكاوى المرأة التابع للمجلس القومي للمرأة أن الشكاوى الخاصة بالتحرش الجنسي والابتزاز والتهديد بشكل عام جاءت في المرتبة الأولى، حيث استقبل المكتب 149 شكوى من فتيات تعرضن لذلك خلال فترات سابقة وترغب في تقديم بلاغات، فيما جاء في المرتبة الثانية شكاوى لفتيات تعرضن للتحرش خلال أيام العيد.

وبحسب إحصائيات المجلس خلال آخر 3 سنوات، وصل عدد حالات التحرش هذا العام إلى 283 شكوى، وفي 2019، تم رصد 6 حالات، وفي 2018 وقعت 18 حالة تحرش خلال فترة عيد الأضحى.

ويرى الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن عمليات التحرش تزداد خلال فترات الأعياد والمناسبات المجتمعية بسبب الازدحام الموجود بالشوارع في تلك الفترة، واصفًا تلك التجمعات بـ"الأرض الخصبة" للتحرش.

وأكد "فخري"، خلال حديثه، أن أكثر الفئات التي تقوم بعمليات التحرش تكون من المراهقين، ينقلون الأفلام والمسلسلات التي يرونها عبر الشاشات دون رقيب إلى أرض الواقع، وأيضًا لأن هذا السن يقوم بنوع من التفاخر بذكوريته التي يشعر أنها تتكون في هذه الفترة العمرية.

ويطالب الدكتور محمد الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، بتفعيل دور المجتمع والقانون في مواجهة هذه الظاهرة ومعاقبة فاعليها بحزم لضمان عدم التكرار، مشيرًا إلى أن هناك دور مهم آخر يجب الالتفات له وهو رفع مستوى الثقافة الجنسية في المراحل التعليمية المختلفة بما يتناسب مع الأعمار، ما يساهم بشكل فعال في الحد من تلك الظاهرة.

بحسب أحدث إحصائيات موقع الباحثون المصريون المتخصص في عمل الدراسات الاجتماعية -وهي مبادرة علمية تطوعية تم تأسيسها في 4 أغسطس 2014 بهدف رفع الوعي العلمي والاجتماعي العربي- فهناك 99.3% من النساء تعرضن للتحرش في مصر، بينهن 96.5% تعرضن للتحرش الجنسى باللمس المباشر، و49.2% من ضحايا التحرش يتم التحرش بهن يوميًا، و8% من ضحايا التحرش حاولن الانتحار بعد تعرضهن للتحرش.

ومن الناحية الأمنية، اللواء عبدالرحيم سيد الخبير الأمني، اقترح، في تصريحات له، انتشار الشرطة السرية المتنكرة في ملابس مدنية بين المواطنين خلال تلك الفترة، لضبط مرتكبي هذه الجريمة غير الأخلاقية واتخاذ الإجراءات القانونية معهم، هذا إلى جانب تفعيل الجانب التوعوي حول مخاطر التحرش أمنيًا وقانونيًا ونفسيًا.

وفقًا للمادة (306) مكرر (أ) من قانون العقوبات، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه ولا تزيد على 5000 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأي وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 5000 جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيها أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه، وفي حالة العودة تُضاعف عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى.