رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا حدث للشبراويين؟ الصحفية الأمريكية «آن ويفر» تجيب

كتاب شبرا
كتاب شبرا

كما تحولت مدينة الإسكندرية من أسطورة ثقافية إنصهرت في بوتقتها الثقافات والحضارات المتعددة، وكانت رمزا للتسامح والتعايش ونموذجًا لما يسمى بالمدينة الكوزموبوليتية المنفتحة على العالم، إلي معقل للإسلاميين عمومًا خاصة السلفيين المتشددين٬ تحول حي شبرا إلي الإنغلاق وصار بقعة جاذبة للتكفيريين.

يستدعي محمد عفيفي في كتابه "شبرا.. إسكندرية صغيرة في القاهرة" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب٬ شهادة صحفية أمريكية تدعى "آن ويفر" التى أصطحبها المحامي السلفي "ممدوح إسماعيل" الذي قضي ثلاث سنوات في السجن علي خلفية إتهامه مع آخرين بقضية تنظيم الجهاد 1981 وتخصص في الدفاع عن المتهمين في قضايا الإرهاب.

تقول ويفر:"كانت شبرا ذات يوم منطقة ثرية مترفة كما تم إخباري٬ إستقرت بها عائلات يونانية وأرمينية وإيطالية ورجال أعمال أقباط٬ بينما كنت أتجول عبر شوارعها المتربة لم أر ما يدل علي رخائهاورفاهيتها."وربما تلخص عبارة "ويفر" الأخيرة ما حل بالحي العريق الذي زحف عليه الترييف والعشوائية بعدما رحل الأجانب من أبناء البحر الأبيض المتوسط.

ومن المؤكد كما قال "عفيفي" في حوار كنا قد أجريناه معه سابقا: "كان لقيام إسرائيل خلق حالة من التمايز الملحوظ وترسخ لدي الناس فكرة قيام الدولة الصهيونية علي أساس ديني وإنتصارها راجع لتمسك اليهود بدينهم، وبدأت تطفو علي السطح عملية التمايز لتظهر مشكلات أخري مثل التأميمات عام 56 مما خلق شعورا لم يكن موجودا من قبل عن سوء الأجانب وشيطنتهم بلا إستثناء، لكن المجتمع كان قادرا علي إمتصاص تلك الإفرازات، ومع السبعينيات وما بعدها إنفجر الوضع وأصبح وجود أجنبي في الشارع يفسر بأنه جاسوس كما توقف الغرب عن البعثات التعليمية، ولا يمكن إغفال هزيمة 67 في إرتفاع نبرة الدين مرة ثانية، اليهود إنتصروا لتمسكهم بدينهم ونحن نتحدث عن القومية العربية.

في شبرا بالذات بدأت وفود هجرة جديدة علي الحي أكثر ترييفا وليس طبقة متوسطة، بالتالي نجد النبرة الدينية تعلو وسط المهاجرين الجدد بعد السبعينيات خاصة مع الأزمات الإقتصادية في الريف وطرده لسكانه وهجرتهم للقاهرة للعمل في أي شيئ مما ترتب عليه أن خروج معظم الطبقة الوسطي من شبرا إلي أحياء مصر الجديدة والمهندسين مع ظهور أجيال مختلفة عن الأجيال القديمة في تفكيرها ونظرتها للآخر وحتي فكرة السينما لديها وفكرة المقهي والنزهة وإنتشار الأسماء الدينية لدي المسلمين والأسماء المسيحية علي المسيحيين.

بدأ دور الجامع بعدما كانت السينما تلعب دورا، والأندية مثل نادي"إيسكو" حتي المدارس كان بها حمامات سباحة، هذة المظاهر تغيرت مع موجات الهجرة الجديدة وظهور الأفكار الوهابية.