رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"العلم الأسود".. هل بدأ ظهور "الحركة الفوضوية" في احتجاجات إسرائيل؟

احتجاجات في إسرائيل
احتجاجات في إسرائيل

لايزال الإسرائيليون يواصلون احتجاجاتهم الأسبوعية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، حيث احتشد مساء أمس ما يقدر بنحو 10.000 شخص في في القدس للمطالبة باستقالة نتنياهو، في أكبر تجمع حتى الآن من قبل حركة ناشئة مناهضة للحكومة جلبت الناشطين، وكثيرا منهم من الشباب والناشطين الجدد سياسياً، إلى الشوارع تسمى "العلم الأسود".

سمحت الشرطة الإسرائيلية بالتظاهر لكنها في بعض الحالات تدخلت لتفريق المظاهرات، وانتهت بعض منها بالتوتر بين الشرطة والمتظاهرين، كما تدخلت عناصر وحدة "يسام" لمكافحة الشغب، الحشد، ولكن كما يبدو أن الشرطة الإسرائيلية أصبحت أقل عنفاً تجاه المتظاهرين مما فعلت في احتجاجات الأسابيع الماضية، فلم تستخدم خراطيم المياه المثبتة على الشاحنات، مثلما فعلت الشهر الماضي.

أما حركة العلم الأسود، فهي كما يبدو التي تقود الدفع من أجل استقالة نتنياهو، وقالت الحركة:" نحن في حدث غير مسبوق. عشرات الآلاف الذين غمروا العاصمة الليلة ليسوا على استعداد لقبول وضع يسحق فيه متهم جنائي الحلم الذي أقيم عليه هذا البلد".

بالنسبة لحركة "العلم الأسود" فحتى الآن، لم يتم فحص الظاهرة بشكل دقيق، ولا أحد يعرف من هم ومن أين جاؤوا أولئك الذين يرفعون الأعلام السوداء، ولماذا اختاروا لأنفسهم مثل هذا العلم الذي يتميز لونه في الثقافة الأوروبية على نحو خاص بطقوس العزاء وكرمز للموت أو بالحركات الفوضوية في أوروبا.

هناك من يربط بين الأعلام السوداء وبين الجناح الفوضوي في المظاهرات، ولكن لم يتم التأكد من أنه توجد صلة مباشرة بين الحركة وبين الفوضوية كحركة سياسية تسعى لإلغاء كل حكم وتؤيد إلغاء الدولة القومية ومؤسساتها مثلما ظهرت في القرن التاسع 19، صحيح أن هذه الحركة اختفت عن الوعي العام بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن يخيل للبعض أنها عادت الآن في إسرائيل.

بحسب التقارير، لم يتضح بعد إذا كانت هذا فعلاً ظهوراً للحركة الفوضوية التي ضربت أوروبا من قبل، فحتى الآن لا يوجد لهم زعيم أو قائد ولا رؤوساء يظهرون ليشرحوا ما الذي يفعله العلم الأسود في أيديهم؟ أو ما هي أجندتهم؟، هم لم يتحدثوا إلا عن استقالة "بيبي".

كلمة "أناركية" تعني (فوضى) في اليونانية القديمة، ومعناها "بدون حكم" او "انعدام الحكم"، ظهورهم جاء في القرن التاسع عشر، عندما اغتال الفوضويون "أصحاب الأعلام السوداء"، أومبرتو، ملك ايطاليا؛ كارنو، رئيس فرنسا؛ ماكينلي، رئيس الولايات المتحدة، وأعضاء برلمان ومؤسسات عامة كثيرين آخرين، وفي 1983 عقدوا مؤتمرا دولياً في بطرسبورغ، حيث قرروا برنامجهم السياسي وظهر علمهم الأسود الذي جاء ليحل محل العلم الأحمر الاشتراكي، وهو ما يطرح تساؤلات حول هوية أصحاب الأعلام السوداء .. هل جاءوا ليحلوا الفوضى بإسرائيل ويلغوا الدولة اليهودية؟