رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التاريخ الكامل لدير سوميلا في تركيا

دير سوميلا في تركيا
دير سوميلا في تركيا

أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، عن دير سوميلا في تركيا وإعادة افتتاحه.

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: تمت إعادة افتتاح دير والدة الإله سوميلا التاريخي في طرابزون بتركيا بعد خمس سنوات من أعمال الترميم، ولعدة قرون، كان الدير على جانب الجرف في مدينة البحر الأسود بمثابة مهد بونتيان Pontian اليونانية (حيث تمت مذبحة اليونانيين)، فبعد 88 عامًا من حظر الوصول إلى الموقع، أعادت تركيا فتحه في 15 أغسطس 2010، ومنذ ذلك التاريخ بدأ تقليد جديد للبطريرك بارثولوميوس في الاحتفال بعيد رقاد والدة الإله شفيعة الدير.

ومع ذلك، تم إغلاق الدير للترميم في فبراير 2016، ولم يُسمح للبطريرك بالخدمة طوال عملية الترميم، والتي تناولت في الغالب تثبيت الجرف القائم عليه الدير.

وأضاف: "في مايو الماضي تم إعادة فتح جزء من الدير جزئيًا للجمهور، وهو عبارة على 12 قسمًا من الدير التاريخي. ترأس حفل الافتتاح الرئيس أردوغان وبحضور وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري إرسوي، كما تم افتتاح كنيسة Agia Sophia في طرابزون Trabzon، والتي تم تحويلها بالفعل إلى مسجد من قبل أردوغان قبل 7 سنوات، كتمهيد لتحويل Agia Sophia (الحكمة الإلهية) في إسطنبول، والذي تم الأسبوع الماضي، في نفس الوقت بعد عامين من الترميم. أفادت وكالة الأنباء الأرثوذكسية أن دير والدة الإله سوميلا وآيا صوفيا من بين المعالم الأكثر زيارة في منطقة بونتوس.

تأخر إعادة فتح الدير مرارًا وتكرارًا، لكنه تم أخيرًا أمس بعد أيام قليلة من تسبب الرئيس التركي في ضجة دولية بإعادة فتح كنيسة آيا صوفيا في إسطنبول كمسجد.

وتابع: "لا يبدو أن التوقيت من قبيل الصدفة، فقد أعلن أردوغان في افتتاح البارحة عن أنه "إذا كانت تركيا غير محترمة تجاه الثقافات المختلفة، كما تدعي بعض الدول الغربية، ما كانت لترميم وتحافظ على مثل هذه القطع الأثرية التاريخية، وخلال الحفل، أعلن أردوغان عن أن المؤمنين الأرثوذكس سيكونون قادرين على الاحتفال بعيد رقاد العذراء مريم في الدير هذا العام، ولكن يبدو أن هناك ارتباكًا بشأن هذه المسألة.

ونشر الموقع الرسمي لبطريركية القسطنطينية مذكرة تفيد بأن المسئولين الأتراك قد لا يسمحون بخدمة القداس بسبب جائحة "COVID- 19" المستمر، وتحدث البطريرك بارثولومو مع الرئيس أردوغان عبر الهاتف لشكره على إعادة فتح الدير، وهنأه بعيد الأضحى.

كما أشار أيضًا إلى أنه بدئ بناء الدير في القرن الرابع الميلادي على يد راهبين أرثوذكسيين من أثينا (برنابا وصفرونيوس)، وقد استغرق إتمام بنائه ثلاثين عامًا، وهو محفور في الصخر، لذلك باسم دير سوميلا، اسم "سوميلا" يعني الصخرة الداكنة أو السوداء، وكما هو معروف فإن السيدة العذراء ظهرت الراهبين فوق هذا المكان وطلبت بناء بيت لها، ويتألف الدير من كنيسة والدة اﻹله العذراء من 72 غرفة تتوزع على 5 طوابق، استخدم العلوي منها فيما مضى كصالة للعرض ومركز للمراقبة، وكانت جدران البناء مغطاة بأكملها باللوحات الجصية والرسومات.

وقد تعرض الدير للهدم والحرق عدة مرات وأعيد بناؤه، وأيقونة العذراء مريم وهي تحمل الطفل يسوع التي كانت محفوظة في الدير يقال إنها الأيقونة التي رسمها لوقا الإنجيلي، وفي بداية الاحتلال العثماني للمنطقة أخفى الرهبان اليونانيون الأيقونة، ولم يتم العثور عليها، لكن فيما بعد وجدت، ثم انتقلت إلى عدة متاحف، ويعتبر اليونانيون هذه الأيقونة رمزًا للتخلص من الاحتلال والبطش التركي.