رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أوكازيون كورونا».. محال الملابس في مواجهة الفيروس بغرف القياس

أوكازيون كورونا
أوكازيون كورونا

يواجه المصريون حاليًا العديد من المخاوف بسبب فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، أبرزها تجنب الاختلاط مع الآخرين خوفًًا من نقل عدوى الفيروس، لكن مع حلول موسم العيد، شهدت محال الملابس إقبالًا كبيرًا من قبل الزبائن الراغبين في شراء ملابس العيد، وهذا ما جعل بعض أصحاب المحال يتخذون إجراءات جديدة للحفاظ على أرواح المواطنين.


قرر بعض أصحاب محال الملابس إلغاء غرفة القياس نهائيًا داخل المحل بعد تفشي فيروس كورونا، حتى لا يكون هناك فرصة لانتقال المرض بين المواطنين عن طريق الملابس، وهذا ما تعجب له الزبائن المترددون على المحال، وجعلهم في حيرة من عدم قياس الملابس التي يقبلون على شرائها كما اعتادوا طوال حياتهم.

أجرت "الدستور" جولة على محال الملابس في محافظة الجيزة للتأكد من مدى التزامهم بالإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا المستجد، واتضح أن أغلبهم يعاني من الازدحام الشديد من قبل الزبائن، ويضطر العاملون بالمحل إلى إهدار وقتهم في تنظيم طوابير بين الزبائن واستقبال 5 أفراد فقط داخل المحل على أن ينتظر الآخرون خارج المحل.

تقابلنا في البداية مع أشرف الشرقاوي، صاحب أحد محال الملابس في منطقة فيصل، وأوضح في حديثه لـ"الدستور" إنه قرر إلغاء غرفة قياس الملابس داخل المحل الخاص به فور تفشي فيروس كورونا في مصر، لكنه واجه تساؤلات عدة من قبل الزبائن الذين لم يعجبهم الأمر، معلقين عليه: "مش هنشتري هدوم قبل ما نقيسها أكيد".
واجه "أشرف" خلافً شديدًا مع عملائه بعد تنفيذ هذا القرار، لكنه لم يتراجع عنه حتى وقتنا هذا، بالتزامن مع موسم العيد الكبير، الذي يشهد إقبالًا شديدًا على محال الملابس، وقرر الشاب اتباع جميع الإجراءات الاحترازية التي نصت عليها الحكومة المصرية لمواجهة الفيروس، مؤكدًا أن هناك من تقبل الأمر ولم يكترث لقياس الملابس قبل شرائها.

وبالانتقال إلى محل آخر في محافظة الجيزة، وجدنا أحد العاملين يحاول إقناع الزبائن بعدم قياس الملابس داخل المحل، وتركها لتنتقل إلى شخص آخر، خوفًا من خطورة انتقال الفيروس بين الزبائن، وبالرغم من الرفض الشديد لما يطلبه من قبل الأشخاص المقبلين على المحل، إلا أنه لم يتراجع عن قراره بهدف بيع أكبر قدر من البضائع في الموسم.

يقف طارق علي، 27 عامًا، أمام المحل الذي يعمل به، لينظم عملية دخول الزبائن في مجموعات مكونة من 4 أفراد، حتى لا يكون هناك زحام شديد داخل المحل، وينتظر الآخرون في الخارج كما يحدث في أي مؤسسة أو شركة حاليًا بسبب فيروس كورونا المستجد، ويقول خلال حديثه مع "الدستور"، إنه يعمل دومًا على تعقيم المحل بالكحول حرصًا منه على سلامة الزبائن وعدم انتقال الفيروس بينهم.


«المازورة» بديلًا لغرفة القياس

من جانبه، شدد الدكتور محمد عبدالسلام، رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات باتحاد الصناعات، على ضرورة غلق غرف القياس واستخدام "المازورة"، حيث أن المواطنين متخوفين من الإصابة بفيروس كورونا من خلال قياس الملابس داخل المحال، موضحًا أنه من ضمن الإجراءات الاحترازية عدم استخدام غرف القياس نهائيًا، وأن يكون الحل البديل هو خبرة العاملين في تحديد مقاس الملابس عند رؤيته للزبون، وفي حالة صعوبة الأمر يمكن استخدام مازورة قياس في المحل ويحدد بها المقاسات"، مشيرًا إلى أن بتلك الطريقة سيتم منع القياس داخل الغرف تمامًا، مع تقليل فرص الإصابة وكمية المرتجعات.

استكمل رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة، أن نسبة الإقبال على الملابس الجاهزة أثناء فرض حظر التجول كانت حوالي 15% من إجمالي حجم الشراء الطبيعي، وأن تلك النسبة ارتفعت قليلًا عقب قرار تخفيف الإجراءات ورفع الحظر ووصلت إلى 25% تقريبًا، قائلًا: "لازم نكون متفقين إن الملابس بتتباع في المواسم بشكل أكبر زي موسم عيد الفطر وموسم شم النسيم، وللأسف الموسمين دول اتحرقوا في وسط أزمة كورونا وحظر التجول اللي منع الناس كلها تتحرك في الشوارع، بالإضافة إلى أن فيه فئات كتيرة في المجتمع مكنتش بتروح شغلها ولا بتنزل، وهما كدة مش بيستهلكوا اللبس وبالتالي مش هينزلوا يشتروه".