رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أميران وقصة.. لماذا أعاد فريد شوقي «حسن الهلالي» للشاشة بعد 14 عاما؟

فريد شوقي
فريد شوقي

هي قصة شاب فرنسي يعمل بحار حالفه الحظ بعد وفاة قبطان المركب التي يعمل عليها، لكن مؤامرة دبرها صديقاه اللذان يطمعان في منصبه الجديد وحبيبته دمرت طموحاته من خلال الاستعانة بجار قديم له، ليتم حبسه من خلال تلك المؤامرة لمدة 14 عامًا، ليهرب من السجن ويبدأ رحلة الانتقام.

تلك الأحداث المأخوذة من رواية " الكونت دي مونت كريستو" تم تمصيرها في العام 1951، على يد المخرج المصري هنري بركات، ليصبح البحار رئيس للقوافل يتولى حمايتها وقيادتها حتى تصل لمصر، وهو حسن الهلالي الذي يؤدي دوره أنور وجدى، ويواجه خلال أحداث الفيلم 4 أشخاص تسببوا في سجنه 15 عامًا وإبعاده عن حبيبته ياسمين والتي أدت دورها الفنانة مديحة يسري، وكان من ضمن أبطال الفيلم الذين واجههم حسن الهلالي، جعفر صديقه الطامع في مكانه بقيادة القوافل، والذي أدى دوره وحش الشاشة فريد شوقي.

إلا أن فريد شوقي الذي تعود عليه الجمهور بأنه لا ينهزم رفض أن يظل محبوسًا في دور جعفر، وقرر الانتقام ليعود وينتج نفس قصة الفيلم ونفس المخرج مع تغيير الأسم فقط ليصبح أمير الدهاء في عام 1964، مع تغيير بسيط في شخصية حسن الهلالي ليعيده إلى البحر لا البر كما فعل أنور وجدي، تحت مبرر تحويل الرواية إلى ألوان بعدما كانت بالأبيض والأسود في الخمسينات، إلا أن فريد شوقي أراد أن تحفظ له ذاكرة السينما أنه وحش الشاشة الذي لا يهزم.

كما أراد أن يظل العمل محفورًا في ذاكرة السينما بالالوان كنوع من انواع التفوق على أنور وجدي الذي كان يغار كل منهما من الآخر رغم فارق السن، فقد كان كل منهما خريج مدرسة يوسف وهبي وتتلمذ على يديه، ولم يكتفيا بالتمثيل فقط بل اتجها لكتابة السيناريو، وقد كتب أنور وجدي نحو 16 فيلما ومسرحية، وفريد شوقي كتب 33 فيلما ومسلسلا، وكذلك دخل كل منهما عالم الإنتاج السينمائي.

كما أن واقعة شهيرة تشهد على الغيرة الفنية فيما بينهما، وهي حينما أنتج شوقي أول أفلامه وهو فيلم "الأسطى حسن"، وعرض عام 1952، تزامن مع عرض فيلم "مسمار جحا" من إنتاج أنور وجدي، وقتها أدرك وجدي أن فيلم فريد شوقي يكتسح السينما، لذا ذهب لتحرير محضر في قسم الشرطة اتهم فيه فيلم "الأسطى حسن" بترويجه للشيوعية، وبالفعل أزاحت الأجهزة الأمنية فيلم فريد شوقي من السينمات فيما اكتسح مسمار جحا الإيرادات وقتها.

وحينما علم فريد شوقي فيما بعد بأن أنور وجدي هو الذي بطل هذه الواقعة عاتبه، لكن وجدي أخبره بكل صراحة وقال له: "أمال تنزل أنت تأكل السوق وأنا أخسر! أنت هتتأخر شوية أكون أنا لميت فلوسي وجبت ثمن الفيلم".