رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جحيم فى «ورش السفن» بالإسكندرية.. «العيد قلب غم» (فيديو)

ورش السفن
ورش السفن

في ليلة العيد، أنهى كل عامل بورش صناعة السفن في بحري بحي الجمرك كل أعماله ليتفرغ لقضاء ليلة العيد مع أهله، ليدق جرس الهاتف، لعلها تكون تهنئة أو معايدة من شخص ما، ولكن في ثوانٍ معدودة يتبدل الحال من بهجة العيد إلى النقيض، لتقع على مسامعهم كارثة لن تصدقها عقولهم قبل أن تراها أعينهم، بسبب ضياع مصدر رزقهم لابتلاع النيران لها.

حريق هائل شهدته ورش صناعة السفن بمنطقة بحري وتحديدا أمام منطقة الحجاري مساء أمس، لتتحول المنطقة الحرفية التي لا يهدأ صوتها إلى هدوء تام، غلب عليه لون الرماد الأسود الناتج من تآكل النيرن لـ6 ورش خشبية بكامل معداتها ليهدم بنيانها وتتساوى بالأرض.

- احتراق مركب سياحي بـ 2 مليون جنيه و6 ورش خشبية
في واجهة المشهد المحترق تجد مركبا سياحيا كبيرا استطاعت النيران أن تأكل نصفه تقريبا، ليختلط على لونه الخشبي اللون الأسود، وعلى الرغم من ما أسفر عنه الحادث، مازال أصحابه يجلسون أسفله ويستظلون بما تبقى منه، بحسره قلب لن تستطع رثاء مجهود سنوات مضت في صناعته هباءً، ولن تستطيع تعويض تلك الخسارة.

وعلى الرغم من مرور 12 ساعة منذ وقت وقوع حادث الحريق، فإنه مازال الدخان الناتج من الحريق يتصاعد من داخله، ويقول عادل طلبة شقيق مالك المركب السياحي لـ"الدستور" إنه فور تلقى الإبلاغ بنشوب الحريق في ورشتهم الخشبية وذلك في تمام الساعة 10:30 مساء أمس، توجه لموقع الحادث قبل إخماد الحريق، موضحا "شعرت بالعجز مش قادر أتصرف وشايف رزقي بيروح قدام عيني".

2 مليون جنيه هي الخسارة المقدرة لحريق المركب السياحي الخشبي بكامل معداته، فظل أصحاب المركب عاكفين على صناعته طيلة 5 سنوات مضت، ليضع في تكلفته كامل أموالهم ويجهزون لعرضه للبيع أو لاستخدامه لجلب مصدر رزق لهم.

6 ورش خشبية لصناعة السفن بين لحظة وأخرى ساواها الحريق بالأرض ليختفى بنيانها ويتحول إلى رماد، يتواجد أصحابها على أطلال رمادها الأسود عاجزين عن التفكير كيف سيتم تعويض تلك الخسارة الفادحة؟ ليقف أحمد فؤاد، يقلب في الهياكل الحديدية المتآكلة بالنيران، يحاول أن يجمع القليل منها مما يصلح أن تباع كخردة.

أحد الحرفيين: الدنيا اتدمرت وبيوتنا اتخربت
صادف تواجد "فؤاد" في موقع الحادث فور نشوب الحريق، فكان يمكث بجوار المركب السياحي الذي احترق بعد إنهاء عمله، وفوجئ بنشوب الحريق ورغم صدمة الحادث إلا أنه تدارك الأمر ليسرع إلى غرفته ويجنب أنابيب الغاز بعيدا عن الحريق حتى لا يحدث انفجار ينتج عنها خسائر في الأرواح البشرية، لتأتي سيارات الإطفاء بعد نصف ساعة من وقوع الحريق، معلقا "الدنيا اتدمرت وبيوت الناس اتخربت وتأذت وأكل عيش ناس راح".

- الحريق ينهي حياة حصانين
الخسارة لم تكن مادية فحسب، وإن كان استطاع أن ينجو من الحريق العاملون بالمسطح الخشبي ولم يسفر الحادث عن إصابات بشرية، إلا أن من بين رماد الخشب الأسود الذي افترش موقع الحادث تجد حصانين لم يجدا من الحريق مهربا ولن يستطيع أحد إنقاذهما، لتأكل النيران أجسادهما وتنهي حياتهما على الفور.

- صناعة السفن وراثة والحادث لم يحدث للمرة الأولى
العمل بورش صناعة المراكب بمنطقة بحري، يتوارثه جيل بعد جيل، فيقول أحمد عصام إن الخسارة تقدر بـ 300 ألف جنيه، وإنها ليست بخسارة قليلة معبرا "دي خسارة هتدمر حياتنا" مواصلا أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة حريقا ولكن استطعنا تعويض الخسارة وهذه المرة الخسارة لم تكن بسيطة.

- مطالب متكررة تنتظر التنفيذ
مطالب متكررة طالب بها العاملون الحرفيون بورش تصنيع السفن، يشير لها محمد علي، بتحويل الورش الخشبية إلى مبان من الطوب، علاوة على تواجد أمن وحراسة للمنطقة لمنع دخول الأغراب إلى الورش ومنع حدوث أي سلوكيات ممنوعة، مواصلا أنها مطالب بسيطة ولكنها ستحمي وتقلل من حجم الخسائر التي لا نستطيع مواجهتها وتداركها مرة أخرى.

- مازال التحقيق جاريًا
تلقى اللواء سامي غنيم، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة الجمرك عن ورود بلاغ بنشوب حريق هائل في مسطاح السفن خلف مسجد الشهداء بمنطقة رأس التين، دون حدوث أي إصابات، وانتقل ضباط مباحث القسم وقوات من الحماية المدنية وتم السيطرة على الحريق دون حدوث إصابات، بعد ما دفعت قوات الحماية المدنية 6 سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق داخل السفن.

وبالمعاينة الأولية والفحص تبين نشوب الحريق في مسطاح السفن نتيجة وصول جسم مشتعل من قبل قوات الحماية المدنية ولم يسفر عن إصابات، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة لإجراء التحقيقات.