رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«طقوس الفاطميين».. كيف احتفل المصريون بعيد الأضحى قبل 1000 عام؟

الفاطميين
الفاطميين

دائما ما كانت لمصر عبر تاريخها طبيعة فريدة في الاحتفال بكافة المناسبات، بما فيها الأعياد، ويعد من أبرز أشكال الاحتفال عبر التاريخ بعيد الفطر ما كان يفعله الفاطميون من الاحتفال في شوارع القاهرة بداية من يوم عرفة مرورًا بأيام العيد.

وقد كان للعصر الفاطمي العديد من المظاهر في الاحتفال غلب على معظمها البذخ والمبالغة في الإنفاق، وخاصة في الأعياد، فقد كانت الدولة الفاطمية تعد مواكب خاصة في عيدي الفطر والأضحى.

فوفقًا للمؤرخين أن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي فور وصوله مصر أمر بعمل دار سماها "دار الكسوة" أن يفصل فيها جميع أنواع الثياب ويكسو بها الناس في الشتاء والصيف وكذا في الأعياد.

وكان للفاطميين طراز خاص للخليفة ورجال البلاط وكانت خزانة الكسوة تستقبل ما تنتجه دور الطراز وكانت تتألف من قسمين: الخزانة الباطنة التى يحفظ بها ملابس الخليفة ويتولى أمرها امرأة يعاونها 30 جارية، والخزانة الظاهرة التى تفصل فيها الثياب حسب ما تدعو إليه الحاجة ومنها كانت توزع الخلع التى يخلعها الخليفة على الأمراء والوزراء وكبار رجال الدولة وضيوفها.

وكان الذي يستلم ما يختص بالخليفة فى العيدين "مقدم خزانة الكسوة الخاص" وهى بدلة خاصة مبهرة مهابة برسم الموكب، وكان الخليفة يرتدى فى الأعياد "العمامة" المعروفة بشدة الوقار".

وكان الفاطميون يطلقون على عيد الأضحى عيد النحر، وكان يوم وقفة عرفات يطلقون عليه عيد الهناء بعيد النحر، وبه يشهد زيارة الجماهير للوزير الفاطمي لتهنئته بالعيد ثم يخرج ومعه كبار رجال الدولة قاصدين قصر الأمير الفاطمي، ويدخلون من الباب الرئيسي للقصر ويسمى باب الذهب، ثم يقرأ القراء آيات من القرآن الكريم، تمهيدًا لاستقبال الإمام بعيد النحر.

وكان يبدأ يوم العيد بخروج الإمام في موكب مهيب من باب العيد وهو باب يستخدم فقط في أيام الأعياد، ليجد الناس تنتظره لأداء صلاة العيد في مكان فسيح أمام باب النصر، وكانوا يضعون له على المحراب الآيات التي يقرأ بها صلاة العيد حتى لا يخطئ فيه، وبعد أداء الصلاة يخطب قاضي القضاة خطبة العيد، ثم يذهب لباب الريح وهو باب في المنطقة الشمالية من القصر الفاطمي، في منطقة الطمبوكشية الحالية والدرب الأصفر، وهناك المنحر؛ حيث يستعد القصابون ليقوم الإمام بنحر الذبائح ويقومون بمناولته الحربة في يده والقاضي يضعها في عنق الدابة إلى أن ينتهي من الذبح".