رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في قصة الأعداء.. تشيخوف يحكي صراع الطبقات

تشيخوف
تشيخوف

لم يكن الأمر هينا بالنسبة للطبيب الريفى كيريلوف وهو ينظر إلى جثمان طفله الذى لم يتجاوز السادسة بعد أن قضت عليه الديفتيريا، شعر بعجزه كطبيب وعلم أن الموت أكبر بكثير من كل علوم الدنيا، كانت زوجته جالسة على الأرض بينما نصف جسدها الأعلى مائلا إلى السرير بينما زراعيها يحوطان جثمان الصغير، لم تقل شيئا وكذلك كريلوف يبدو أن الصدمة أفقدتهما القدرة على الصراخ أو الأنين، فى هذه الأثناء سمع الطبيب صوت طرقات على باب بيته إنه الثرى أبوجين جاء لكى يأخذ الطبيب كيريلوف معه إلى قصره، ليعالج زوجته التى صرخت فجأة ثم خرت صريعة على الأرض، كان الرجل مذعورا وهو يخبر الطبيب بحالة زوجته.

أخبره كريلوف أنه فقد ابنه توا ولن يذهب معه، قدر أبو حين موقف الطبيب ولكنه ناشده بحق الإنسانية أن ينقذ حياة زوجته، ذهب معه الطبيب وسط الأحراش التى كساها الظلام الدامس إلا من شعلتين فى عربة الحنطور التى كانت تقلهم حيث قصر أبو حين، كانت المفاجأة أن أيوجين لم يجد زوجته فى البيت لقد هربت مع المهرج، فاجأنا تشيخوف بهروب الزوجة التى تركت زوجها الثرى الوسيم الذى كاد أن يموت خشية أن تصاب بمكروه وتوسل للطبيب رغم أن يعتقد أنه أفضل منه بكثير، وهنا يبدأ صراع آخر بين الطبيب ابن الطبقة الكادحة الذى أضناه التعب فقوس جسده وبين الثرى اليدين أبو حين الذى قال أنا تعيس فقال له كيريلوف هى تعاسة الديك حين يزداد لحمة.

وكان كيريلوف يقصد أن ألاثرياء لهم تعاستهم الخاصة وهى تعاسة مبتذله بخلاف تعاسة البسطاء، كان الحوار بين أبناء الطبقتين ينم عن عداوة مسبقة حيث اعتبر الطبيب أن ايوجين رجل وقح وامرأته كذلك بل وكل طبقته لا يقدرون أوجاع البسطاء من الطبقتين المتوسطه أو الفقيرة، بينما كان أبو حين يعتبر أن دور الطبيب هو خدمته وان زوجته ما كان لها أن تهرب مع مهرج وضيع هو بلا شك من أبناء الطبقة الفقيرة.

وهنا نقول إن تشيخوف أراد أن يشعل شمعة كبيرة أمام ظلام النفوس وتشيخوف هنا لم يكن مع طبقة دون طبقه بل وضح كيف يرى أبناء الطبقات بعضهم بعضا، ربما كان الحادث فرديا لكن الرجلين أرجعا الأمر إلى الطبقية انتهت قصة تشيخوف بكريلوف فى عربة السيد مع الخادم كى يوصله إلى زوجته المكلومه وابنه الميت بينما أبوجين يمتطى جوادا ليسير فى طريق ٱخر ليبحث عن ذاك المخرج الذى غوى زوجته.