رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أغرب مواقف الحج.. «مظاهرة وهتافات.. سرقة الحجر الأسود.. وانقطاع المصريين»

الحجر الأسود
الحجر الأسود

منذ 1441عامًا على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، أنتظم حج المسلمين للمسجد الحرام، إلا أن هناك بعض المواقف الغريبة التي تحدث من وقت لأخر تحتفظ بها ذاكرة التاريخ.

القرامطة وسرقة الحجر الأسود
من المواقف الغريبة، التي منعت المسلمون من الذهاب للحج، ما يعرف في التاريخ الإسلامي بفتنة القرامطة نسبة إلى الدولة القرموطية والتي انشقت عن الدولة الفاطمية، ووصفت الحج بانه عمل من أعمال الجاهلية، وبحسب ما جاء في كتاب تاريخ الإسلام الذهبي انه في عام 317هجرية:"وقف أبو طاهر القرمطى، منشدًا على باب الكعبة يوم الثامن من ذى الحجة سنة 317 هجرية، داعيًا سيوف أتباعه أن تحصد حجاج بيت الله قتلًا ونهبًا وسفكًا، فى الوقت الذى كان يشرف هو بنفسه على هذه المجزرة المروِّعة وينادى أصحابه "أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود" ويومها تعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم سيوف هذا الطاغية من كل جانب، واختلطت دماؤهم الطاهرة وأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة، حتى زاد عدد من قتل فى هذه المجزرة عن 30 ألفا، دفنوا فى مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة"، وقد سرق القرامطة الحجر الاسود من الكعبة وغيبوه 22 عامًا.

الوباء
لم يكن سرقة الحجر الاسود الموقف الغريب الوحيد للحج وإنما توقف موسم الحج فوفقًا لما ذكره ابن كثير فى كتابه "البداية والنهاية"، أنه في سنة 357 هجرية، ظهر داء الماشرى وانتشر فى مكة، فمات به عدد كبير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش، ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج.



انقطاع الحجيج المصريين
لم تكن الدولة الفاطمية في سائر عهدها دولة استقرار ورخاء وإنما شهدت العديد من الأزمات منها ما حدث في 419 هجرية، وفي عهد الخليفة العزيز بالله الفاطمي لشدة الغلاء ولم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل مصر، وفى سنة 421 هجرية تعطل الحج أيضا سوى عدد قليل من أهل العراق ركبوا من جمال البادية من الأعراب ففازوا بالحج، وفى سنة 430 لم يحج أحد من العراق وخراسان، ولا من أهل الشام ولا مصر.

حادث الإيرانيين في مكة
في عام 1987ميلاديًا1407 هجرية وقعت أحداث شغب في الحرم المكي حينما تجمع عدد من الحجاج الإيرانيين بتشكيل مسيرة صاخبة أشاعت الفوضى وتسببت في اضطرابات بين الحجاج، وتدخل بعض الحجاج للتفاهم مع قمدمة المسيرة، وألحوا عليهم في رجائهم لإفساح الطريق أمام النساء والأطفال المحتجزين في سياراتهم إلا أن الإيرانيين أصروا على مواصلة المسيرة وسط هتافات، وتوجه المتظاهرون إلى بيت الله الحرام وأخذوا يدفعون الحجاج بالقوة والعنف
قوات الأمن السعودية حاولت منع الحجاج من الاصطدام بالإيرانيين المتظاهرين حرصا على سلامتهم ودرءا للشرور، فما كان من المتظاهرين إلا أن هاجموا رجال الأمن بالعصي والمدى والحجارة واعتدوا عليهم، وعندها صدرت الأوامر لسلطات الأمن المختصة بالتصدي للمسيرة فورا ورفضها وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.
أغلق الإيرانيون منافذ الطرقات وعرقلة مسالك المرور وحالت دون تمكن الحجاج في مكة المكرمة من الحركة وأدي التدافع الاشتباكات إلى مقتل 402 شخصًا: 275 حاجًاّ إيرانيًا، 42 حاجًا من جنسيات أخرى، و85 رجل أمن سعودي.