رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي ونظيره المجري .. ما الدلالات والخلفية ؟

وزيرا الخارجية الإسرائيلي
وزيرا الخارجية الإسرائيلي والمجري

التقى وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي مع نظيره المجري بيتر سيارتو أمس، واتفقا على فتح الأجواء أمام حركة الطيران بين إسرائيل والمجر، وناقش الاثنان التعاون في مكافحة فيروس كورونا المستجد وفي نهاية الاجتماع أشار "أشكنازي" إلى أنه "اتفقنا على العمل معاً لفتح السماء والسماح للإسرائيليين بزيارة المجر والعكس بالعكس بمجرد أن تسمح الظروف بذلك".

من جانبه قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو : "إذا كانت هناك منافسة بين لقب على الدولة الأكثر تعرضا للهجوم من قبل المنظمات الدولية أو وسائل الإعلام الرئيسية فإن المجر وإسرائيل في المراكز الثلاثة الأولى بالتأكيد"، وأشار "سيارتو" إلى أن العلاقات بين الدولتين"لم تكن أفضل من أي وقت مضى كم هي الآن ، ولكن يجب على المرء أن يدرك أن هناك قوى تريدنا أن نتنازع".

وتحدث "سيارتو" عن خطة ترامب وقال "أنها أفضل فرصة على الإطلاق لتكون قاعدة للتقدم نحو السلام والأمن"، وهذا "علينا دعم المفاوضات على أساس الخطة، على أمل أن تشارك فيها جميع الأطراف" مضيفاً، ستستمر المجر في إلتزامها تجاه إسرائيل واتباع نهج عادل تجاهها في المنظمات الدولية. ولن ندعم أبدا القرارات المعادية لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة، ولن تقبل أحكام محكمة لاهاي ، تتفهم المجر موقف إسرائيل بأن هناك فرصا مهمة مهمة حالياً، وخاصة خطة ترامب ".

كيف يمكن تفسير موقف المجر من إسرائيل ؟

رئيس وزراء "المجر" فيكتور أوربان يتعرض لانتقادات كثيرة لاتهامه بالعنصرية ومعاداة السامية، المجر ذاتها كانت تكره اليهود في الماضي، وتعاونوا مع النازيين للتخلص منهم، ولكن ثمة أمور اختلفت الآن، فالإسرائيليين الحاليين في نظرهم ليسوا هم يهود الماضي، وبناء على ذلك فإن كراهية اليهود القديمة لا تسري عليهم، إضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل هي دولة نموذجية في نظرهم؛ لأن البيض في أوروبا وخاصة في الجانب الشرقي من القارة يتخذوها كنموذج في كيفية التعامل مع الأجانب الأفارقة والمسلمين.

رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان كان يدير حملة لإنشاء سور يعزل أوروبا المسيحية، البيضاء والقومية، عن العالم غير الأوروبي المليء بالفقر والمهاجرين، بالنسبة للمجر، إسرائيل هي نموذج يحتذى به، وبالنسبة لإسرائيل فإن المجر، تشكل لها بوابة خلفية للاتحاد الأوروبي، أو بشكل أدق، أوروبا الغربية التي تسبب "صداع" لإسرائيل في المنظمات الدولية.

خلال السنوات العشرة الأخيرة عمل نتنياهو على توطيد علاقاته مع أوروبا الشرقية لإقامة توازن مع أوروبا الغربية التي تنتقده، حتى يكن من الصعب تمرير قرارات ضد إسرائيل في الاتحاد الأوروبي.