رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المومياء


كمان، المشروع اللى فى ذهن شادى عبدالسلام، لازم يكون بـ لغة عربية فصحى، حاجة تدى جلال لـ الموضوع، وإيقاعها يتناسب مع إيقاع الصورة اللى فـ خياله، وهكذا وهكذا. من نص الستينيات، بدأ المشروع اللى عايزه شادى يتضح، هو قرا عن ملابسات اكتشاف مومياوات الدير البحرى، فى نص القرن الـ ١٩، وعلاقة القبيلة اللى كانت بـ تتاجر فى الآثار بـ الموضوع.
أول حاجة عملها، إنه كتب قصيدة شعر حديث، مكونة من ٤٠ سطرًا، على لسان الغريب «شخصية فى الفيلم»، ثم بدأ يكتب السيناريو، فى الأول، فكر إنه يعمل مواءمة بين اللى هو عايزه، وأفلام السوق وقتها، ويعمل فيلم واقعى تقليدى، سماه «دفنوه مرة ثانية».
بعدين، حس إنه مش هـ ينفع يعمل كدا، كتب السيناريو مرة تانية، وسماه «ونيس»، بعدين قال مابدهاش، وبدأ يعمل الكلام اللى شفناه، اللى هو مش فيلم بـ مفهومنا، إنما معرض فن تشكيلى متحرك، حرفيًا الكلام دا، كلنا عارفين، إنه رسم كل كادر فيه قبل تصويره، وكتب القصة والسيناريو والحوار.
بس لما كتب الحوار، ما كتبوش بـ اللغة العربية، كتبه بـ الفرنسية، اللى نقل الحوار لـ الفصحى كان علاء الديب، صاحب تعبير «عصير الكتب» الأصلى، كان شادى شاف ترجمات لـ علاء، وشاف إنه هو الشخص المناسب لـ الحوار، بس مش مكتوب إنه علاء مترجم الحوار، إنما هو مترجمه، ودا سبب إضافى إنه الحوار يتكتب بـ الفصحى، مش بـ العامية.
عمومًا، حكاية رسم الفيلم قبل تنفيذه، خلت أهم حد اشتغل مع شادى فى الفيلم، هو عبدالعزيز فهمى، فهمى كان مدير التصوير، وفيه ناس بـ تشوفه، أهم مدير تصوير حصل فى تاريخ مصر السينمائى، عن نفسى بـ أحمل له تقدير كبير، خصوصًا فيما يتعلق بـ التعامل مع الضوء.
عبدالعزيز بدأ مشواره بدرى، فى التلاتينيات، وكان من الداعين لـ تأسيس معهد السينما، وفضل يدرس فيه، من تأسيسه لـ حد ما مات سنة ١٩٨٨.
بـ التالى، هو أستاذ لـ كتير من مديرى التصوير بعده، مهمة فهمى فى المومياء كانت صعبة، هو قدامه سكتشات مرسومة، وهو مطلوب منه يحولها لـ كادرات، تحقق المطلوب منها، بـ إمكانيات أواخر الستينيات الضعيفة، لكنه عمل شىء نادر الحقيقة.
كتير مش بـ يحبوا «الفيلم»، أنا كمان ماليش تقل عليه، إنما دا ما يمنعش، إنه المنتَج اللى طلع كان مبهر.
بعد مدير التصوير، ييجى الديكور، مين هـ يعمل الديكور غير تلميذ شادى وصديقه، ورئيس جمعية أصدقاء شادى عبدالسلام، المهندس، اللى ما لحقش كلية الهندسة، عشان يبقى مهندس معمارى، فـ قالوا له إنه معهد السينما، فيه قسم لـ هندسة الديكور، فـ دخل المعهد، ومنه على البلاتوهات ما سابهاش، صلاح مرعى.
يساعد صلاح مرعى شاب تانى، هو أنسى أبوسيف، مع فريق مكون من تسع شبان، شغلتهم إعداد نسخ مطابقة لـ الآثار المكتشفة، فى حملة مومياوات الدير البحرى.
طبعًا، آخر حاجة ممكن تفكر فيها، وإحنا بـ نتكلم عن المشروع دا، هو طقم الممثلين، أكيد مش هـ يتعمل بـ نجوم الصف الأول، ولا التانى حتى، هو مش باصص على شباك التذاكر، شادى نفسه صرح فى التليفزيون، قبل عرض الفيلم، إنه مش مستنى أى نجاح جماهيرى، وحتى لو ما قالش، مش محتاجة فكاكة.
إنما جهة الإنتاج برضه، مش هـ تعمل الفيلم، من غير اسم «نجم»، فـ مؤسسة السينما، رغم موافقتها على إنتاج المشروع لـ شادى عبدالسلام، بـ اعتباره رئيس قسم الفيلم التجريبى فى الوزارة، علقت موافقتها، على إنه يجب ولو اسم لـ نجم سينما، ودى كانت العقبة، بس حلتها بولا شفيق، خلينا نشوفها بقى فى مقال تانى.