رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأزمة الليبية».. كيف تتحرك جميع الأطراف لوقف العدوان التركي؟

الأزمة الليبية
الأزمة الليبية

تتحرك جميع الأطراف الإقليمية والدولية من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية حاليًا وسط تصاعد التهديدات العسكرية التركية والتي تعمل على زعزعة استقرار المنطقة. وترصد "الدستور" في التقرير التالي كيف تتحرك الأطراف دوليًا وإقليميًا:


- البرلمان الليبي يثمن دور مصر في حل الأزمة الليبية

ثمن البرلمان الليبي دور مصر قيادة وشعبًا في الوقوف مع الليبيين في محنتهم، مؤكدًا على حق الليبيين في الدفاع عن أنفسهم، تزامنًا مع تأكيد وفد القبائل الليبية فور وصولهم إلى القاهرة مساء الأربعاء، على دور مصر العربى واحتياج ليبيا لها في صد العدوان التركي الغاشم.

وقال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، فور عودته إلى أرض الوطن بعد انتهاء رحلته التي وصفت بـ"الناجحة" إلى إيطاليا، الأربعاء، إن الشعب الليبي له الحق الكامل في الدفاع عن نفسه وأرضه ضد التدخل الأجنبي بجميع الوسائل المتاحة، مضيفًا نود أن نعبر في السياق، عن امتنان وتقدير الشعب الليبي ومجلس النواب لما قدمته جمهورية مصر العربية والرئيس عبدالفتاح السيسي من دعم لليبيا وشعبها لمواجهة جميع الأخطار المحدقة ببلدينا في تجسيد للتضامن العربي.

وأكد صالح بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للبرلمان، دعم مجلس النواب لجهود الاتحاد الأوروبي للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية بما في ذلك انتهاك حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا الذي تقوم به تركيا الآن، مشيرًا إلى التزام مجلس النواب بمخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة.

ودعا، الجميع إلى عدم القيام بأي أعمال تؤدي إلى تفاقم النزاع أو تتعارض مع قرار حظر توريد الأسلحة ووقف إطلاق النار بناءً على قرارات مجلس الأمن الدولي بهيئة الأمم المتحدة بما في ذلك توريد المعدات العسكرية واستئجار المرتزقة، وحث في الختام إلى ضرورة وقف الدعم لجميع الأفراد والجماعات الإرهابية.
- مشايخ ليبيا يصلون للقاهرة ويؤكدون دعمهم للتصدي للغزو التركي

بالتزامن، قال رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا محمد الصباحي، إن وصول وفد القبائل الذي يمثل كل القبائل الليبية للقاهرة، جاء تأكيدًا لدور مصر في حماية الأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة جاءت لتأكيد دعم القبائل للتصدي للغزو التركي.

وعبر "الصباحي"، في عدة مداخلات إعلامية فور وصول طائرة الوفد الليبي لمطار القاهرة، عن ثقة الليبيين في أن الزعيم عبدالفتاح السيسي سيضع حدًا للتدخلات التركية في ليبيا وحماية الأمن القومي العربي، موجهًا كل الشكر والتقدير للرئيس السيسي والتأكيد على الدعوة من الليبيين لاتفاقية الدفاع العربي المشترك والدفاع الثنائي بين مصر وليبيا.

وأشار إلى أن مجلس النواب الليبي أكد أهمية الدعم المصري للقوات المسلحة الليبية ضد المستعمر التركي الذي ظهرت نيته في السيطرة على ليبيا، والاستيلاء على خيراتها لمعالجة أزمته الاقتصادية، منوهًا إلى أنه على الرغم من الظروف خرج آلاف الليبيين لدعم الجيش الليبي ولدعم المبادرة المصرية ودعوة مجلس النواب الليبي للقوات المسلحة المصرية بالتدخل لحماية أمن ليبيا.

وفي ذات السياق، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا عبدالكريم العرفي، إن زيارة الوفد إلى مصر تأتي فى إطار تأكيد العلاقة التاريخية المتينة بين القبائل الليبية والقبائل المصرية، وإرسال رسالة للعالم بأن الشعوب العربية هي الأقرب لبعضها أكثر من أي علاقة تربط العرب بغيرهم، مضيفًا، أن المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا حدد موقفه منذ بداية التدخل التركي واجتمع في مدينة ترهونة 7000 شيخ من مشايخ القبائل منذ شهر فبراير الماضي تحت شعار (حي على الجهاد) وأصدروا بيان لمقاومة الغزو وتلاه الكثير من البيانات التي تدعو إلى وقوف القبائل ضد الغزو التركى.

وأوضح "العرفي"، أن الوفد يدرك أن علاقة الشعبين المصرى والليبى ببعضهما غير مبنية على أي طلب، وإنما على انتماء ومصير متلاحم يتأثر بكامله عندما يتعرض أى منهما للخطر، مؤكدًا أن المجلس دعا القبائل للتطوع لمقاومة الغزو وبالفعل القبائل فتحت سجلات التطوع وهناك الكثير من المتطوعين الذين انخرطوا في الاستعداد للمعركة.

- استمرار استنفار الجيش الليبي في محيط سرت

إلى هذا، ومع استمرار حالة الاستنفار العسكري في محيط مدينة سرت الليبية واستمرار وصول التعزيزات العسكرية على تخوم المدينة التي تشهد هدوءً منذ أكثر من شهر ويترقب محيطها بداية معركة طاحنة في ظل إصرار معسكر الوفاق وتركيا التقدم نحوها حسب ما تفيد المعلومات، أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب، أن المعركة المقبلة قد لا تقتصر على سرت والجفرة، وإنما يمكن أن تمتد إلى طرابلس أو مصراتة أو أي خطوط إمداد تركية.

وأضاف "المحجوب" في تصريحات لـ "سكاي نيوز" عربية، مساء الأربعاء، أن تركيا تحاول حشد أكبر عدد ممكن من المرتزقة للهجوم على سرت، كاشفًا عن أن أنقرة بدأت بإرسال طائرات مسيرة للاستطلاع فوق مدينة سرت ولكن تصدى لها الجيش.

وأشار إلى أن مليشيات حكومة فايز السراج انتهت عندما وصلت قوات الجيش إلى طرابلس ومن يواجههم الجيش الآن هم مرتزقة سوريين بدعم تركي، مشددًا على استعداد قوات الجيش الليبي لمعركة سرت التي وصفها بـ "المصيرية"؛ لأنها تمثل قوت الليبيين، وفق قوله.

وذكر القيادي بالجيش الليبي، أن الجيش لديه أسلحة لم يتم الإفصاح عنها لتأمين الأجواء فوق قوات الجيش على محاور القتال، وأن تركيا تعيد حساباتها كونها لا تعلم لأي مدى قد تصل التطورات، منوهًا إلى أن التطورات العسكرية قد تؤدي لتغيير في المسار السياسي.

وكان الجيش الليبي أمس اتخذ خطوات استباقية في تأمين السماء ومنطقة الأمان الجوي من الجفرة إلى سرت بمنظومتي دفاع متطورة وهي إس 300 وبوك، بهدف حماية الأراضي الليبية من الطيران المُسير التركي.
- تركيا تستمر في العدوان ونقل المرتزقة والأسلحة

وبالتزامن، أفادت معلومات مصحوبة بصورًا ملتقطة بالأقمار الصناعية، بأن تركيا نشرت طائرات مسيرة من طراز بيرقدار حول القاعدة الجوية مصراتة، تمهيدًا للعملية العسكرية المرتقبة في سرت، مشيرة إلى أن القوات التركية ومعسكر الوفاق الموالية لها، أنشأت خلال الأسابيع الماضية ملاجئ في جنوب القاعدة الجوية، لتستخدم في العملية المرتقبة بسرت والهجوم على قاعدة الجفرة.
- حفتر يمنح فرصة أخيرة لتدخل أمريكي لوقف إطلاق النار

في غضون ذلك، قالت مصادر غير رسمية، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر التقى بمقره في الرجمة الأربعاء، بوفد عسكري وسياسي أميركي، وصفته مصادر مقربة من حفتر، بوفد "الفرصة الأخيرة"، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفة أن الوفد الاميركي قدم لحفتر مقترحًا بإخلاء منطقة الهلال النفطي الحيوية من أي قوات عسكرية، وإشراف قوات أوروبية عليها برعاية الأمم المتحدة.

وفي الوقت ذاته، نقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر ليبية مطلعة، إن زيارة الوفد الأمريكي للرجمة، جاءت وسط مفاوضات سرية تجري حاليًا بين عدة أطراف إقليمية ودولية لإقناع حفتر، ومن وصفتهم بحلفائه الروس، بالتراجع عن سرت إلى مدينة أجدابيا، مقابل عدم إقدام معسكر الوفاق المدعومة تركيا، على شن هجومها الذي تحضر له منذ بضعة أسابيع للسيطرة على منطقتي سرت والجفرة