رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سرق منه دور «بهجت الأباصيري».. قصة العداء التاريخي بين عادل إمام ومحمد صبحي

عادل إمام ومحمد صبحي
عادل إمام ومحمد صبحي

حين كان محمد صبحي طالباً في معهد الفنون المسرحية استعد طويلاً لتجسيد شخصية «بهجت الأباصيري» في مسرحية «قصة الحي الغربي» (إنتاج 1975)، كان طامعاً في الدور، وحاول بكل جهده لاقتناصه، لكن هناك مَن انتزعه منه في النهاية.. كان عادل إمام.

وهنا، بدأت الحرب الكبرى بين النجمين. حرب مكتومة وسريّة لا يبوح بها أحدهما، لكنها ساهمت في تشكيل عقدة الزعامة لدى الطرفين. العقدة التي أبعدتهما عن بعضهما، إذ لم يجمعهما أي عمل فني طوال تلك السنوات.

كان عادل إمام معروفاً بدهائه الشديد وخوفه من نجاح أحد ربما يطغى على قصته، التي بدأها بنجاح «مدرسة المشاغبين»، ففي مسرحية «قصة الحي الغربي»، قررت الشركة المنتجة الاستعانة بجميع «المشاغبين»، لكن عادل إمام رفض المشاركة، ثم سمع أخباراً عن مفاوضات مع محمد صبحي ليحلّ محله.

وكان صبحي قد انتهى حينها من مسرحية «انتهى الدرس يا غبي» محققاً نجاحاً كبيراً ما أثار قلق عادل إمام، الذي قرر أن يقبل دوراً لم يعجبه، خوفًا من أن يضيف شيئاً لمسيرة صبحي.

ربما كان ذلك تهديداً لعادل إمام، تسريب غرضه أن يقبل الدور، فكان معروفاً أنّه لا يحب تمرير أي عمل لصبحي، الذي كان صاعداً بقوة في ذلك الوقت. فعلها معه بعدها حلمي رفلة، حين عرض عليه سيناريو، رفضه عادل، فهدده قائلًا: «تمام، كده هيروح لمحمد صبحي».

على الجانب الآخر، كان صبحي يعتبر عادل إمام نجماً كبيراً، لكنه لا يقدم شيئاً حقيقياً أو مهماً، أمَّا هو، من وجهة نظره، فيقدم فكرةً وقصةً وشيئًا يستحق المشاهدة يأتي الناس ليشاهدونه.

كان صبحي يعتبر نفسه مهماً في تاريخ المسرح، يعمل على تطويره، بينما عادل إمام مؤدٍ مضحك، يبسط الجمهور لساعة او اثنتين، ثم ينساه بمجرد الخروج من المسرح، لكن الجمع بينهما في عمل واحد، وفقًا لصبحي، «مستحيل»: «أنا وعادل إمام نسير في اتجاهين معاكسين، عادل له طريقته وتركيبته وفلسفته التي تختلف عن فلسفتي، ولا أعتقد أن الطريقتين يمكن مزجهما».