رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقع إيطالي: أردوغان أغرق ليبيا بالإرهاب ويريد تقسيمها

أردوغان
أردوغان

حلل موقع «جلوباليست» الإيطالي السياسة التي ينتهجها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعن الدوافع وراء تدخلاته الخارجية، ودعمه قوات الوفاق بالمرتزقة والجماعات المتطرفة.

ولفت المقال، الذي نشره الموقع الإيطالي، إلى أن أردوغان أغرق ليبيا بالآلاف من الميليشيات الإرهابية الذين ارتكبوا جرائم بشعة في سوريا، مشيرًا إلى أنهم عملوا تحت قيادات القاعدة أولًا ثم تحت قيادة «سلطان أنقرة» لاحقًا، في إشارة إلى أردوغان الذي يطالب بمغادرة المرتزقة من ليبيا، وفي الوقت نفسه يدعو المجتمع الدولي لدعم حكومة الوفاق التي تعتمد على الميليشيات التي يرسلها هو إلى ليبيا، ويتهم القوى الوطنية الليبية بجرائم حرب، وهذا هو ملخص موقف الرئيس التركي من ليبيا.

وتابع المقال أن أردوغان يلعب دورًا مركزيا في الأزمة الليبية، ليس فقط لدعم السراج ضد حفتر، ولكن لخدمة أهداف تركيا التوسعية الواضحة، وهي احتلال موارد الطاقة في طرابلس والبحر الأبيض المتوسط.

كما أكد أن تركيا تسعى لأن تكون موجودة بشكل متزايد في الأراضي الليبية، وأن «غزو» ليبيا هو جزء من خطة الإمبراطورية العثمانية الجديدة.

ونوه المقال بأن ما يحدث في ليبيا هو «التقسيم الكبير» بين «السلطان والقيصر» حيث الروس والأتراك مستعدون لمشاركة ليبيا وممارسة نفوذهم المتزايد في غرب البحر الأبيض المتوسط، ويستدل على ذلك من خلال المناورات الجوية البحرية التركية قبالة الساحل الليبي ونشر طائرات روسية في قاعدة الجفرة التي حلت محل مجموعة فاغنر.

وفي السياق نفسه، تريد تركيا الاستقرار في طرابلس، وتهدف موسكو إلى القيام بذلك في برقة، ولكن بعد أشهر من الحملة العسكرية سحبت روسيا دعمها من خلال قرارها التفاوض على الأصول المستقبلية للبلاد ومناطق النفوذ مع أنقرة.

وبحسب موقع الدراسات الإيطالي «ISPI» فإن هناك قضايا تجعل كلا من تركيا وروسيا متورطتين في ليبيا، فبينما تريد روسيا وقف تقدم قوات طرابلس قبل أن تصل إلى سرت وفوق كل شيء تأمين موقع عسكري في برقة، تريد تركيا من موقع قوتها تأمين قاعدة الوطية وميناء مصراتة.

وتحولت ليبيا إلى حرب بالوكالة حيث الجهات الفاعلة الخارجية والإقليمية والعالمية، حددت سيناريوهاتها والتنازلات المحتملة.

وأكد المقال أن ليبيا أصبحت دولة يسيطر عليها «أرباب السياسة» الذين تحولوا فعلًا إلى قادة الفصائل، حيث يتاجرون بالمرتزقة من خلال وعود كثيرة، ثم يطلقون النار على المهاجرين الذين لا يحترمون الأوامر، أو الذين يصبحون عائقا لعمليات أخرى عن طريق البحر، ومرة أخرى أصبحت المنطقة تحتوي على 300 مجموعة مسلحة، كثير منهم يعمل لصالح عصابات التهريب أو يعمل في خدمة القوى الخارجية.

واختتم المقال بوصف ليبيا بـ«صومال جديد» على أبواب إيطاليا، حيث تبرز «دبلوماسية الأسلحة» في ليبيا ما بعد القذافي، مشيرًا أيضًا إلى تكرار السيناريو السوري هناك حيث يتحكم بالمنطقة من لا يهتمون بالتأكيد بحقوق الإنسان والشعب الليبي.