رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بداية «الصوفية» في مصر: رفعنا الراية الخضراء وعشقنا آل البيت

الصوفية في مصر
الصوفية في مصر

الصوفية هي إحدى الطرق للتقرب إلى الله، وهي في تعريفها البسيط وفقًا لما أجمع عليه العلماء والمتخصصون، نزعة الفرد إلى الزهد وشدة العبادة والتقرب إلى الله عز وجل.
وللمصريين طبيعة خاصة في التعامل مع ملف التصوف، فمنذ الفتنة الكبرى كانت مصر محطة وصول لعدد من آل البيت، وتعلق المصريين بهم، وبنيت مساجد بها أضرحة لعدد من آل البيت كالإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وكذا تعلق المصريين ببعض الزاهدين "المتصوفين" ومن أطلق عليهم المصريون "أصحاب الكرامات" مثل السيد أحمد البدوى وأبوالحسن الشاذلي والسيد أحمد الرفاعي وعبدالرحيم القنائي، وغيرهم.

وكانت بداية الصوفية فى مصر ما بين 200 إلى 300 هجري، حيث توافد بعض الأئمة والزهاد إلى مصر وتعلم منهم المصريون، وهناك خلاف حول بداية الطرق الصوفية وأصلها، فالبعض يرجع بداية الطرق الصوفية في مصر إلى العراق، وبالتحديد الطريقة الرفاعية والتي تعود للشيخ أحمد الرفاعي وتأسست في العراق، ثم انتقلت هذه الطريقة إلى مصر عبر أبي الفتح الواسطي أواخر القرن 6 ھ، وأنشأ رباطًا له ولمريديه بالإسكندرية عرف برباط الواسطي، واستمر نشاط هذه الطريقة بمصر خلال عصر المماليك وانتسب إليها الكثير من أفراد المجتمع المصري.

واخرون ينسبون بداية التأسيس الصوفي في مصر إلى الشيخ أحمد البدوى، الذي ولد بالمغرب عام 569هـ وتوفي في مدينة طنطا عام 675هـ، وتنسب إليه الطريقة البدوية، إلا أن الاثنين من أحد أقطاب الصوفية الأربعة، وهم "أحمد البدوي، وأحمد الرفاعي، وإبراهيم الدسوقي، وعبدالقادر الجيلاني".

ووصل عدد الطرق الصوفية في مصر إلى 77 طريقة تجد مريدوها وأبناؤها يتجمعون في عشرات المناسبات بين مولد الإمام الحسين والسيدة زينب إلى مولد أبوالحسن الشاذلي والسيد البدوى وغيرها من مولاد آل البيت المرتبطة بأضرحتهم في ربوع مصر، وترجح بعض التقديرات وصول أعداد مريدي الطرق الصوفية إلى ما يقرب 15 مليونا.