رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السعادة قرار


جاء فى إحدى الأساطير القديمة
أن إبليس أقام وليمة للشياطين، لبحث طريقة لإخفاء أغلى ما يبحث عنه الإنسان،
اقترح شيطان وقال:
- نسرق ثروته.
رد إبليس:
- بل نزيدها حتى تكثر مشاكله وبالتالى تزيد شقاوته.
قال آخر:
نسرق عقله!
رد إبليس:
عقله وكيف يحس بتعاسته؟
قامت شيطانة شمطاء وقالت:
يا إبليس يا عدو كل خير، السعادة هى الهدف النهائى لكل إنسان، دعنا نسرق سعادته!
وافق إبليس بعد أن تأكد من صحة قولها.. وسرقوا سعادة الإنسان. وهى فعلًا أغلى ما عنده
فظهرت لهم مشكلة أخرى وهى:
أين يخبئون السعادة حتى لا يعثر الإنسان عليها؟
قال شيطان:
فى أعماق البحار.
وقال آخر:
فى أقاصى الأرض.
رد عليهما إبليس:
كلها بضع مئات من السنين، حتى يخترع الطائرة والغواصة عابرتى القارات وقد يعثر على السعادة.
هنا قامت نفس الشيطانة وقالت:
يا إبليس.. يا صاحب كل شر، حتى لا يعثر الإنسان المنكود على سعادته.. خبئها فى مكان لا يخطر على باله!
خبئها فى أعماق قلبه!
سيبحث عنها فى الثروة ولن يجدها، وفى الشهرة ولن يجدها، ومع الجنس الآخر ولن يجدها، لأن السعادة فى داخله وليست خارجه!
انحنى إبليس لهذه الشيطانة وألبسها جمرًا من النار مكافأة لها
ومنذ ذلك التاريخ، والإنسان يبحث عن السعادة فى كل مكان إلّا فى أعماقه ودواخله.
عزيزى القارئ أنت الشخص الوحيد الذى يصنع سعادته. السعادة لا تُمنح، إنما تُصنع، الرضا سعادة، الحب سعادة، العطاء سعادة، الصداقة سعادة، الصحة سعادة، الضحكة من القلب سعادة.
الخلاصة أن السعادة قرار وأنت الوحيد الذى تقرر أمر سعادتك أو شقائك، ابحث داخلك عما يسعدك واصنع سعادتك بيدك، السعادة قرار.
والسعادة الحقيقية تكمن فى قربك من الله المحب الودود الرحمن الرحيم.. لذلك قال القديس أغسطينوس وهو يخاطب الله: يا الله سيظل قلبى مضطربًا إلى أن يجد راحته وسعادته فيك. ظللت كثيرًا أبحث عنك وعندما وجدتك.. وجدتك فى داخلى.