رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الداء والدواء».. آمال النجاة تداعبها أيادي المختصين في تجهيز لقاحات كورونا

لقاح كورونا
لقاح كورونا

انتظر الشاب الثلاثيني محمد عبدالسلام، قرابة الـ48 ساعة ليتحرك نحو إحدى المستشفيات التي خصصتها الدولة لعمل تحاليل من يشكون في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، تحرك الشاب ومعه اثنين من أهله فور مستشفى إمبابة العام، ليتم فحصه وعمل الإجراءات الطبية اللازمة.

ساعات قضاها محمد عبد السلام، داخل أروقة المستشفى، كلٌ يحدثه بأهمية العزل وأهمية تناول البروتوكول العلاجي الذي أعلنت عنه وزارة الصحة المصرية قبل أسابيع قليلة، ليكون أمامه صراع كبير نحو الحصول على "علاجه".

عبد السلام، واحد من عشرات الآلاف المصريين الذين يقاومون الفيروس من داخل منازلهم، يشاهدون التصريحات الرسمية بأهمية الحصول على أنواع محددة من العلاج لكي يكون أمامه فرصة في النجاة والسيطرة على الفيروس اللعين.

حسام حسني: النتائج الأولية لدراسات أدوية كورونا مبشّرة

قبيل أيام أكد الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، أنه لا يمكن أن نقول إن مصر تجاوزت الذروة، لأن الأمر يحتاج إلى استقرار الأرقام لمدة أسبوع كامل، مناشدًا المواطنين بضرورة الاهتمام بالإجراءات الاحترازية المشددة من أجل محاصرة الفيروس، منوهًا أن هناك دراسات مصرية تجرى حول أدوية ولقاحات خاصة بالفيروس، والنتائج الأولية لها جيدة للغاية واقتربنا من إنتاج تلك الأدوية.

حديث الدكتور حسام، جعل "الدستور" تفتح ملف صناعة الدواء في مصر، وآخر المستجدات العلاجية وجهود الجهات المعنية في مصر وآراء المختصين حول إمكانية التوصل محليا إلي لقاح او علاجات حاسمة أو توفيرها محليا لوقف انتشار هذا الوباء.

رئيس غرفة صناعة الأدوية: نتائج مبشرة بعد البدء في تجهيز لقاحات الفيروس

البداية كانت بالحديث مع الدكتور علي عوف رئيس غرفة صناعة الأدوية، الذي أكد في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أنّه يجرى الآن في المركز القومي للبحوث، ومتابعة وزارة التعليم العالي، أخذ عينات من سلالة الفيروس داخل مصر، وبدأ تجهيز لقاحات الفيروس، وأدت إلى نتائج مبشرة للغاية.

وتابع "عوف"، أنّه لم يعلن حتى الآن أي علاج للفيروس، لكنه سيطرح قريبًا، وتجتهد المعامل لطرح تطعيم مضاد للفيروس لكي يكون هناك مقويات للمناعة تساهم بشكل قوي في عدم الإصابة بالفيروس.

وكانت هيئة الدواء المصرية قد حذّرت من استخدام أي أدوية بعدما تم تداول أخبار بشأن تناول أدوية الكورتيزون لمرضى كورونا، إذ أوضحت الهيئة، أن مستحضر "ديكساميثازون" ما زال في مرحلة الاختبارات والدراسات السريرية، ولم يثبت فاعليته حتى الآن.

وبحسب ما أكده الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، فإن أول لقاح أثبتت التجارب فاعليته للوقاية من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" سيكون متاحا في الأسواق في سبتمبر المقبل، منوهًا أن اللقاح أنتجته شركة متعددة الجنسيات سويدية بريطانية، وستقوم بإنتاج 400 مليون وحدة تطعيم من الفيروس.

مسؤول بمستشفى عزل: "رمديسفير" يساعد في تخفيض فترة العزل الصحي

في الوقت نفسه تواصلت "الدستور" مع أحد المسؤولين عن مستشفيات العزل، الدكتور سامح محمد، والذي أكد أنّ وزارة التعليم العالي والمركز القومي للبحوث تتابع باستمرار التجارب حول علاج للفيروس في المعامل، ولم يثبت فاعلية أي علاج حتى الآن، لكن يوجد بعض العقاقير مثل "هيدروكسي كلوروكين" أثبتت دراسة فاعليته، وهذا ما أكده بناءً على تجربته الشخصية في التعامل مع المرضى داخل مستشفيات العزل على مدار الثلاث أشهر الماضية.

وأضاف خلال حديثه مع "الدستور"، أن نسبة 26% التي لم تتناول العقار توفت، مقارنة بنسبة 13% من المرضى الذي تناولوا العقار، كانت تلك الدراسة قد أجريت من قبل نظام هنري الصحي مؤخراَ لتثبت فاعلية العقار.

كما أوضح "سامح"، أن عقار "رمديسفير" الذي يتم إنتاجه حاليًا في مصر، لا يساعد في حالات علاج فيروس كورونا، كما هو مشاع على منصات التواصل الاجتماعي، بل إنه يساعد فقط في تخفيض فترة العزل الصحي من 14 يوماَ فيما أقل، وأن باقي اللقاحات التي يتم التعامل بها حاليا ما هي إلا مهدئات للمرض حتى يتم تطوير لقاح فعال يساعد على التخلص من المرض نهائيا.

واختتم "سامح" بأن شركة "راميدا" تخوض تجارب لعلاج الفيروس خلال الفترة القادمة، ولم يعلن عنه حتى الآن.

"راميدا": نعتز بتسخير مواردنا وخدماتنا لخدمة المصريين

عمرو موسى العضو المنتدب لشركة "راميدا"، قال إنه بدأ تصنيع دواء "أنفيزيرام" لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد، ويعد "أنفيزيرام" الدواء المثيل لعلاج "أفيجان" الياباني، الذي يستخدم لعلاج مرضي "كوفيد-19" ويحتوي على المادة الفعالة "فافيبيرافير".

وحصلت شركة "راميدا" في وقت سابق على موافقة وزارة الصحة المصرية لتصنيع عقار "ريمديسيفير"، وهو الدواء ذاته المستخدم في علاج المرضى في الولايات المتحدة الأمريكية، وأثبتت التجارب السريرية نجاح عقار "أنفيزيرام" في السيطرة على فيروس كورونا خلال فترة تتراوح بين 4 أو 6 أيام من استخدامه، وهو ما يبدو أسرع دواء لعلاج المرضى مقارنة بأدوية أخرى مثل "ريمديسيفير" الذي قلل فترة العلاج من 15 إلى 11 يومًا.

وأوضح "موسى"، أن الشركة تعتز بتسخير قدراتها ومواردها في سبيل خدمة المصريين خلال هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها العالم، وأن الدواء "أنفيزيرام" سيتم تخصيص إنتاجه بالكامل للسوق المصري والتصدير إلي الدول الشقيقة.

التعليم العالي: مصر أجريت 22 بحثًا من أصل 40 بحثًا في الشرق الأوسط

وفقا لوزارة التعليم العالي، فإن مصر أجرت 22 بحثا إكلينيكيا من ضمن 30 بحثا أجريت على مستوى قارة إفريقيا، ومن أصل 40 بحثا بالشرق الأوسط وهو ما يوضح تقدم مصر على العديد من الدول.

وبحسب المعهد الوطني للحساسية الأمريكي، فقد أظهرت نتائج تجربة سريرية أجريت على أكثر من 1000 شخص مريض كورونا من الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، تحسّنوا بنسبة 31% أسرع من أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي بعد تناول عقار "ريمديسفير".