رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مخاطر واستغلال وجرائم».. باحثة إيطالية تتحدث عن مأساة ضحايا الهجرة غير الشرعية

الباحثة الإيطالية
الباحثة الإيطالية أوراندا سيرانجيلي

تلك الأمواج العالية التي يواجهونها في رحلة العبور إلى الجانب الآخر من البحر ليست نهاية الألم، فالٱمال التي يحملها المُهاجرون غير الشرعيين في طريقهم إلى أوروبا، تصدمها تحديات كبيرة، تُلقي بهم إلى مصير تُحيطه المخاطر، رغم محاولات الاتحاد الأوروبي لحمايتهم.

«أوراندا سیرانجیلي» إخصائیة اجتماعیة إيطالية، تعمل ضمن أحد مراكز رعاية المهاجرين غير الشرعيين التابعة للاتحاد الأوروبي في مقاطعة فيتيربو، على بُعد 60 كيلو مترا من روما العاصمة، رصدت خلالها حكايات كثيرة من الألم والمخاطر التي تُحيط بهؤلاء الأشخاص، تحدثت عنها لـ«الدستور» في لقاء أجريناه معها عبر برنامج المحادثات عن بعد «Zoom» ترجمه لنا الباحث المصري في الشأن الإيطالي أسامة فوزي.

مركز استضافة المهاجرين الذي تعمل به «سيرانجيلي» الذي يُدار من خلال وزارة الداخلية الإيطالية، جاء كمشروع تجريبي بدأ منذ العام 2015، إلى العام الجاري، يُمول من الصندوق الأوروبي للهجرة، وتُديره وزارة الداخلية الإيطالية.

معايشة آلام المهاجرين
«مهام عملي في المركز، تعتبر في مجال التوثیق الاجتماعي، بمعنى المستندات مثل مستند تصریح الإقامة والتأمین الصحي، وفكرنا كذلك في تأھیلھم للمدرسة ولكن لم نتمكن» بهذه الكلمات بدأت الإخصائية الاجتماعية حديثها، وقالت إنها تتعامل مع مصريين مهاجرين «كنت أرافق أشخاصا للحصول على مستند تعارف، أي تحقیق الھویة الخاص على الأراضي الإیطالیة، وكذلك مرافقة البعض بالمكاتب والإجراءات التي تُتبع للحصول على تأمین صحي وحجز زیارة طبیب».

عمل «سیرانجیلي» القريب من المهاجرين القُصر، جعلها قريبة من آلامهم، تعيشها معهم كل يوم، مُحاولة التخفيف من حِدتها: «أكبر مشكلة یواجھونھا ھي دفع المبالغ للسفر، فھي كبیرة وأغلبھم یسافرون وعلیھم دیون، وھذه ھي عقبة نفسیة لأن علیھم دخول مجال العمل بسرعة لرد ھذه المبالغ لأسرھم لدفعھا».

وتضيف: «يتعرضون للاستغلال؛ فیعملون نحو 16 ساعة یومیًا وبمقابل زھید (40 یورو) حتى یمكنوا من دفع دیونھم سریعا».

انتهاك الحقوق الإنسانية للعمال
لا تتوقف الأزمات هُنا فحسب ـ حسبما تقول أوراندا ـ فيصل استغلالهم في العمل إلى حد حرمانهم من الحصول على حقوقھم الإنسانیة بمعنى ساعات العمل وأیام الراحة، مُعربة عن أسفها للقول بأن أغلب أصحاب العمل الذين يستغلونهم يكونون مواطنين مصريين من المقيمين منذ سنوات طويلة وباتوا أصحاب أعمال هنا، لذلك يتم ترديد عبارة شهيرة وهي أن "المصري ليس صديق المصري هُنا".

وتقول «أوراندا» إنه توجد صعوبات أخرى تواجه المصريين من المهاجرين غير الشرعيين، مثل توفیق أوضاعھم منعًا لاستغلالھم بعد خروجھم من مركز الاستضافة، فیواجھون بیراقراطیة صعبة للغاية.

عنف ضد المرأة
مشاكل أخرى يسببها المهاجرون غير الشرعيين لأنفسهم في إيطاليا، منها عدم فهم الثقافة الإیطالیة، حیث لا یستوعبھا الأغلبیة ـ حسب قولها ـ فیما یخص المرأة والجنس، فهناك من لا یفكر بأن المرأة ھي الزوجة والأم ولا یحترمها، مما يتسبب في أعمال عنف يقومون بها ضد المرأة.

الدعم النفسي للمهاجرين غير الشرعيين
لا يخلوا دور الباحثة الإيطالية ومكتب الاتحاد الأوروبي من الدعم النفسي، فكما تُخبرنا: الاحتیاج الاكبر للدعم النفسي یتجه نحو القُصر، فبكل مركز یوجد متخصص نفسي واحد على الأقل، لكن البالغین لا یحتاجون الدعم النفسي بكثرة مثل القصر، والحقيقة أن هؤلاء (غير البالغين) يرفضون التحدث في بادئ الأمر.