رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هانى لاشين: أبحث عن الممثل وليس النجم.. ولا أُفصِّل أعمالى على مقاس أحد (حوار)

هانى لاشين
هانى لاشين


هذا الرجل واحد من الفروع البارزة فى شجرة الفن المصرى، الذى تمكن بإبداعه من الوصول بسفينة الإخراج إلى حيث يوجد شاطئ النجاح والأمان، خلال رحلة طويلة قضاها بين كاميرا تؤرخ للفكرة وكلمة تؤسس للقدوة، حتى وصل لذروة التوهج والتألق، قبل أن يخفت البريق قليلًا رغم أن الرحيق لم ينضب. وما قبل الوصول لقمة النجاح، كانت هناك محطات عملية ولمحات إنسانية تكاملت مع بعضها لصناعة اسمه، تبدو ملامحها معروفة للبعض، لكن تبقى هناك فى تفاصيلها سطور مجهولة وخطوط غائبة يُزيح عنها الستار.
إنه المخرج والكاتب هانى لاشين، الذى يُعيد اكتشاف نفسه فى حواره التالى مع «الدستور»، الذى يأتى بعد فترة طويلة من الصمت.. فماذا قال؟


التحقت بـ«معهد السينما» لأن الفن السابع «جامع كل الفنون».. وكل ما حدث فى حياتى منذ الميلاد جاء باختيارى

بدأ «لاشين» حديثه من نقطة الميلاد وسنوات العمر الأولى قائلًا: «أنا مواليد فترة الخمسينيات من القرن الماضى، وعندما تخطر فى بالى خاطرة بخصوص تلك المرحلة دائمًا ما تكون ثورة يوليو بأحداثها الملهمة وتفاصيلها المثيرة، فهذا الحدث العظيم احتل وجدانى باعتباره أول لحظة إدراك حقيقية فى حياتى شعرت بها».
وأضاف: «هذه الثورة تنفست وقائعها واستمتعت بنسائمها فى أيام سعيها نحو تحقيق الأحلام الكبرى، وأهمها بالطبع مبدأ العدالة الاجتماعية باعتبارها القاعدة الأساسية التى بنت عليها مجدها، وقد عاصرت لاحقًا التحول الجذرى الذى أحدثته فى بنية المجتمع المصرى من أسفل إلى أعلى، ورغم أننى لم أعاصر زمن الملكية الذى كان قبلها، لكن بحكم السمع أدركت الفارق الكبير بين العهدين».
وكان والد «لاشين» هو مصدر الحكايات التى يسمعها، وصاحب تأثير طاغٍ على شخصيته.
يقول عنه: «بحكم النشأة فى محافظة الشرقية كان صاحب نفس طيبة الخصال والطباع وأيدٍ كريمة فى العطاء والسخاء، بجانب أصالته وشهامته مع الغرباء قبل الأقرباء، وتلك صفات وراثية اكتسبها عن جدوده، فنحن عائلة ينحدر أصلها إلى حيث السلطان لاشين، حاكم مصر الذى جلس على عرشها مُدة ٦ سنوات».
وواصل: «كل تلك الصفات والعادات التى ورثتها عن أبى كانت دستورى الذى انتهجته فى حياتى، وخير عاصم لى من فتن الدنيا، بالإضافة إلى ذلك فكل الأقاصيص الصغيرة التى كانت العائلة تتلوها على مسامعى شكلت نقاطًا مهمة فى وجدانى، لكن رغم تلك الظروف الجيدة أعترف بأن أكثر العادات التى نحتت تفاصيلها على عقلى كان عشق والدى القراءة».
وأوضح: «الوالد كان قارئًا بصورة نهمة، حين تُدقق فى كواليس الحالة بينه وبين القراءة تشعر بأن ما تجمع الطرفين علاقة تشبه الزواج الكاثوليكى، فقراءته لم تكن تسير بصورة عشوائية قدر سيرانها بطريقة منتظمة، فحين يتصفح مؤلفًا لا يتركه إلا بعد أن يكون قد أجهز على كل صفحاته وأتقن حفظ كل سطوره».
وأضاف: «لكن فى لحظة ما، أراها فارقة فى عمرى، رأيته يتصفح كتابًا، كان حريصًا على قراءته بصورة شبه يومية، هذا المؤلف حين ذهبت لاكتشافه وجدته يحمل عنوان «الأغانى» لأبى فرج الأصفهانى، حين اطلعت عليه اشتعلت رغبتى نحو قراءته بصورة لم أعهدها من قبل تجاه بقية المؤلفات التى كانت تزخر بها مكتبة والدى».
وتابع: «ورغم أن هذا الكتاب يشتهر بأنه ماجن فى بعض تفاصيله، لكنى لم أخشِ مطلقًا قراءته، لأننى كنت مُسلحًا ومحصنًا بمجموعة من القيم والمبادئ منحتنى انفتاحًا فكريًا كبيرًا، وأهمها بالطبع الحرية المطلقة التى يعود الفضل إليها فى تشكيل ذائقتى ووعيى وتعاملاتى مع الحياة، لأنها أهم حقيقة فى عمر الإنسان».
وتذكر ذلك قائلًا: «وقت أن انتهيت من قراءة صفحات «الأغانى» اكتشفت أن كلماته مزيج من أحرف ترصد وتجمع بين الفن والإنسانية والأدب والتاريخ والتحليل».
وسط هذه الأجواء التى نشأ خلالها «لاشين» واستنشق خلالها هواء الإبداع، كان من الطبيعى أن يميل قلبه وينجذب عقله نحو حب الفنون مبكرًا جدًا، ويبين ذلك: «منذ كنت طالبًا فى المدرسة الابتدائية وقعت فى غرام الشغف بالفن التشكيلى، حيث بدأت فى رسم بعض الصور الخاصة بالمشاهير، مثل جمال عبدالناصر الذى كنت مغرمًا برسمه بصفة شخصية».
وأضاف: «لاحقًا بدأت موهبتى فى النمو والتطور، وتوالت على رأسى كلمات الإشادة من أساتذتى وزملائى، لأشترك بعدها فى مسابقات عالمية للأطفال، وبمرور الوقت بدأت أفكر فى دراسة الفنون الجميلة».
وواصل: «مع الأيام أعدت اكتشاف نفسى مُجددًا فوجدت أننى أحب الرسم وأعشق القراءة وأهوى الأدب وأميل لمشاهدة المسرح إلى جانب اهتمامى بالموسيقى، فذهبت أفكر وأسعى بحثًا عن عمل يمكننى أن أجمع فيه بين كل هذا، فلم أجد إلا السينما لأنها الفن السابع الذى يجمع كل تلك الفنون تحت رايته ومظلته».
من هنا نشأ الارتباط بينه وعالم السينما الساحر، وبدأ من حينها فى التردد بانتظام على دور العرض ومشاهدة الأفلام السينمائية المعروضة، لأجل تكوين فكرة عامة عن ذلك المجتمع الثرى بأبطاله وحكاياته، وكان أكثر ما جذبه حرفة المخرج باعتباره «رب العمل والمايسترو الحقيقى للحكاية»، ليدرك أن «العمل فى النهاية ينتمى إلى مخرجه».
وقال المخرج الكبير: «بحثًا عن إشباع رغبتى وتحقيق حلمى ذهبت للالتحاق بمعهد السينما كخطوة أولى لتحقيق ذلك الحلم، ودعمتنى عائلتى الكبيرة فى هذا القرار بصورة كبيرة، وبالتالى لم أتعرض لأى ضغوط لتوجيهى نحو مسار معين لا أرغب فى المُضى خلاله، وكل حدث تم فى حياتى منذ الميلاد حتى الآن تم باختيارى».
وأضاف: «اخترت أن تكون دراستى الأكاديمية فى المعهد للإخراج، ومن لحظات الدراسة الأولى تشكلت لدىّ قناعة ونظرية خاصة، ألا وهى أنه لكى تكون مخرجًا صاحب رؤية ومالكًا الأدوات لا بد أن تمارس كل الفنون التى تتعلق بهذا العلم المهم فى عالم الفن وأولها التمثيل، وقد مارسته بالفعل مع أستاذىَّ محمد عبدالعزيز وأحمد يحيى».
وبحثًا عن الشعور بالاكتمال كمخرج، بدأ «لاشين» بعد خطوة التمثيل فى ممارسة كل الأمور المتعلقة بصنعة الفن، ليحتك ويرى صورة تفصيلية لكل المشاكل التى يواجهها العاملون بالمهنة، باعتبارهم «الجنود الذين تقوم على أكتافهم الأعمال الفنية».


عرضت فكرة «أيوب» على عمر الشريف فقال لى: «معاك».. وأزعجنى وصف العمل بأنه «شغل خواجات» لأنه مصرى أصلى


منذ كان المخرج هانى لاشين طالبًا فى معهد التمثيل وخطواته العملية تتم بسرعة شديدة، فالرجل الذى بدأ حياته بالعمل مساعد مخرج استطاع فى ظرف سنوات معدودات الخروج من عباءة «الرجل الثانى» محتلًا المشهد بمفرده.. فكيف كانت رحلة الصعود؟.. سألناه فأجاب:
فى أعقاب تخرجى فى معهد السينما عام ١٩٧٦ «قسم الإخراج»، بدأت رحلة البحث عن الذات، ولا أنكر مطلقًا أن الظروف بمعاونة القدر وقفا فى صفى خلال تلك الآونة، والسبب فى ذلك نظام «التعيينات» القائم آنذاك، وهو التزام الحكومة بتكليف جميع الخريجين بالعمل فى وظائف، وكان نصيبى الالتحاق بالتليفزيون المصرى.
رغم وجاهة المكان، لكننى فى غمضة زمن انتابتنى لحظة تمرد جعلتنى أرغب فى التحرر من قيود الإنتاج والتخلص من كل الأشياء التى تُلزمنى بضغوط معينة، ولذلك اخترت أن أعمل فى الأفلام التسجيلية، لأن هذا النوع من الفن هو فى الحقيقة يُمثل الأحرف التى تكتب من خلالها لغة السينما، خاصة أن أدوات المخرج فيه تقتصر فقط على الكاميرا والفكرة.
بعد فترة قصيرة كنت قد وصلت لسن النضوج ومرحلة احتراف تقديم الأفلام التسجيلية، وأخرجت قرابة ٥ أفلام، ورغم أننى وقتها كنت فى العشرينيات من عمرى، لكن مسيرتى بدأت فى أخذ صعود مبكر وسريع نحو القمة.
أعتقد أن السبب فى ذلك نابع من كونى بدأت العمل تحت مظلة عدد من الأساتذة الكبار، أمثال: نجدى حافظ وحسن الإمام، والأخير تحديدًا كان صاحب البصمة الأكثر تأثيرًا علىَّ، ورغم أنه طيلة زمانه كان دائم التعرض لهجوم كبير من النقاد، لكنى على يقين بأنه لم يأتِ مخرج مثله حتى الآن.
حين بلغت الثانية والثلاثين من عمرى شعرت بأننى استويت فهمًا ودراسة وتجريبًا لعلم الإخراج، ووجدت فى إمكانى القدرة على إخراج فيلم بمفردى، على الرغم من أنها فكرة شديدة الصعوبة، ولذلك خلال وقت عملى مساعد مخرج كنت دائم التحضير لتلك اللحظة، لإدراكى أنها ستأتى إما آجلًا أو عاجلًا، حيث كتبت مجموعة سيناريوهات وقصص تمهيدًا لتقديمها، وحين حانت الفرصة أخرجت سيناريو فيلم «أيوب» الذى جمعنى بالفنان عمر الشريف.
كانت لحظة لقاء، ما أعظمها لحظة، لم أخطط لها مُطلقًا، ولم يخطر فى بالى أبدًا أن يؤدى دور البطولة فى أحد أعمالى النجم العالمى عمر الشريف، لكنها عندما حدثت وتعرضت لها كان أكثر ما يشغلنى هو أن أكون على قدر المسئولية.
بداية التعارف بينى والنجم العالمى جاءت وقت إخراجى أحد الأفلام التسجيلية بعنوان «خطوات فوق الماء»، الذى حين انتهيت من تنفيذه صادف وجود «الشريف» فى القاهرة فراودتنى فكرة أن أعرض عليه تقديم الفيلم والتعليق عليه.
بعد أن اختمر الموضوع فى رأسى تمامًا، قابلته مقدمًا وشارحًا العرض، فوافق على الفور، وفى اليوم التالى مباشرة وجدته حاضرًا فى الميعاد مؤديًا المطلوب منه ببساطة شديدة ودون تكلف.
حقق هذا الفيلم التسجيلى بعد عرضه نجاحًا كبيرًا، فحدثنى «الشريف» متسائلًا: «ناوى تعمل إيه فى السينما؟»، فأخبرته بأننى أمتلك سيناريو لفيلم اسمه «أيوب»، وشرحت له الفكرة فوجدته يقول: «معاك».
بعد فترة قليلة بدأنا التصوير والتنفيذ، وأعترف بأننى شعرت برهبة المسئولية فى البداية بحكم أنها كانت أولى تجاربى السينمائية، لدرجة أننى نسيت للحظات كل ما درسته وأعرفه عن علم الإخراج، وثانيًا: لأنى وجدت نفسى أمام مجموعة من عمالقة التمثيل فى مصر، وعلى رأسهم عمر الشريف ومحمود المليجى وغيرهما.
لكن هذه المخاوف سرعان ما تبددت لإيمانى بأن «البلاتوه» عبارة عن حلم يراه المخرج ويسعى لتحقيقه، ولذلك تعمدت ألا أشغل نفسى مطلقًا بشىء قدر اهتمامى بتنفيذ رؤيتى، وتعاملت مع كل الفنانين المشاركين فى العمل بمقياس واحد لا تفضيل لأحد على الآخر، وقد ساعدتنى احترافية عقلية عمر الشريف على تجاوز هذا الموضوع بسهولة، فتركيزى كان منصبًا على قيادة سفينة الفيلم للرسو على شاطئ النجاح.
بعد عرضه فى السينمات أذهلتنى ردود الفعل، حيث نال العمل استحسان الجماهير والنقاد، لكن شهادة الثقة تسلمتها حين همس عمر الشريف فى أذنى قائلًا: «عندنا إيه تانى هنعمله الفترة الجاية؟»، فأدركت أننى نجحت بالفعل، وساد المناخ وقتها جو مُفعم بالإشادة والثناء بشخصى، لكنى انزعجت من بعض الأصوات التى اعتبرت الفيلم «شغل خواجات» رغم أنه فى كل تفاصيله يفيض بالمصرية.
لكن بمجرد أن دققت النظر فيما قالوه وكتبوه وجدت أن رأيهم هذا نابع من كون شكل الإخراج أتى بصورة مختلفة، لدرجة أن المخرج العظيم صلاح أبوسيف أثناء تسلمى إحدى الجوائز عن الفيلم قال إن هناك كادرات جديدة فى «أيوب» لم نرها من قبل وهو الأمر الذى أسعدنى بصورة كبيرة.


قدمت جيلًا جديدًا من النجوم.. ولدىّ 4 أعمال متردد فى تقديمها

من يتأمل أعمال المخرج الكبير هانى لاشين يلحظ وجود حالة من «النوستالجيا» القوية لديه، فأفلامه ومسلسلاته دائمًا ما تفوح منها رائحة الحنين إلى الماضى.. فما السبب؟
يفسر هذه الحالة: «الإجابة ببساطة تتمثل فى أننى أبحث عن الإنسان باعتباره شيئًا متواصلًا على مدار التاريخ كله، وفى جميع البشر توجد أشياء مشتركة تجدنى حريصًا على إظهارها وتقديمها بشكل شخصى، مثل الحنين والحب والعاطفة والتضحية وكل القيم الإنسانية التى لا تتغير، وهناك قاعدة تقول إن ما يبقى من الفنون هو ما يتحدث عن الإنسان، لذلك أنا حريص على تقديم تلك النوعية من الأعمال، لأنها هى التى تجذبنى».
واستدرك: «لكن ليس الحنين إلى الماضى هو ما قدمته وأقدمه فقط فى أعمالى، لكنى أبحث عن الفكرة ذات القيمة والقدوة، خاصة أننى دخلت عالم الفن من الباب الكبير حين تدربت وعملت مع عدد من المخرجين الكبار، وأيضًا حين تعاونت مع النجم العالمى عمر الشريف، التى لا أعتبرها مجرد لحظة ترف فى حياتى قدر ما كانت نوعًا من المسئولية التى تحملتها على أعناقى مبكرًا».
وأضاف: «فحين نجح فيلم (أيوب) قدمت (عندما يأتى المساء) مع العملاق فريد شوقى، وكانت تجربة أضافت لى ثقلًا منحنى تنوعًا وثراءً فى الأفكار، وأيقنت أن العمل مع هؤلاء الكبار العظام يتطلب منك أن تكون صاحب فكرة وممتلكًا رؤية».
سألته: أنت من المخرجين القلائل الذين نجحوا فى العمل والجمع بين السينما والدراما، رغم أن تفاصيل العمل فى كليهما مختلفة تمامًا عن الآخر.. فكيف حققت ذلك؟
أجاب: «أفخر بأننى كان لى السبق فى تحرير الدراما من البلاتوهات، فقد نقلت التكنيك السينمائى إلى التليفزيون، وتعاملت مع تصوير المسلسلات بنفس طريقة تعاملى مع الأفلام، فى نقلة كانت كبيرة فى وقتها».
قبل أن يضع «لاشين» نقطة الختام، طلبت منه التحدث عن حقبة التسعينيات وبداية الألفينات، التى شهدت وصوله لأوج تألقه وتوهجه فقال: «نجحت خلال تلك الفترة فى تقديم جيل جديد من النجوم للدراما والسينما المصرية بعدما منحتهم الفرصة وراهنت على نجاحهم فى تحدٍ خُضته لأمرين، الأول: رغبتى الدائمة والملُحة فى الوقوف فى صف الموهوبين، وثانيًا: لأنى حين أكتب لا أفُصل كتابتى على مقاس أحد، فالدور على الورق دائمًا ما يُنادى بطله».
وأضاف: «الدليل على ذلك ما حدث فى مسلسل (الباقى من الزمن ساعة)، الذى قدمت خلاله مجموعة من النجوم الجدد، أمثال: أحمد عبدالعزيز وشريف منير وغيرهما من الوجوه الصاعدة، وجميعهم لم يخذلوا توقعى فيهم، والأمر ذاته تكرر مع منى زكى وحنان ترك، اللتين صعدتا لعالم النجومية بسرعة شديدة، وأيضًا دنيا سمير غانم التى حققت نجاحًا مدويًا فى مسلسل (زمن عمادالدين)، رغم أن عمرها آنذاك كان يقارب ١٦ عامًا، ومنحتها دور بطولة أساسيًا وتفوقت على نفسها فى أدائه».
وواصل: «وللعلم فى اختياراتى الفنية دائمًا ما كنت أبحث عن الممثل وليس النجم، لأن هناك فارقًا كبيرًا بين الطرفين، فالنجم فنان يملك قاعدة جماهيرية من المتفرجين تقطع التذاكر فى أى عمل يقدمه حبًا فيه، دون أن تشغل نفسها بجودة ما يقدمه، بينما الممثل هو الشخص الذى يجيد تأدية جميع الأدوار التى تطلب منه فى أى وقت».
ورأى أن الراحل العظيم أحمد زكى من القلائل الذى جمعوا بين التمثيل والنجومية، بينما فى حالة الفنان الكبير محمود المليجى كان ممثلًا من الطراز الفريد، واصفًا إياه بأنه «واحد من أفضل الممثلين الذين ظهروا فى العالم».
وتمنى أن يعود للعمل مجددًا مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، بعد سنوات من التوقف، مضيفًا: «فأنا لست من الناس الذين يتواجدون رغبة فى إثبات الحضور وفقط، فمنذ عملى الأول وأنا حريص على ما أقدمه، وحاليًا أمتلك ٤ مشروعات، لكننى متردد فى تقديمها بسبب المسئولية».
أخيرًا طلبت منه أن يضع العنوان الأنسب لمذكراته فقال: «أنا لك على طول.. خليك ليا»، معتبرًا أنه «العنوان الأنسب لسيرتى الذاتية، ورسالة أوجهها إلى الحياة والفن والإنسانية».