رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبد الرحمن علي.. رشحه كمال الشيخ وأيده نجيب محفوظ وقال عنه النقاد "خليفة عمر الشريف"

عبد الرحمن علي
عبد الرحمن علي

كان عبد الرحمن علي مذيعًا بالتلفزيون المصري وكان له برنامج يسمى "عشرين سؤالًا"، وكانت فكرة البرنامج أنه يعلن للجمهور عن كتاب سيقرأه في الحلقة المقبلة ليقرأه الجمهور معه، ويقوم بتجهيز عشرين سؤالا كل حلقة للرد عليهم، ولكن عبد الرحمن فوجئ بأن من بين جمهوره الكبير فإن نسبة من يقرأون فعليًا لم تكن تتجاوز الـ 14 في المائة، فأصابه الإحباط.

وفجأة رن تليفون منزله وكان المتحدث هو المخرج الكبير كمال الشيخ، وسأله هل قرأت رواية "ميرامار"، فأجابه عبد الرحمن:" قرأت كل حرف مطبوع لنجيب محفوظ"، فسأله كمال الشيخ:" هل تعرف منصور باهي"، فأجاب:" فتى ممزق وضائع، عنده بذرة ضمير، ولكنها مطموسة تحت أثقال شخصية سلبية متهالكة"، وهنا قال له كمال الشيخ:" إذا أنت ستمثل دور منصور باهي في ميرامار"، فرد عليه عبد الرحمن :" لكي أمثل دورًا على الشاشة لا بد أن أكون دارسًا أو موهوبًا، وأنا لا هذا ولا ذاك"، فحسم الشيخ كلامه قائلًا:" رأيي غير رأيك.. نلتقي لنتفق".

وقبل أن يذهب عبد الرحمن علي لكمال الشيخ ذهب إلى الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وسأله سؤالًا محددًا:" هل تراني منصور باهي"، فرد عليه محفوظ:" أتصوره انت، فهو مذيع مثلما كنت أنت مذيع، وهو في خاطري شبيه بك في عمره، وقلقه، وأزماته، وإن اختلفت الأسباب".

وخرج عبد الرحمن من عند نجيب محفوظ متسلحًا بالشجاعة، والتقي بكمال الشيخ وطلب منه أن يجلس معه جلسة أو اثنتين ليشرح له الدور، فرفض الأخير الجلوس معه قائلًا:" أنا واثق من فهمك للدور".

وقام عبد الرحمن بدوره في الفيلم، ونجح نجاحًا باهرًا، وعن هذه التجربة قال:" كانت تجربة طريفة في عالم جديد، ورغم انه ليس عالمي فإنني لم أتعامل معه بانبهار، ولكني بعد التجربة وجدت نفسي في حالة حيرة بالنسبة للمستقبل، انا دخلت السينما من باب ذهبي، فكيف السبيل بعد ذلك، في يقيني أن الفنان إما أن يكون فنانًا أو لا يكون على الإطلاق.

وفي النهاية وبعد عرض الفيلم قال عنه النقاد أنه ألمع واكبر اكتشاف بعد عمر الشريف، وأنه خليفته القادم للعالمية حسبما ذكرت مجلة الكواكب في تقرير لها.

يذكر أن عبد الرحمن علي قام بأدوار في ثلاثة أعمال هي "ميرامار، وليالي الحلمية، وفجر اﻹسلام"، وتوفى عام 1994.