رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عشم الشيمي: أحاول في كتابتي أن أكون إنسانيًا لا مؤرخًا

الشاعر عشم الشيمي
الشاعر عشم الشيمي

تعتبر المسابقات الأدبية باب دخول مهم للموهوبين في مصر إلى الساحة الأدبية، وينظر المسابقات التي تجريها وزارة الثقافة خصوصا "المسابقة المركزية التي تنظمها إدارة المسابقات" بالهيئة العامة لقصور الثقافة، نظرة خاصة.

قدمت المسابقات للساحة الأدبية كثيرا من الموهوبين الذين أثبتوا لاحقا جدارتهم بما استحقوا من فوز في تلك المسابقات، وقد شهدت مسابقة هذا العام فوز مجموعة من الأعمال الإبداعية المتميزة، من بينها ديوان "مواقيت أبي"، للشاعر عشم الشيمي الفائز بالمركز الثاني في شعر الفصحى.

وقال "الشيمي" في حوار لـ"الدستور" إن يحاول فى كتابته أن يكون إنسانيًا لا مؤرخًا يبحث عن توثيق ذكرى بشكلٍ باردٍ، وأن يكون إنسانيًا يحقق العمق فى الكتابة ويضمن الولوج سريعًا وقويًا إلى عقل القارئ، وإلى نص الحوار:

كيف تنظر لفكرة المسابقات، وماذا عن الجوائز؟
المسابقات محفز جيد لاستمرار الإبداع وكذلك للتسويق الأدبى بشكل كبير، وتحقيق مبدأ المراهنة الذاتية على جودة العمل الأدبى عند الفوز به أو التنويه عنه، إن ما يعود عليَّ بالكسب من الاشتراك بالمسابقات هو اقتناء عمل أدبى جديد يضاف إلى ما أكتبه، ونعلم أن المسابقات مشروطة بوقتٍ للاشتراك بها، وذلك يمنحنى الفرصة لضغط الزمن لإنهاء العمل فى توقيت مناسب، وأنا لا أكتب فقط للمسابقات لكننى أهتم بالاشتراك بها لمكسب أدبى خاص وتسويق يفيدنى فى الانتشار أكثر.

- حصلت على جائزة المسابقة المركزية التي تنظمها إدارة المسابقات بالهيئة العامة لقصور الثقافة 3 مرات، حدثنا عن كل واحدة وماذا عن شعورك عندما علمت بفوز ديوانك بالمركز الثاني؟
فى 2007 فوزت بديوان "الشوارع" في المركز الثالث لشعر الفصحى بالمسابقة الأدبية المركزية بالهيئة العامة لقصور الثقافة وكنت أتوقع الفوز ثقتي في تجربتي الشعرية وأهمية الديوان، فكل قصيدة ملحمة شعرية قائمة بنفسها.

وفي 2010 حصلت مجموعتى القصصية "أوراق صفراء" على الجائزة الثانية بالمسابقة الأدبية المركزية وتهتم المجموعة بالإنسان وانسيابية السرد القصصى القريب إلى الشعر، وفى 2015 فزت بالمركز الأول دراسات نقدية عن دراسة "النص من المكتوب إلى المرئى السينما المصرية نموذجًا"، وهي دراسة فريدة تهتم بالعلاقة بين النص كرواية والسينما كمعادل بصرى وصارت الدراسة مرجعًا أكاديميًا أطروحات نقدية على مستوى الوطن العربى وهذا ما أسعدني فى تقديم مساهمة أدبية للتراث الأدبي يحقق لى رؤيتى.

وفى ديوانى الفائز لهذا العام "مواقيت أبى" فكنت أتمنى الفوز كهدية خاصة بى لذكرى أبى عندما يتم نشر الديوان ليعرف الجميع أحد مكونات الشخصية ومن أثر فى تكوينى فأنا الأقرب شبهًا له من بين أخوتي، يحمل الديوان 40 قصيدة تجمع مواقف ومفردات أبى لتنطلق إلى الجميع أيضًا، والنشر عندى أهم من ترتيب المراكز الفائزة.

- لا شك أنك كتبت ديوانك قبل أن تسود بيننا أحزان كورونا.. فهل صنع الفوز مساحة فرحة؟
فرحتى بالفوز بالديوان لأنه ديوان نثر وأرغب أن يتم نشره وحدث، فأنا أعلم أهمية النشر لإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة التى تنتشر فى المكتبات وبيوت وقصور الثقافة والمعارض، فيقدّم الديوان المنشور لى ويحكى تجربتى.

- في ديوانك "مواقيت أبي" ترسم جدارية لمقاومة الغياب، فكيف حققت ذلك دون الوقوع في فكرة الحنين إلى الماضي؟
أحاول فى كتابتى أن أكون إنسانيًا لا مؤرخًا يبحث عن توثيق ذكرى بشكلٍ باردٍ، وأن تكون إنسانيًا يحقق لك العمق فى الكتابة ويضمن الولج سريعًا وقويًا إلى عقل القارئ، الديوان جدارية حقيقية تنطلق من الشخصى إلى الغيرى لمقاومة الغياب، وهذا ما أهتم به ويحرك بى موكبى الشعرى أن أبقى.. كمعادل موضوعي أحاول ألا يغيب عنى.

- اعتمدت في ديوانك على لسان الراوي وصعدت به إلى ضمير العائلة، هل خطط لذلك في الديوان؟
لا يستطيع أحد أن يضبط إيقاع نصه دون أن يحس به.. أدخل إلى نصى مشبعًا بالتجربة ومحاولًا أن أكتب ما هو جديد صياغةً وموضوعًا وفكرة، دون تكرار وكذلك الحرفية فى ضبط 40 قصيدة دون خللٍ لتصبح لوحة ذات وحدة كاملة بتفاصيل أكثر.

- كيف حققت في ديوانك تلك المراوحة بين حالة الماضي والحاضر بحركة الأب الجامعة بين الزمنين؟
"الأب" الشخصية لا تعرفون كيف عاش وكيف مشى سبعين عامًا أو كيف مات بين يدىّ، هذا ما دفع النص إلى التميز في الموضوع وعمق التجربة.

- كيف كانت بدايتك الأدبية؟
كتبت القصة القصيرة أولًا ونشرت فى جرائد ومجلات أدبية وثانيًا الشعر الموزون كتبت "الشوارع – الفراغ – حرب أهلية"، ولى أيضًا دواوين نثر "صندوق الضحايا – قدم واحدة – قلب اللعبة - مواقيت أبى" الديوان السابع الفائز، وأكتب حاليًا "قرارات صعبة" ديوان شعر موزون يبحث فى فلسفةٍ خاصة بي لتحقيق رؤية بكيفية مواصلة الحياة فى طمأنينة.

- من هم الكتاب والأدباء الذين تأثرت بهم في حياتك الأدبية والذين تحب أن تقرأ لهم؟
أهتم بكل كاتب يهتم بطريقة كتابته نحو منجزه الأخير بداية من العنوان إلى الأسطر القليلة الأخيرة فى عمله الأدبى، كترجمة حقيقية لجودة العمل والصياغة.

- هل لنشأتك في محافظة المنيا تأثير على كتاباتك الأدبية؟
أنا كائن لا مكانى.. لا أرتبط كثيرًا بأرضٍ.