رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لا أرى فيه تكرارًا».. كيف رأى غسان كنفانى أشعار محمود درويش؟

غسان كنفاني
غسان كنفاني

تحلّ اليوم الذكرى الـ48 لوفاة الروائي الفلسطيني غسان كنفاني الذي اغتيل في 8 يوليو من عام 1972، بعد انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته في العاصمة اللبنانية ببيروت.

يعدّ كنفاني أحد أشهر الكُتّاب والصحفيين العرب في القرن العشرين، وكانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية.

وفي مقال نشر بمجلة مواقف في عددها رقم 9 الصادر بتاريخ 1 يونيو لعام 1970، تحت عنوان "شعر المقاومة كما يراه غسان كنفاني"، كشف الشاعر الفلسطيني عن رأيه في شعر المقاومة الذي قدمه ابن الأرض المحتلة محمود درويش وهل يعتقد أنه شعره تأثر بشكل أو بآخر بالمدارس الشعرية الكلاسيكية؟

يقول كنفاني: أخشى أن يكون رأيي معاكسًا، فأنا لا أرى في شعر محمود درويش تكرارًا وسردًا، بل على العكس أرى فيه طاقة غير عادية على التجدد والعمق.

وأكد خلال المقال أن التشبيه في شعره هو إنجاز رمزي، لذلك فإن من الصعب وصفه بالتأثر الكلاسيكي، وربما كان ذلك التشبيه بالذات هو أحد الإنجازات المهمة التي قام بها محمود درويش في عمله الشعري، مضيفا أن التشبيه بالنسبة له هو ترميز، أو بالأحرى هو أطلال على أفق أرحب، ونقل ما هو واقعي إلى ما هو رؤية وموقف وقرار.

ولمحمود درويش شهادة في غسان كنفاني، قال فيها: لدى قراءة كنفاني اليوم نكتشف أولًا ودائمًا أنه في عمق وعيه كان يدرك أن الثقافة أصل من عدة أصول للسياسة، وأنه ما من مشروع سياسي دون مشروع ثقافي.

وتابع: "لعل المسعى الأهم لبحوث كنفاني الأدبية هو ذلك المتمثل في ترسيخ أسس ولادة الفلسطيني الجديد، لجهة التأني عن الإنسان المجرد والفلسطيني المجرد والاقتراب من الإنسان الفلسطيني الذي يعي أسباب نكبته ويدرك أحوال العالم العربي ويعرف أكثر ماهية الصهيوني الذي يواجهه، وهذه المهمة لا تستطيع أن تقوم بها إلا ثقافة في مفهومها النقدي، المتجاوز لما هو سائد، الذي يقطع مع القيم البالية".