رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحذيرات من مخاوف مرحلة مظلمة في العراق بعد اغتيال «الهاشمي»

 هشام الهاشمي
هشام الهاشمي

أثار مقتل الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، مخاوف من دخول العراق في مرحلة مظلمة وعنيفة مع وصول التوترات بين الفصائل التابعة لإيران والحكومة إلى آفاق جديدة.

وكان قد قتل الهاشمي (47 ​​عاما) بالرصاص بالقرب من منزله بشرق بغداد مساء الاثنين، على أيدي مهاجمين ملثمين على دراجات نارية.

وبينما لا يزال الجناة في حالة فرار، يقول الخبراء إن الموت يشير إلى تحول دراماتيكي للعنف السياسي المتصاعد منذ اندلاع الاحتجاجات في أكتوبر الماضي.

ومن جهته، قال بلقيس ويلي الخبير الأمني من منظمة هيومن رايتس ووتش: "قتل شخص من مكانته الضاربة، لدولة أصبحت فيها بعض الجماعات يشجعها الإفلات التام من العقاب على الانتهاكات الجسيمة، بحيث يمكنهم قتل أي شخص يريدونه دون دفع ثمن".

وأضاف: على مدار سنوات، طور الهاشمي شبكة واسعة تضم كبار صناع القرار والجهاديين السابقين والأحزاب السياسية المتنافسة.

وقال المقربون منه إن وصوله الاستثنائي منحه مستوى من الحماية، لكن التوازن بدأ ينحسر في أكتوبر.

وأثار دعمه للاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة السابقة ينظر إليها على أنها قريبة جدًا من إيران وغضب الفصائل المدعومة من طهران في شبكة حشد الشعبي العسكرية العراقية، وفق لوكالة نهارنت الاخبارية.

وتجنب الهاشمي التهديدات بالوساطة بين المتظاهرين وكبار المسؤولين الحكوميين، حتى مع إطلاق النار على النشطاء القاتلة خارج منازلهم واختطاف العشرات.

وقال عادل باكوان الخبير العراقي، تغيرت المعايير ابتداء من أكتوبر وكان هناك أسلوب وعمل جديد وتحول في المواجهة مع الفصائل الموالية لإيران.

"لن تكون الأخيرة"
ويقول خبراء آخرون، لوكالة فرانس برس، إن نقطة التحول الحقيقية كانت في يناير الماضي، عندما قتلت غارة أمريكية على بغداد الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس.

وتعهدت الفصائل المتشددة داخل الحشد، وخاصة المقربين من إيران مثل كتائب حزب الله، بالانتقام من كل من الولايات المتحدة وحلفائها داخل العراق، مهما كانت التكلفة.

وقالت ريناد منصور، الباحثة في تشاتام هاوس ومقرها لندن، والتي عملت مع الهاشمي لسنوات: "كان هشام على علم بأن الأمور قد تغيرت".

وأضافت "قتل ابو مهدي أطلق العنان للجماعات التي كانت تحاول السيطرة، وما زلنا نشعر بصدمة".

وأضافت: "نطالب قوات الأمن بمتابعة هذه الجريمة والقبض على الجماعة الارهابية التي اغتالت الهاشمي".

"المهمة الانتحارية"
تعهد الكاظمي بمحاسبة قتلة الهاشمي وطرد رئيس الشرطة بسرعة في حي بغداد بعد مقتل الخبير الأمني الهاشمي.

وقبل أقل من أسبوعين، أمر الكاظمي باعتقال مقاتلي كتائب حزب الله الذين يُزعم أنهم كانوا يستعدون لهجوم صاروخي على المنطقة الخضراء المشددة في بغداد، مقر السفارة الأمريكية والبعثات الأجنبية الأخرى.

ولكن في غضون أيام، تم الإفراج عن جميع المعتقلين باستثناء واحد، وتعهد فصيلهم باتخاذ إجراءات قضائية ضد الكاظمي.

وقال السياسي العراقي رائد فهمي إن مقتل الهاشمي يبدو تحديا جديدا، مشيرًا الى أن اغتياله يمثل إسكات حرية التعبير وتحديا للحكومة ورئيس وزرائها وأي خطة إصلاح.

وصرح نشطاء عراقيون أخرون لوكالة فرانس برس انهم يخشون منذ فترة طويلة استهدافهم للتحدث علنا ​​ضد الجماعات المدعومة من إيران.

قال المؤرخ عمر محمد، الذي وثق الفظائع التي ارتكبت في الموصل في ظل تنظيم داعش الإرهابي، كان قد تم إخطار أصدقائنا بالمغادرة على الفور.

وصرح لوكالة فرانس برس إذا لم يتخذ الكاظمي خطوة قوية، فإن الحياة المدنية في العراق ستختفي، لكنني أخشى أنه لن يفعل ذلك، أنها مهمة انتحارية.