رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هشام الهاشمى.. أبرز الناشطين المقتولين على يد ميليشيات حزب الله العراقى

اغتيال الهاشمي
اغتيال الهاشمي

شكل حادث اغتيال المحلل السياسي العراقي والخبير في شؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي، موجة غضب بعد أن تعرض إلى "وابل من الرصاص" ما أدى لمقتله.

وكان يظهر الهاشمي، وهو في الأربعينات من العمر، بشكل مستمر على القنوات التلفزيونية العربية، ويعتبر من أبرز الناشطين خلال المظاهرات العراقية الأخيرة التي طالبت بإنهاء الفساد.

ونشر الناشط العراقي غيث التميمي محادثة جرت بينه وبين الهاشمي قبل تعرضه للاغتيال، تكشف تلقي الأخير تهديدات بالقتل من ميليشيات حزب الله العراقي، وفقًا لموقع سكاي نيوز العربية.

وأوضحت المحادثة التي تمت على تطبيق "واتساب"، تلقي الهاشمي تهديدات بالقتل من قبل ميليشيات حزب الله العراقي، وطلب الخبير الراحل النصح من التميمي بشأن التعامل مع تلك التهديدات.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الثلاثاء، بملاحقة قتلة الهاشمي، مشددًا على أنه لن يسمح بـ"سياسة المافيا" في البلاد، الأمر الذي فرض عدد من التساؤلات حول المشهد السياسي العراقي عقبل مقتل "الهاشمي" وتأثير على العملية الأمنية التي بدأ بها "الكاظمي".

في هذا السياق يقول المحلل السياسي العراقي الدكتور نزار عبد الغفار السامرائي، أن اغتيال هشام الهاشمي شكل صدمة كبيرة في العراق سواء على الصعيد السياسي أو الاعلامي أو الشعبي، لما عرف عنه من التزام أخلاقي، اضافة الى قدرته العالية كمحلل استراتيجي متخصص بالجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، حتى أن البعض يعده مرجعًا في هذا الجانب، متابعًا:" ولا ابالغ ان قلت انه من اهم المحللين السياسيين والاستراتيجيين في العراق واكثرهم دقة وكفاءة".

تابع السامرائي:" أن الهاشمي يعد من المناصرين للحراك الشعبي الشبابي الذي إنطلق في الأول من أكتوبر 2019 للمطالبة بالتغيير ومكافحة الفساد بشكل فعلي وعملي، كما أنه يعد من المثقفين الذين يتخذون سياسة الحياد في آرائهم وينطلق في آرائه من مدخلات حقيقية ليصل إلى استنتاجات كثيرًا ما تغضب الآخرين عليه"، لافتًا إلى أن من الناحية السياسية فإن جميع الكتل السياسية العراقية نعت الفقيد كما لم تفعل مع غيره من الإعلاميين والمثقفين والناشطين الذين تم اغتيالهم في الأشهر الأخيرة، وهذا يدل على مدى الأثر الذي خلفته عملية الإغتيال.

وأشار إلى أن الراحل يتعرض لحملة تشويه مقصودة من ما يعرف بـ "الجيوش الإلكترونية" التي تحاول استخدام الإستمالات العاطفية للتخفيف من حدة الغضب الشعبي الذي أثارته عملية الإغتيال، متوقعًا أن تبقى عملية اغتيال "الهاشمي" كغيرها من عمليات الاغتيال العديدة التي شهدها العراق، حيث سيتم تداولها بكثافة لأيام ثم يتم تجاهلها كما حدث سابقا.

واعتبر أن، العملية السياسية في العراق شديدة التعقيد وذات ارتباطات دينية وقومية تضاف الى الارتباطات الخارجية المتعددة، قائلًا:"وهو ما يجعل الضغط على الحكومة العراقية كبيرا ويحدد حركتها في اتخاذ اجراءات حازمة تجاه مثل هذه العمليات التي يذهب ضحيتها عدد من خيرة شباب العراق".
الكاظمي أمام تحديات كبيرة
أشار السامرائي إلى أن، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على قدر محاولاته في اجراء تغييرات، وفعل ذلك في القيادات الأمنية العليا، فإنه في الوقت نفسه مازال غير قادر على إنهاء الهيمنة الحزبية متعددة الأطراف على مؤسسات الدولة، مشددًا على أنه طالما الحكومة والدولة العراقية قائمة على نظام المحاصصة الطائفية والعرقية فإن من الصعب إجراء أي تغييرات شاملة، وتبقى سيطرة الحكومة ضعيفة والنظام الأمني مخترق.

المحلل السياسي البارز، أبدى أمنياته في أن تشكل حالة الإستياء التي يشهدها المجتمع العراقي الرسمي والشعبي نتيجة عملية اغتيال الهاشمي حافزًا لدى القوى السياسية لتقوم بعملية فعلية لتطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتطبيق القانون على الجميع، وأن يكون هناك توافقًا وطنيًا على اعادة تشكيل العملية السياسية بالشكل الذي يضمن الأمن والأمان للعراق، ويبعده عن صراع المحاور ويجنب ابنائه القتال بالنيابة.

أردف أن:" لعل المهمة الأكثر أهمية بالنسبة للكاظمي الآن هو إعادة ترتيب البيت العراقي من أجل الوصول إلى انتخابات مبكرة تنتج حكومة قوية بإمكانها قيادة العراق إلى بر الأمان"، معتبرًا أن هذا الأمر في غاية الصعوبة في ظل البحث عن الحفاظ على المغانم والمكاسب التي زادتها شراسة الأزمة الإقتصادية العالمية.

اغتيال "الهاشمي" يمثل انتكاسة كبرى لمطالب "الكاظمي"
من ناحيته قال الدكتور عبد الكريم الوزان، المحلل السياسي والأكاديمي العراقي، إن مقتل "الهاشمي" تمثل انتكاسة كبرى تواجه رئيس الوزراء ، الكاظمي، الذي يطالب بنزع الأسلحة من أيادي الميليشيات المسلحة واحتكارها لدى الدولة، مضيفًا:" أنه يمثل قوة اختبار في قوة الكاظمي ومدى قدرته على تنفيذ سيادة القانون واستقرار الأوضاع الداخلية، وأن عملية الإغتيال تؤثر على الشكل السياسي بشكل عام وعلى العملية السياسية التي يقودها "الكاظمي" بشكل خاص.

أضاف الوزان في تصريحات لـ"الدستور":" أن الواقعة تشكل إحراج للحكومة العراقة التي قام الكاظمي بتغيير إدارة الوزارات والعناصر الأمنية وجعلها من العناصر التكنوقراط ما يؤد إلى فقدان ثقة وإعاقة لخطوات الكاظمي"، لافتًا إلى أنه يتوجب على رئيس الوزراء العراقي في الوقت الحالي إثبات الدولة وهيمنتها وسيادة القانون وكشف الجناة بسرعة خاصة أن جهات دولية أدانت العملية وطلبت بالتحقيق بها.

وتابع أن:"الهاشمي أول شخصية بالعراق تحقق ردود فعل دولية على اغتيالها، وأتوقع أن تصبح هذه العملية بمثابة القشة التي ستقصم ضهر الميليشيات".