رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة محمد منير.. عانى من العنصرية والتنمر بسبب شكله وشعره «الكنيش»

محمد منير
محمد منير

التقى الموسيقار يحى خليل بالفنان محمد منير لأول مرة أثناء تسجيل أغاني ألبوم "بنتولد"، وبعد رحلة نجاح حققاها سويًا وقع الانفصال الفني بينهما.

وقال "خليل" في حواره بجريدة "الجمهورية" 1990 إن سبب الانفصال الرئيسي كان النجاح الذي تحقق، لأنه أكبر حجمًا من "منير" الذي اختل توازنه ودفعه لأن يتصور أنه صاحبه بمفرده.

أصيب "خليل" بنوع من الإحباط وخيبة الأمل بعد هذا الانفصال الفني بينهما، فكان "منير" بالنسبة له حلمًا أوشك على الاكتمال، وصناعة نجاح جديد بمطرب جديد يتطلب المزيد من المجهود والسنين والإعداد والتجهيز، ومن ثم قبول الجمهور.

وصادفت بعض المعوقات التي تخص شكله ومظهره، فلم يكن مظهره يؤهله لأن يكون مطرب هذه الفترة، فلم يكن وسيمًا أو ملونًا، بل ذو بشرة سمراء وشعر مجعد، وهذه الصفات كانت جدل انتقاد في دائرة صناعة الأغنية وقتها حتى أن خلافًا وقع بين منير ومحمد الحلو لهذا السبب.

طبقًا لموقع «معازف»، صرّح المطرب محمد الحلو - في النصف الثاني من التسعينات - بأنه هو وهاني شاكر وعلي الحجار ومدحت صالح يشكلون نخبة الطرب الأصيل، رغم تأكيده على أن محمد منير مطرب كبير له أسلوبه الخاص المختلف عن الجميع. بعد إدلائه بهذا التصريح، رن هاتف سيارة محمد الحلو ليجد على الطرف الآخر من المكالمة صوت منير الصارخ: "خلاص، إنتم الأربعة اللي ماسكين لواء الغناء العربي يعني؟ الخلفاء الراشدين؟ طب اعتبرني بلال يا أخي!".

قصد محمد منير ببلال مؤذن الرسول بلال بن رباح، لا من زاوية الصوت الجميل، لكن من زاوية اللون والعنصرية التي كانت تمارس ضده.

من جانبه، قال منير في حوار تلفزيوني: "أنا لما ابتديت أغني، مسألة شعري الكنيش ولون بشرتي عطلوا مسيرتي شوية، لأن الحلم كان مختلف، الصورة مكانتش صورتي أنا".

إثر هذه التجربة تعرض الفنان محمد منير لصراع نفسي داخلي، دفعه لمحاولة إثبات أن شكله وسماته ومظهره جزء من حقيقة مصر، قال: "حصلي نوع من المعاناة فيه، أخرني، أخر أن الجمهور يستمتع بيا لمدة 3 و4 سنين، وكان في فترة كفاحي".

وأشار الفنان محمد منير إلى أن أزمة لون البشرة كما أخرته في مشواره الفني، أثرت أيضًا على مستقبل الفنان أحمد زكي وهو ما حدث في فيلم "الكرنك".

ويرى "منير" أن النظرة العنصرية تجاه الفنانين آنذاك كما عطلت مسيرتهم، أيضًا حجت عن الجمهور رؤية فنه وفن الفنان أحمد زكي لسنوات.

كما كان لدى "منير" عقدة من التصنيف كونه نوبي الأصل، ويرى أن هذا التصنيف الذي تعرض له في بداياته يرجع إلى الجهل الفني الشديد لأن المطرب لا يصنف بمكان ميلاده، حسب "الأهالي" 1986.