رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد فارس: جماعة الإخوان قادرة على تقسيم صفوف الناتو

وليد فارس
وليد فارس

قال وليد فارس، الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية، إن طبيعة العلاقات الفرنسية التركية خاصة بعد الأحداث التي شهدها المتوسط، توضح أن الجناح الجنوبي لحلف الناتو ولا سيما دول الحلف على سواحل المتوسط قد انقسمت بعمق حول مسألة استثمار الطاقة في تلك المنطقة وحول مستقبل ليبيا.

وأشار فارس في مقالة لصحيفة «إندبندنت عربية» إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هي أحد أهم القوى الراديكالية التي تسببت في انقسام التحالف الغربي، وهذا شيء لم يحدث منذ تأسيس التحالف.

وتابع:هذه الجماعة وبحكم نفوذها عبر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا ودعمها من قبل حكومة قطر وتواجدها في السلطة في حكومة «الوفاق» والبرلمان التونسي، باتت قادرة على تقسيم صفوف الناتو بالجنوب.

ونوه إلى أن جماعة الإخوان الدولية تعمل منذ عقود على إضعاف خصومها الدوليين وحلف الناتو في جميع مراحله، وقد تمكنت هذه الجماعة من خلال خططها الاستراتيجية الشاملة من أن يتعاطوا مع حلف الناتو كل دولة على حدا.

كما عملت القوى الإخوانية عبر ما يسمى «الربيع العربي»، على السيطرة الجارفة على جميع أجزاء جنوب المتوسط، بدءًا من غزة إلى مصر إلى ليبيا فتونس وبشكل جزئي في المغرب، وكان المشروع أساسًا للسيطرة على كل السواحل الجنوبية والشرقية للمتوسط باستثناء إسرائيل، وهي عنوان لمرحلة مستقبلية، حيث ركز النفوذ الإخواني على ركني شرق وجنوب المتوسط وهما تركيا ومصر.

وحاول الإخوان باستراتيجيتهم عبر التاريخ استعمال الناتو للسيطرة على دول البحر المتوسط والخليج، وظهر ذلك جليًا عندما تم الدفع بفرنسا وأمريكا وحلف الناتو إلى إسقاط حكم القذافي في ليبيا واتباع البلاد للمنظومة الإخوانية عبر ميليشيات تكفيرية، وذلك من أجل السيطرة على مقدرات النفط والغاز الهائلة.

يضاف لذلك أن سقوط حكم الإخوان في مصر وبروز دور الجيش الليبي وتقدمه باتجاه وسط البلاد وجنوبها، دفع بالاستراتيجية الإخوانية إلى الاستنجاد بقوة تركيا الأطلسية.

ومع تدخل تركيا في ليبيا إلى جانب الميليشيات الإرهابية، بدأ أعضاء آخرون في حلف شمال الأطلسي يتذمرون من اختراق المنظومة الإخوانية لقلب شمال إفريقيا عبر طرابلس، فتغيرت التحالفات وباتت فرنسا وهي أحد أهم أعضاء الحلف، بالتنسيق مع مصر ودول عربية أخرى لدعم الجيش الوطني الليبي في مواجهة الجماعات المتطرفة في غرب البلاد.

وزاد الأمر صعوبة في الحلف الأطلسي هو استهداف أنقرة مناطق النفط والغاز في الداخل الليبي وعلى السواحل وأخيرًا المناطق المائية بين ليبيا وتركيا.

وشدد وليد فارس على ضرورة مراقبة التطورات التي حدثت في الأيام الأخيرة، حيث هناك تطوران يستحقان المراقبة بشدة. الأول، اجتماع لأول مرة بين كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية وكبار قادة الجيش الليبي عبر تقنية الفيديو، وتم الإعلان عنه رسميًا في واشنطن، ومن ضمن أهداف الاجتماع التنسيق ضد الإرهاب والبت في مصير الميليشيات.

الثاني، موجة قصف جوي طال قاعدة الوطية في غرب ليبيا، التي سيطرت عليها الوفاق وتركيا، ويعتقد البعض أن من يقف خلف هذا القصف غير المعلوم إما هو عربي أو فرنسي، لوضع خطوط حمر للتقدم الإخواني التركي باتجاه الجنوب.