رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد غضب كتاب مصر.. القصة الكاملة لنقل تمثال ديليسبس

تمثال ديليسبس
تمثال ديليسبس

عادت قصة تمثال ديليسبس خلال الأيام الماضية لتعيد الجدل مجددا في الوسط الثقافي، بعدما ترددت أقاويل حول اعتزام محافظ بورسعيد إعادته إلى قاعدته عند مدخل قناة السويس.

من جهتها، استنكرت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر دعوات عودة تمثال ديليسبس على رأس قناة السويس بمحافظة بورسعيد، وأصدرت بيانا قالت فيه: «يقف كتاب مصر ومثقفيها وفنانيها وقواها الوطنية كافة صفًا واحدًا ضد عودة تمثال فرديناند ديليسبس المشؤوم على رأس قناة السويس في بورسعيد، ويعدون ذلك جريمة في حق شعبنا المصري البطل، وتحديا لإرادة شعبنا الباسل الذي أسقط التمثال من منصته -التي نصبته فوقها سلطة الاحتلال- في أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، فأصبح سقوطه تعبيرًا عن استرداد عزة الوطن، وثأرا لشهدائه».

وتابعت النقابة: «لقد رأى الشعب في تنصيب تمثال ديليسبس على رأس قناة السويس إهانة لأرواح 120 ألف فلاح مصري استشهدوا في حفر القناة، وتمجيدا لمستعمر قهر المصريين، واستغلهم واحتل بلادهم، وتكريمًا لنصاب أدانته بلاده فرنسا وحكمت عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة الاحتيال، وحكمت على ابنه بالعقوبة نفسها، كما حكمت على حفيده بالإعدام بتهمة الخيانة الوطنية».

وتؤكد النقابة العامة لاتحاد كُتّاب مصر أن النصب التذكارية لأمة هي رموز نصرها، وهي شواهد تحريرها ونهضتها، وهي رسائل الأوطان إلى شعوبها، وإلى العالم أجمع، بما تختزنه من تاريخ وقيم، وبما تعبر عنه من علامات مجد وخلود، وما كان ينبغي لهذه النصب في أى مكان أو زمان أن تصبح أداة لتخليد الجلادين والمستعمرين وناهبي الثروات.

وواصلت النقابة أن قناة السويس التى حُفرت بسواعد المصريين الممزوجة بدمائهم لن تكون منصة مجانية لإحياء رمز استعماري عفن، من أجل هذا يتمسك كتاب مصر ومثقفوها وفنانوها بأن ينصب على رأس القناة أحد الرموز المصرية الصميمة، من إبداع فنانينا، يجسد ملحمتنا الوطنية في حفر القناة والدفاع عنها ضد العدوان.

وأضافت أن مصر أم الحضارات الإنسانية التى قدمت للعالم – ضمن ما قدمته على مر تاريخها الطويل - عبقريات فن النحت منذ فجر التاريخ، جديرة بأن تسأنف اليوم دورتها الحضارية بأيدي أحفادها ممن صنعوا مجد النحت القديم، سواء باختيار عمل مناسب لأحد رموز فناني مصر المحدثين، أو بدعوة نحاتيها المعاصرين إلى التسابق برؤاهم الفنية لإقامة هذا الصرح كي يكون شاهدًا شامخًا على تاريخ شعب عظيم، وتعبيرًا عن ملحمة البطولة الإنسانية للفلاح المصري الذي حفر القناة في أرضه بعرقه ودمه.

كما توجه كتّاب مصر ومثقفوها وفنانوها بهذا النداء إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمنع تنصيب تمثال ديليسبس المشئوم على رأس قناة السويس، ليس لأنه عمل يجافي منطق التاريخ والمشاعر الوطنية فحسب، بل لأنه يستفز مشاعر المصريين، ويمثل استهانة بتاريخ مصر الوطني وإرادتها، كما نأمل أن يتبنى الرئيس إقامة تمثال بيد فنان مصري كبير يليق بالمناسبة التي جسدت كفاح شعبنا المصري العظيم وتضحياته، وسيقوم مثقفو مصر ومبدعيها وكتابها وفنانوها بالاكتتاب لإقامة هذا الصرح العظيم.

كما وصل الأمر لمجلس النواب، إذ طالب النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أمس الإثنين، بإزالة تمثال ديليسبس من بورسعيد.

وأضاف بكري، خلال كلمته بالجلسة العامة للبرلمان برئاسة الدكتور علي عبدالعال، لمناقشة مشروع قانون المهن الطبية، أن ديليسبس ليس صاحب فكرة إنشاء قناة السويس كما يتردد عبر التاريخ، وإنما كانت الفكرة قائمة من قبل ديليسبس، وهذا مستعمر، ولا يجب وضع مثل هذا التمثال في محافظة بورسعيد الباسلة.

ومع كل هذا الغضب حول ما تردد عن عودة تمثال ديليسبس لقاعدته بمدخل قناة السويس، علم "الدستور" بأن هذا الأمر لم يحدث، ولا يزال متواجدا بمخازن الترسانة البحرية بهيئة القناة، ولكن كل ما في الأمر أن قاعدته تم تطويرها باعتبارها أثر، كغيرها من الآثار.

وتواصلت «الدستور» مع المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، لمعرفة القصة الكاملة حول قصة التمثال، ويكشف حقيقة الأمر من عدمه.

أوضح رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أنه لم يعلم شيئا عن هذا الأمر، ولكنه عرف به من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنه لم يصدر أي قرار رسمي من قبل المحافظة، ولم يصل للجهاز أي قرار يتعلق بتمثال ديليسبس.