رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لن أعيش في جلباب كورونا».. تجربة «الجداوي» في مواجهة كوفيد 19

حسين الجداوي
حسين الجداوي

رشاقة حروفه الساخرة لم تمنعه من الكتابة عن تجربته الأخيرة مع فيروس كورونا، والتي كان يتعامل معها من خلال معادلة «قليلٌ من الرضا.. كثيرٌ من الصبر»، حتى وإن كان لا يعلم إلى أي مدى سيصل به قطار الإصابة بكوفيد 19.

محمد حسين الجداوي، كاتب ساخر من جيل الشباب، يحمل عضوية نقابة الصحفيين، عمل في أروقة أقسام التحقيقات بالصحف والمواقع المختلفة، ولكنه ضرب موعدًا مع أول «تحقيق ذاتي»، لم يكن يتوقعه يومًا، عندما أصيب بالصُدفة المُقدرة بالطبع، بفيروس كورونا.

وروى «الجداوي» حكايته مع تلك الإصابة بعين الكاتب قبل المريض، وبتفاصيل بين السطور قبل تفاصيل روشتة العلاج، واستمد طاقة الدفاع بإرادته قبل مناعته عن المرض اللعين في رحلة الألم التي وصفها بإعادة ترتيب البيت من الداخل، وعبر عنها بأنها تجربة تضعك بين عشية وضحاها على درب حساب النفس، وترويض الأماني، وتغيير الأفكار.

وفسرّ الكاتب الساخر آلامه مع مراحل المرض، بأنها كانت معاناة حقيقية، لأنك تُصبح فجأة شخص غير مرغوب في التعامل معه خوفًا من نقل العدوى، ناهيك عن شعورك بالآسى الدائم، والضعف وقلة الحيلة، والتخوف من أن تُصيب أحد أفراد أسرتك الصغيرة بالمرض، أو أن يقسو عليك أحد الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء كونك موبوءًا، بينما تجد كل هذه الأفكار زائفة ومُبالغ فيها، حال علم الجميع بإصابتك، فستجدهم حريصين على دعمك نفسيًا ومعنويًا أو حتى بالدعاء، وتشتبك بلازما الإنسانية مع خلايا كوفيد 19 لتنتصر عليها في النهاية، وتلتقي بالمخلصين في نهاية المطاف على أعتاب الشفاء والتعافي.

الرحلة التي خاضها «الجداوي» على مدار أكثر من أربعة أسابيع مع الأعراض والتشخيص والفحوصات والمسحة الإيجابية والعزل المنزلي والعقاقير الطبية وجلسات الأكسجين الفردية، أثمرت عن بذرة لفكرة جديدة استكمالًا لإصداره الأول الذي حقق نجاحًا ملموسًا، «عمارة ساكن قصادي»، الذي خرج للنور العام الماضي، ليؤكد الكاتب الساخر أنه بصدد إصداره الثالث بعد «رصيف نمرة خمسة» 2020، سيكون كتاب (لن أعيش في جلباب كورونا)، الذي يتبع سلسلة عمارة ساكن قصادي (2)، ليمتزج بالكوميديا السوداء كما يطلقون عليها، مع تجربته الذاتية.

وشارك الكاتب الساخر محمد حسين الجداوي خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51، بإصدارين عن دار الحلم للنشر والتوزيع، حيث قدم كتابه «عمارة ساكن قصادي»، إلى جانب مؤلفه الجديد «رصيف نمرة خمسة».

الكتابان من اللون الساخر، الذي يحرص «الجداوي» بخفة ظله على جذب القراء في «العمارة» من خلال الحوارات الافتراضية بين نجوم التسعينيات الذين أمتعونا عبر الشاشة الصغيرة، ونجوم الفن الحاليين لتناول السلوكيات وقضايا المجتمع بطريقة كوميدية، فيما يتناول الكاتب الصحفي على «الرصيف»، مجموعة من حواديت المصريين في وسائل المواصلات المختلفة، ومزجها بحواديت العالم الافتراضي، بأسلوب شيق.