رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ضمنت مصر حصتها في لقاح كورونا من الشركات المنتجة؟

لقاح كورونا
لقاح كورونا

في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم على إنتاج لقاحات فيروس كورونا المستجد، تكرس الحكومة جهدها المستمر للحصول على حصتها من اللقاحات المعتمدة عالميًّا لاستخدامها في علاج المصابين من المرض، مع العلم أن منظمة الصحة العالمية قد أكدت مؤخرًا أنه ليس هناك علاج فعال للفيروس حتى وقتنا هذا، بل جميع ما تم إصداره ما هو إلا شبه مسكنات ومهدئات أثناء فترة المرض.

وهذا ما أكده الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشئون الصحية، حين أشار إلى أن إنتاج لقاح جديد لعلاج الفيروس يحتاج إلى 9 أشهر كحد أقصى، منوهًا أن عقار جامعة "أكسفورد" يعد من أهم العقاقير في علاج فيروس كورونا، والتي بدأت الشركات العالمية المتخصصة في الدواء في تصنيعه وطرحه خلال الأشهر القادمة.

"مصر ستكون لها حصة من اللقاحات المعتمدة على مستوى العالم، كما سيتم إتاحة اللقاحات للمواطنين بشكل كامل ليستخدموها في علاج"، يقول "تاج الدين"، إن لقاح جامعة "أكسفورد" سيكون على شكل جهاز استنشاق، ومن المفترض أن يكون جاهزًا للاستعمال خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

جاء ذلك بعد تصريحات باحثو "إكسفورد"، حول ثقتهم بنسبة 80% من نجاح اللقاح الذي يتم تطويره، ودخل مراحله النهائية ليكون جاهزًا بحلول شهر أغسطس، وتوقعوا أيضًا فاعليته القوية بالنسبة للشباب خاصة أو الأشخاص الذين لا يزالون في مقتبل العمر.

وبالتواصل مع الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي لمركز الحق في دواء، أكد خلال حديثه مع "الدستور"، أنه تم بالفعل تأمين حصة مصر من أي لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، قد يثبت فاعليته من أي شركة منتجة له على مستوى العالم.

كما أضاف أنه يوجد أكثر من 25 شركة عالمية تتنافس على وجود لقاح للفيروس، وأن اللقاح الأقرب لمصر هو "أسترا زنكا" بالتعاون مع جامعة "أكسفورد"، وتم وضع اتفاقية بين مصر والشركة التي سوف تطلق اللقاح خلال الثلاث أشهر القادمة وتخوض الآن المرحلة الثالثة من التجارب والمتوقع الانتهاء منها في شهر سبتمبر المقبل.

اختتم "عز العرب" حديثه، مؤكدًا أن الاعتماد على أي من الأدوية أو اللقاحات يكون من خلال "هيئة الدواء والتغذية الأمريكية" أو "هيئة الإيما الأوروبية"، وأن مصر تعاقدت بالفعل على كميات جيدة من خلال هيئة الدواء المصرية، رغم أنه لم يثبت حتى وقتنا هذا وجود علاج فعال لفيروس كورونا المستجد.

من جانبه، أوضح رئيس هيئة الدواء المصرية، تامر عصام، أنه يتم حاليًا التنسيق مع إحدى الشركات العالمية؛ لمناقشة آليات وضع مصر في قائمة أوائل الدول التي ستحصل على علاج فيروس كورونا المستجد، مؤكدًا تأمين حصة مصر من أي لقاح يثبت فاعليته من قبل أي شركة منتجة، كما أن الهيئة على جاهزية لتعبئة حصتها محليًا من هذه اللقاحات إذ تأخر توريدها.

"هيئة الدواء تتابع باستمرار مستجدات الدواء العالمي الخاص بفيروس كورونا، بهدف توفير جميع الفرص الممكنة للمواطن المصري من الحصول على لقاح المرض والوقاية منه في أسرع وقت ممكن"، يوضح "عصام" أن اللقاحات يجرى عليها تجارب سريرية حاليًا، والذي تم البدء في المرحلة الثالثة من الدراسات الإكلينيكية لها، وهي المرحلة الأخيرة التي تسبق عملية الإنتاج.

أما عن لقاحات فيروس كورونا التي أثبتت فاعلية مع المصابين حتى وقتنا هذا، أشاد الدكتور عبد الرحمن خيري، طبيب في مستشفى المعلمين للعزل الصحي بمنطقة الزمالك، في حديثه لـ"الدستور"، بعقار "هيدروكسي كلوروكين" الذي ساعد في علاج العديد من الحالات المصابة بالمرض خلال الآونة الأخيرة، ليثبت أكثر فاعلية حتى وقتنا هذا مقارنة مع اللقاحات الأخرى.

"نسبة 26% من الحالات التي لم تتناول عقار هيدروكسي كلوروكين توفت، مقارنةً بنسبة 13% من المرضى الذين تناولوا العقار"، كانت تلك الدراسة قد أجريت من قبل نظام هنري فورد الصحي مؤخرًا لتثبت فاعلية العقار، وهذا ما أكده "خيري" بناءً على تجربته الشخصية في التعامل مع المرضى داخل مستشفيات العزل على مدار الثلاث أشهر الماضية.

اختتم الطبيب حديثه موضحًا أن عقار "رمديسفير" الذي يتم انتاجه حاليًا في مصر، لا يساعد في علاج حالات فيروس كورونا المستجد، كما هو مشاح على منصات التواصل الاجتماعي، بل إنه يساعد فقط في تخفيض فترة العزل الصحي من 14 يوما فيما أقل، وأن باقي اللقاحات التي يتم التعامل بها حاليًا ما هي إلا مهدئات للمرض حتى يتم تطوير لقاح فعال يساعد على التخلص من المرض نهائيًا.

لم يختلف رأي الدكتور محمد فطين، طبيب في مستشفى القصر العيني، كثيرًا عن ما قبله، فقد أكد في حديثه لـ"الدستور"، أن هيئة الدواء المصرية تتابع باستمرار مستجدات سوق الدواء العالمية؛ لضمان توافر كل الفرص الممكنة لحصول المواطن على كل ما هو متاح عالميًا من علاج أو وقاية لفيروس كورونا المستجد، بما يضمن كفاءة المظلة الدوائية بالدولة، مشيرًا إلى أنه في أعقاب أزمة "كوفيد- 19"، تم إطلاق جهد عالمي لتسريع أدوات مكافحة هذا الوباء، والتي من أهمها اللقاحات.

وأضاف "فطين"، أنه لا يوجد أي لقاح حتى الآن ثبتت فاعليته للفيروس، ويتم عمل تجارب سريرية في الفترة الحالية للقاحات لتأكيد فاعليتها، والتجنب من أي آثار جانبية لها، ولفت إلى أن وزارة الصحة لديها الاستعداد التام لتعبئة حصتها محليًا من تلك اللقاحات في حالة تأخر توريدها نتيجة تزايد العبء على الشركات العالمية المنتجة، معلنًا في الوقت ذاته أنه جار حاليًا التنسيق مع إحدى الشركات العالمية؛ لمناقشة آليات وضع مصر في أوائل الدول التي ستحصل على اللقاح.