رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفريق العصار.. رحيل هادىء لمهندس الصفقات العسكرية

الفريق العصار
الفريق العصار

إذا صادفك القدر وقادتك قدميك لاحتفالات رسمية أو صالونات ثقافية واجتماعية في مجالات الفن والسياسة والثقافة، ستجد الجميع يلتفون حول رجل أنيق هادىء الملامح والطباع على عكس الصور النمطية عن العسكريين في المجتمع المصري، هذا الرجل هو الفريق محمد العصار وزير الإنتاج الحربي وأحد القادة السابقين بالمجلس العسكري ممن قادوا البلاد بعد أحداث 25 يناير 2011.

الفريق العصار عُرف في الأوساط العلمية والسياسية والدبلوماسية بأنه شخص غزير المعرفة والثقافة ومفاوض متمكن فيما يخص الأمور العسكرية وصفقات السلاح، خاصة أنه حاصل على بكالوريوس الهندسة من الكلية الفنية العسكرية وماجستير الهندسة الكهربائية ودكتوراه في الهندسة الكهربائية ونال عدة أوسمة منها «الجمهورية» من الطبقة الثانية، ونوط الواجب من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية مقاتلى أكتوبر، ووسام جوقة الشرف مرتبة قائد من فرنسا.

وكان العصار مقاتلًا قويًا شارك في حربي الاستنزاف وأكتوبر كأحد عناصر أطقم إصلاح كتائب صواريخ الدفاع الجوي، وتقلد مناصب قيادية في منظومة التأمين الفني للدفاع الجوي وكان مساعدًا لرئيس هيئة التسليح للبحوث ثم رئيسا للهيئة ثم مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح.

عرفه كثير من المصريين خلال لقاءاته التلفزيونية بعد ثورة يناير، وعرفوه أكثر عندما كان مسئولًا عن ملف العلاقات الخارجية والاتصال بالإعلام والقوى السياسية بعد ذلك، لأنه شخص رزقه الله قبولا لا تخطئه العين وسلاسة في الكلام وحضورا طاغيا وثقافة بالغة وتواضعا كبيرا، وكان يدرك جيدا التحديات والمخاطر التي واجهتها مصر مع جماعة الإخوان الإرهابية، وحذر من سياسة قصر الاتحادية في عصرهم لأنها كانت ستؤدي إلى حرب أهلية حسبما أبلغ المقربين منه خلال تلك الآونة.

قبل 30 يونيو، تولى العصار التواصل مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وطلبت منه السفيرة الأمريكية «أن باترسون» تأجيل أي قرارات بعد انتهاء مهلة القوات المسلحة في 3 يوليو، وأكد لها أنه سينقل ذلك للقيادة العامة وسط رفض للطلب خاصة أن الهدف كان واضح لمنح الإخوان فرصة.

حاز على ثقة المشير طنطاوي خلال الأحداث الجسام التي مرت بها مصر، وأيضًا على ثقة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لاسيما أنه صاحب إنتاج وإنجاز ومشهود له بالكفاءة، حيث أسس 8 شركات صناعية جديدة بالتعاون مع عدد من الجهات المختلفة بالدولة، منها «مصر الخليج للمصاعد والسلالم الكهربائية، وأبو زعبل لخدمات التخريم، وهليوبوليس شرف كيميكلز لإنتاج الفتيل الانفجاري، والمصرية لتكنولوجيا الصناعات لإنتاج الأسوار السلكية الأمنية، والنجيل الصناعي والمصرية للمستلزمات الرياضية والوطنية للمستحضرات الدوائية وهليوبيسات لإنتاج موانع التسريب».

لم يكن دوره الكبير في الحروب فقط، لكنه كان أيضًا ذراع الدولة لصد ومكافحة جائحة كورونا، فقد تعاونت وزارة الإنتاج الحربي مع مختلف الجهات بالدولة لمكافحة الوباء بتوفير مستلزمات طبية بقيمة 243.505 مليون جنيه، منها تصنيع 6353 مليون كمامة طبية بأنواعها و959.21 ألف لتر من المطهرات والمحاليل، وتصنيع 2446 بوابة تعقيم منها 1298 بوابة لصالح وزارة التربية والتعليم فقط.

ومن أشهر المقولات المعروفة عن الفريق العصار أن المجلس العسكري لا يتدخل إطلاقًا في عمل السلطة القضائية والخطوات القانونية المتصلة بمحاكمة رموز النظام السابق وأن هناك خلافًا مع الولايات المتحدة حول عمليات تمويل منظمات المجتمع المدني غير المرخص لها رسميًا، ومن غير المقبول السماح بتقديم أموال تمس السيادة.