بينها «العفن الهبابي».. سر تأخر ظهور محصول المانجو هذا العام

مع حلول فصل الصيف من كل عام، وارتفاع درجات الحرارة ينتظر الكثيرون ظهور محصول فاكهة "المانجو"، والتي يتخذونها الهون الطيب لتحملهم درجات الحرارة القاسية في هذا الفصل، إلا أن هذا العام طال انتظار محصول المانجو الذي اتبع الكثيرون اسمه بصفة "العظمة"، فما أسباب اختفاء تلك الفاكهة هذا العام لفترة كبيرة، ثم ما أسباب ضعف انتشارها من بعد ذلك بهذا العام أيضًا.. هذا ما سنعرفه بالتقرير التالي.

"العفن الهبابي هو السبب"، يقولها عزت أحمد، أحد أصحاب مزارع المانجو "عزت البكري"، وهي مزرعة مانجو بالإسماعيلية، موضحًا أن جميع مزارعي المانجو يعانون من مشكلة "الهباب الأسود" في إشارة إلى أنه أحد أسباب اختفاء المحصول لفترة هذا العام، مؤكدًا أن تلك المشكلة بدأت في الظهور في السنوات الأخيرة دون حلًا جذريًا لها، حتى الآن، ليطالب عزت وزارة الزراعة بالتحرك بشكل أكبر من أجل القضاء على ذلك العفن الهبابي، الذي يدمر نسبة كبيرة من محصول المانجا كل عام.

ويوضح عزت لـ"الدستور"، أن المزارع لا يواجه هذا المرض الذي يصيب محصول المانجو كل عام فقط، بل إنه يواجه أيضًا جشع وغش أصحاب محلات الأدوية الزراعية، والتي تعمل على تركيب أدوية معظمها تكون مغشوشة لا تحل المشاكل التي تتعرض لها أشجار المانجا، ليناشد عزت في ختام حديثه وزارة الزراعة أن تقدم تلك الأدوية للفلاحين، حتى لا يتعرضوا للغش والخداع من شركات الأدوية.

فضلًا عن وجود مرض العفن الهبابي بمحصول المانجو، والذي كان السبب في ضعف إنتاجها كان هناك سببًا آخر وراء تأخر ظهور هذا المحصول بهذا العام أكثر من غيره، وهو ارتفاع درجات الحرارة الشديد وذلك كما أكده لـ"الدستور" خالد عبد الرحمن أحد مزارعي المانجو بمحافظة الإسماعيلية، قائلًا: "لفحة الحر سبب كبير في تأخير المانجو هذا العام وخسارة نسبة كبيرة منه"، موضحًا أن الأيام التي ارتفعت بها درجات الحرارة، والتي بدأت في الثلاث أيام الأخيرة في رمضان الماضي، أصابت محصول المانجو هذا الموسم في مقتل، نتيجة إصابة أشجار المانجو في مرحلة التزهير، وهو ما جعلنا –على حد وصفه- نفقد محصول المانجا هذا العام بنسبة 50%.

ونتيجة تلك الأسباب أرجع المزارع محمد إمام، صاحب مزرعة مانجو بالإسماعيلية، توقعه بارتفاع أسعار المانجو هذا العام عن الأعوام السابقة، مؤكدًا أن ذلك الارتفاع سيكون بسبب هذا الضعف في إنتاج المحصول، والذي تأثر بشكل مباشر بالعفن الهبابي، وارتفاع درجة الحرارة، والتي أدت إلى سقوط نصف المحصول، مشيرًا إلى أن قفص المانجا بلغ سعره جملة هذا الموسم 230 جنيها، بزيادة 100 جنيه عن العام الماضي.

فيروس "كورونا" كذلك ظلَ بظلاله أيضًا على محصول المانجو هذا العام، وذلك حسبما أكد السيد إبراهيم صاحب مزرعة مانجا بالإسماعيلية، مشيرًا إلى أنه حتى الآن لم يجد أصحاب مزارع المانجو في الإسماعيلية تجار لشراء مزارع المانجا كما هو متعارف كل موسم، حيث يتم بيع محصول المانجا قبل بدء الموسم بشهور، إلا أن هذا الموسم بسبب ظروف انتشار وباء كورونا، ضئل شراء التجار لمزارع المانجا.

ويتابع السيد، أن انطلاق موسم المانجا بالإسماعيلية الفعلي سيكون بعد أسبوعين تقريبًا، وهو موعد نضج بعض أنواع المانجا مثل السكري، موضحًا أن أنواع المانجا التي تتواجد حاليًا في الأسواق هي مانجا الصعيد، وليست المانجا الإسمعلاوي، وأن الإسماعيلية لم تطرح أي كميات من المانجا حتى الآن.

من جانبه أكد الدكتور السيد خليل مبارك وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، أن وزارة الزراعة سعت جاهدة وما زالت إلى مكافحة مرض العفن الهبابي، وذلك من خلال الندوات الإرشادية والحقلية ومتابعة عمليات التقليم والرش وتوفير مبيدات العفن الهبابي والصابون الزراعي والزيوت المعدنية لمكافحة المرض والحشرات القشرية والبق الدقيقي للمزارعين، مشيرًا إلى أن دور الجمعيات الزراعية، ينحصر في الإرشاد وتوفير المبيدات للمزارعين، لكن هناك البعض لا يقوم بأعمال المقاومة واستخدام المبيدات مما يضر المزارع المجاورة.

كما يوضح خليل، أن مدينة الإسماعيلية تمتلك 113 ألف فدان، من محصول المانجا، منها أصناف محلية وأخرى أجنبية، مشيرًا إلى أن فدان المانجا المحلي، ينتج ما بين 3 إلى 4 أطنان، بينما الأجنبي ينتج من 6 إلى 10 أطنان، لأن شجر المانجو المحلي يتم زراعته في مساحة 6 في 6 أمتار، بينما أشجار المانجو الأجنبية تزرع في مساحة 3 في 3 أو 3 في 4 حسب الصنف.

وفي جولة قامت بها "الدستور" على عدد من الأسواق للتعرف على أسعار "المانجو" هذا العام تبين أن السكري والصديقة منها وصل سعرها إلى 40 جنيهًا، والهندي السنارة 25 جنيهًا، والسكري الأبيض 40 جنيها، وهندي سنارة الكبير "جولك"، 25 جنيهًا، والهندي السنارة الصغيرة بـ 15 جنيهًا، والصديق الكبيرة 40 جنيهًا، والصديق الصغيرة بـ 20 جنيهًا.